رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (6/6)
على فكرة دي من الأخطاء الشائعة، يعني أنا اشتغلت فيلمين ورا بعض، واحد مع المنتج جمال الليثي اتكلف 29 ألف جنيه، والتاني من إنتاج القطاع العام واتكلف 55 ألف جنيه، وأجور النجوم هنا زي أجور النجوم هنا، لكن لإن القطاع العام كان نظام فاسد ما يهموش التكلفة، وبسبب التجربة دي بقيت بعدها باشرف على الإنتاج خلال عملي في القطاع العام، ولا أسمح بتدخل مدير إنتاج يسرق من ورايا وباسم الفيلم، فبالتالي المسألة مالهاش علاقة بالقطاع العام أو الخاص قدر ما ليها علاقة بسيستم إنتاج صح وسيستم إنتاج غلط، وأنا المسألة بالنسبة لي أولا وأخيرا، لو كان في مواضيع تستهويني عند منتجين القطاع الخاص كنت اشتغلت معاهم وقدرت أتعامل مع السيستم الإنتاجي الموجود، لكن ما فيش مواضيع من اللي عرضت علي استهوتني إلا اللي عملتها بالفعل.
ـ عايز أسأل حضرتك سريعا عن تقييمك لأبناء جيلك وهابدأ بالأقرب إليك الفنان صلاح أبو سيف؟
ما فيش خلاف إن صلاح أبو سيف الله يرحمه له حوالي سبع أو ثمان أفلام تعتبر من الأفلام الأكثر تميزا في السينما المصرية، وبرضه كان فيهم اللي في القطاع العام وفيهم اللي بعده.
ـ ممكن أسأل حضرتك عن أسماءهم؟
لا، اعفيني لإن الذاكرة ممكن تسقط الأسماء، لكن هتلاقي عند صلاح على الأقل سبع أو ثمان أفلام من أحسن ما يكون، وهو من أفضل من قدم الأفلام الواقعية والاجتماعية، يمكن لما عمل أفلام غنائية مثلا ما كانش بنفس البراعة فيها.
ـ طيب يوسف شاهين؟
يوسف شاهين ده شخص متميز جدا، ومن حسن حظه إن عنده علاقات مع الخارج تؤهله إنه ياخد ميزانيات تعمل أفلام تصل إلى مستوى عالمي، دي مسألة مش متاحة لينا كلنا.
ـ علاقات خارجية بمعنى؟
يعني الاتفاقات اللي بيعملها مع القنوات الفرنسية والأوروبية والتمويل اللي بيجي لها من جهات سينمائية في أوروبا، وبعدين ده بيتيح له يطبع ويحمض أفلامه بره، ويسجل صوت بإمكانيات متميزة، وياخد الوقت الكافي في التصوير بشكل ما أقدرش أحصل عليه، يعني أنا ما أقدرش أقعد أصور في فيلم شهرين أو ثلاث شهور، محكوم بوقت أقل بكتير، وده بينعكس على مستوى الأفلام، علشان كده هو حقق إنجازات رائعة جدا في المقدمة كلها.
ـ لكن هل بتحب السينما بتاعته؟
(بعد صمت) أنا قلت له مرة بعد فيلم من أفلامه أنا يبهرني عملك فنياً، لكن أنا مش فاهم العمل نفسه. (يضحك)
ـ كان فيلم إيه؟
مش فاكر دلوقتي، لكن هي الفكرة إن في كذا فيلم من أفلامه كده، بسبب اشتراك يوسف في صياغة أفلامه، ويوسف في حواره العادي معاك كشخص تلاقيه بينتقل فجأة من حاجة لحاجة فما تقدرش تتابعه، وهو متصور إن انت فاهمه، ده ممكن ينفع في الحياة العادية، مش في فيلم يتعرض للجمهور.
ـ طيب توفيق صالح؟
توفيق عمل عدد قليل من الأفلام يخلي من الصعب إني أحكم على تجربته.
