غيّب الموت يوم أمس مهندس الصوت وصاحب استديو "بوليساوند" نبيل ممتاز في باريس.
نبيل ممتاز غادر بيروت منتصف التسعينيات واختار منفى قسريا له في العاصمة الفرنسية، وعمل في إذاعة الشرق هناك، وكان من أوائل مهندسي الصوت في العالم العربي الذين منحوا التسجيلات والأغنيات العربية، بعداً استثنائيًا لما حمله من خبرة كبيرة.
لم تثن فترة الحرب اللبنانية، نبيل ممتاز، عن متابعة عمله، فكان رغم الحرب والقتل في لبنان، رجل الظل إلى جانب عدد كبير من الفنانين منهم الموسيقار فريد الأطرش، ويصح القول إنه الراعي التقنّي لانطلاقة المطربة ميادة الحناوي، عندما غادرت القاهرة وعادت إلى سورية.
يومها علم الموسيقار الراحل بليغ حمدي بما حصل لميادة، فغادر منفاه الاختياري، لندن، وحطّ في دمشق، ولحن لها أول ألبوم غنائي تضمن ثلاث أغنيات هي "الحب اللي كان، وساعة زمن وحبينا وتحبينا".
حينها، قرر الجميع الاستعانة بمهندس الصوت نبيل ممتاز، من أجل التسجيلات فوصلت الحناوي بيروت وسجلت أول ألبوماتها، وحفلت السنوات