ـ كنت عملت حوار مع الأستاذ توفيق صالح واتكلم عن الخلاف بينه وبين صلاح أبو سيف خلال توليه لمسئولية الهيئة العامة للسينما وإنه ضايقه كتير وحرمه من فرصة إخراج الثلاثية، كان انطباعك إيه عن فترة تولي صلاح أبو سيف لهيئة السينما؟
والله أنا ما اشتغلتش معاه خالص في الفترة دي وكنت باشتغل مع منتجين قطاع خاص.
ـ ما عرضش عليك الأستاذ صلاح تشتغل مع الهيئة؟
لا ما عرضش عليّ، لكن اشتغلت في فيلم (الرجل الذي فقد ظله) مع مؤسسة السينما، ولكن من خلال حلمي رفلة لما رأس الجهاز الإنتاجي في فترة، لكن ما كانش في احتكاك مباشر مع صلاح أبو سيف والحمد لله إن ده حصل عشان نفضل أصدقاء.
ـ كان في الفترة دي في تقسيمة النقاد بيطلقوها إنه فلان فنان محترف ودي فئة بيتحط تحتها حضرتك وعاطف سالم ونيازي مصطفى، وفي فنان صاحب قضية وفكر سينمائي، ودي بيتحط تحتها صلاح أبو سيف وتوفيق صالح؟ بتشوف إزاي التقسيم ده؟
أنا باصنف نفسي فنان هاوي ولست محترفاً. لو في فيلم بيستهويني باعمله، اجتماعي سياسي تشويق اجتماعي، المهم إنه يستهويني، ده اللي أقدر أقولهولك.
ـ الكثير من الفنانين من أبناء جيلك لما بيتم سؤالهم عن أسباب ابتعادهم عن الساحة الآن، بيحصل لوم مباشر للجمهور وتدني ذوقه، إيه تعليقك؟
بصراحة أنا من ضمن المشاكل اللي بتعترضني الآن في محاولات العمل، هو التفكير في إزاي أرضي الجمهور اللي بيقبل على السينما دلوقتي، يعني جزء كبير من الجمهور الحالي ما بيعرفش يقرا ويكتب، بينما الجمهور السابق كان أكثر ثقافة، كان في إقبال أكبر من الطبقة المتوسطة على السينما، حتى أفلامنا كنا بنعمل لها ترجمة فرنسية عشان الجاليات الأجنبية، لكن الجمهور اللي موجود دلوقتي أعتقد ثلاث أرباعه بيدور على الأغاني والرقص والضحك، وأعتقد ده ليه علاقة بالغلاء في المجتمع بشكل عام وفي السينما بشكل خاص، يعني التذكرة دلوقتي في السينمات الكويسة بقت بعشر جنيه وبخمستاشر جنيه، في عائلات كتيرة لا تستطيع أن تغطي ده، يعني عيلة من أب وأم وولدين مثلا هيدفعوا خمسين جنيه غير المواصلات، فلو هيروحوا مرة كل أسبوع يبقى خلص المرتب، ده بيخليك تفقد جزء مهم جدا من الجمهور اللي ممكن يقبل على سينما ذات طابع اجتماعي أو بتقدم أفكار مختلفة عن السائد، ودي مسألة أي صانع سينما هتلاقيه بيفكر فيها.
ـ طبعا حضرتك من خلال حرصك على الاشتراك في مهرجانات السينما، تحكيما ومتابعة، بتتابع تجارب الجيل الجديد، شايفها إزاي، هل في أفلام ما توقفت عندها؟
يعني بعيد عن تسمية أفلام معينة، أقدر أقولك إن في الجيل الجديد الذي يعمل حاليا عندنا أكثر من 10 مخرجين عندهم موهبة وثقافة ومتخرجين من معهد السينما بوعي وفهم، لكن في غيرهم كتير ما عندهمش قيمة، لكن اللي عندهم موهبة وثقافة عملوا أفلام كان لها احترام وكنت باعجب جدا بها لما باشوفها في المهرجانات.
ـ قريت تعليقات لعدد من النقاد على فيلم محمد خان الأخير (يوم حار جدا) إنه يعتبر امتداد لطريقتك في الإخراج، هل قريت الكلام ده؟
قريته لكن مش متفق معاه، يعني هو محمد خان يمكن عمل أفلام تانية متميزة في إطار مختلف، ويمكن استهواه الموضوع ده من باب التغيير.
ـ بشكل عام رأيك في الجيل الجديد اللي شغال في السينما إنه بيحمل رؤية متماسكة للسينما ولا رؤية مشوشة؟
مش عايز أظلمهم، يعني اللي حاصل إن في أيامنا كانت السينما بنتتج حوالي 60 سبعين فيلم كل سنة، بيبقى منهم 15 أو عشرين فيلم مقاولات، فالصورة العامة بتكون كويسة، لكن دلوقتي احنا أصلا بننتج من 15 إلى 20 فيلم بالكثير كل سنة، بيبقى في 4 أو خمس أفلام منها ليها احترام وتقدير، والباقيين إما متوسط أو سخيف أو ضعيف، وفي ناس بتخرج عشان المادة أو عشان الحاجة، لكن في النهاية لو كان في حركة إنتاج أفضل كان المستوى هيبقى أفضل.
ـ شايف إزاي تجارب رأفت الميهي اللي عملت معاه أفلام مهمة وبعد كده تحول إلى الإخراج؟
رأفت عنده مجموعة أفلام نالت نجاح كبير جدا وتستحق كل التقدير، عنده بعض الأفلام ما حققتش نجاح ودي حاجة طبيعية بالنسبة لأي مخرج، لكن هو ليه استايل وطابع خاص، ودي حاجة مهمة جدا إن المخرج يبقى له كده، يبقى له ملامح.
ـ كانت باينة ملامحه دي وهو بيشتغل معاك كسيناريست؟
لأ الحاجات اللي كان بيشتغل معايا فيها مختلفة خالص عن تفضيلاته كمخرج، وده شيء يحسب له كسيناريست وكمخرج.
ـ بعد هذا المشوار الحافل إيه الأفلام الأقرب إلى نفسك؟
أنا عملت 33 فيلم، وأول ما أفتكر منهم أفتكر فيلم (حياة أو موت) لإني زي ما قلت لك كنت باقامر بمستقبلي كله فيه وكان ممكن إنه يفشل فأفشل معاه، بعدها الفيلم بتاع فلسطين اللي هو (أرض السلام)، وبعدين وطبقا لاستجابة الجمهور: سيدة القصر، ملاك وشيطان، اللص والكلاب، الرجل الذي فقد ظله، الخائنة، الليلة الأخيرة، ميرامار، غروب وشروق، الصعود إلى الهاوية، وأخيرا قاهر الزمن.
(بعد مراجعة قائمة أفلام الأستاذ كمال اتضح أنه أسقط من حساب عدد أفلامه الأفلام التسجيلية وأسقط أيضا تجربتين اشترك فيهما مع مخرجين آخرين وهي تجربة فيلم 3 لصوص وتجربة فيلم سنة أولى حب، لكنه احتفظ في قائمة أفلامه بتجربة الغريب التي اشترك فيها مع فطين عبد الوهاب).
ـ هل في فيلم من أفلامك إنت نادم على عمله أو غاضب منه؟
يعني لا نادم ولا غضبان، لكن أقل فيلم باعتز بيه هو الفيلم اللي عملته مع فريد الأطرش، واللي عملته احتراماً ليه، لإني كنت باشتغل معاه قبل كده كمونتير، وما كانش ينفع أرفض الفيلم، الكل كان يتمنى يعمل مع فريد لإن أفلامه ناجحة بشكل كبير جدا، لكن اتضح لي بالتجربة إن أنا مش بتاع فيلم غنائي. (يقصد فيلم من أجل حبي).
ـ في رأيك هل نلت التقدير النقدي الذي تستحقه؟
أعتقد هذا، محتفظ بكتابات من كتاب كبار جدا، لكن من الناس نلت تقدير أكثر بكثير مما أستحق وهو تقدير أعتز به جدا.
ـ حضرتك عاصرت عصور مختلفة في تاريخ مصر وشفت وضع السينما فيها، في رأيك احنا دلوقتي سائرين إلى الأحسن ولا إيه الوضع بالضبط؟
للأسف لا زلنا بنعيش في ظل أزمة السينما اللي بنتكلم عنها من عقود واللي نشأت كرد فعل لتأميم صناعة السينما فجأة، ثم لتخلي الدولة فجأة عن صناعة السينما فحصلت الفجوة اللي بنعيشها لحد الآن، وأتمنى إن الأزمة دي يتم اجتيازها بعد ما تبدأ الشركات الكبيرة اللي بنسمع عنها في الإنتاج، لإن أساس السينما هو وجود صناعة وتجارة، والفن بيعتمد عليهم، لكن اللي بيحصل من سنين هو مجهودات أفراد وده ما يعملش نهضة سينما، لازم كيانات اقتصادية كبيرة كما كان الحال في نموذج ستديو مصر، لإن الكيانات دي تقدر تبني على الأقل 500 دور عرض في أنحاء الجمهورية مستواهم متميز وينفعوا لفئات اجتماعية مختلفة، عشان الفيلم المصري يقدر يجيب إيراداته أو أغلب إيراداته من الداخل، ويعتمد على الداخل وبغير كده مش هتتحل أزمة السينما.
ـ طب وتقييمك للواقع الاجتماعي؟
للاسف احنا تخلفنا جدا عن زمان، ولي تحفظات كثير جدا على السلوك والنظام والجماليات وده شيئ باتكلم فيه كتير جدا، والناس بتتعامل مع اللي باقوله باستغراب، يعني لا بد من وقفة من الجميع عشان ظاهرة التلوث السمعي وارتفاع الصوت، الناس كلها بتتكلم وصوتها عالي، "اللاود سبيكر" موجودة في كل حتة، أنا عضو في لجنة من لجان المجالس القومية المتخصصة وقدمنا تقارير كتيرة عن انهيار الجماليات في المجتمع المصري، وخصوصا انهيار العمارة، هو الحقيقة تشويه مش انهيار، العمارة القديمة ليها احترام كبير جدا في العالم، مش بس في أوروبا حتى في روسيا وأمريكا اللاتينية، لكن عندنا تلاقي في عدم احترام ليها، وكل اللي عايز يدهن لون أو يهد عمارة متميزة، في تراجع بشع حصل في مجتمعنا وإهدار للقيم اللي ظلت موجودة حتى الأربعينات والخمسينات، وتقدر تلمس ده في احترام الناس لبعض، وبقى في رغبة في الاحتيال والاستغلال المادي للناس من السباك للممثل للمحامي للطبيب، يعني أنا عندي تحفظات كتير قوي.
ـ طيب وعلى المستوى السياسي؟
لأ، احنا بقينا في وضع أحسن، وزي ما بنقرا من شهادات الخارج، إن احنا في سبيل استرداد الاقتصاد، اللي هو الأساس اللي تسبب في كل الحاجات اللي قلت لك عليها، ما تقدرش تفصلها عن انهيار الاقتصاد، وأتمنى إنه يبقى فيه نتائج للمشروعات اللي بتتعمل دلوقتي، ونجتاز الفترة الحرجة، لإنه لما يكون عندنا اقتصاد مرتاح حيبقى له تأثير على كل اللي بنتكلم عليه.
ـ يعني أنا شايف إنه لا يمكن فصل السياسة عن تأثيرها على الواقع الاجتماعي، بس زي ما وعدت حضرتك مش عايز أزعجك بالكلام في السياسة، لكن عايز أسألك سؤال فني أخير قبل ما أنساه، حضرتك أدرت عشرات من الممثلين والممثلات، مين أفضل الممثلين والممثلات اللي تعاملت معاهم؟
يعني أنا باعتز بعملي مع فاتن حمامة وشادية وسعاد حسني ورشدي أباظة وعماد حمدي وزكي رستم ومحمود المليجي طبعا، يعني كل بتوع زمان، حتى الممثل الجميل استيفان روستي.
ـ كان مثقف وسينمائي قديم؟
طبعا، ده كتب لي رواية مع زكي صالح اللي هي (لن أعترف)، وكنت باحب أتكلم معاه في جلسات السيناريو، يعني كل اللي اشتغلت معاهم في أفلامي اللي باحبها استمعت بالشغل معاهم، مش عايز أنسى حد، شوف كنت هانسى مثلا شكري سرحان. كلهم مواهب وعندهم خفة ظل وجاذبية.
ـ حضرتك ما اشتغلتش مع أسماء كتيرة في الجيل الجديد، لكن مين بيستوقفك فيهم؟
كتير، محمود ياسين، نور الشريف محمود حميدة أحمد زكي محمود عبد العزيز صلاح السعدني، كل دول ليهم جاذبية وقبول.
ـ وعادل إمام؟
الحقيقة باشوفه أحيانا مفتعل، لإن هو شخصيته طغت عليه كممثل، يعني إحساسه إنه بقى اشهر ممثل، دي خلته نفسيا يتصرف من خلال شخصيته الحقيقية في بعض الأفلام فده بيخلي أداءه مش قوي.
ـ شكرا يا أستاذ كمال على وقتك، وأتمنى لك الصحة والعافية.
.....
حين خرج الأستاذ كمال الشيخ ليوصلني إلى المصعد بعد انتهاء الحوار، حدثت مفارقة متصلة بما كان يشكو منه في نهاية الحوار، جعلتني أتفهم سر استيائه الشديد من فكرة الضوضاء، حيث اشتعلت في الممر الفسيح المواجه لشقته خناقة حامية بين اثنين من العمال الذين يعملون في مخزن للأحذية في الشقة المواجهة له، وكانت الكثير من عمارات وسط البلد القديمة قد شهدت ظاهرة هجرة سكانها منها هربا من التلوث والزحام والضوضاء، ليتم تأجير الكثير من الشقق لتتحول إلى مخازن وأحيانا إلى مصانع للأحذية والملابس، وهو ما شكل كابوساً لأمثال كمال الشيخ من المتمسكين بالحياة في وسط البلد، والذين لا يطيقون الحياة بعيداً عنها.
تم نقل الخناقة بسرعة إلى داخل الشقة بعد تدخل شخص ما، فعبر لي الأستاذ كمال عن استيائه الشديد من تحول الكثير من شقق وسط البلد إلى مخازن وورش، ثم أخذ يعدد لي أسماء النجوم والنجمات الذين كانوا يسكنون في العمارة، وأخذت أهز رأسي بحماس تضامناً معه وأنا أغالب الضحك، لأن الخناقة التي ظل صوتها مسموعاً كانت قد تطورت إلى مرحلة يتم فيها تقديم وصف جرافيكي لأعضاء الأمهات، وخشيت أن يطول وقوفي فأضطر الأستاذ كمال إلى سماع المزيد، فيصاب بأزمة صحية، لذلك قلت له إنني لن أنتظر المصعد، وأنني أفضل النزول على السلالم، وسلمت عليه بحرارة ونزلت على السلم، وصوت الخناقة لا زال مدوياً في الخلفية، ومنذ ساعتها لم أر الأستاذ كمال الشيخ، حتى في برامج التلفزيون التي لم يعد يظهر فيها بصوته الخفيض شاكياً من أزمة السينما ومعلناً حنينه إلى أيامه التي ولّت، عليه رحمة الله.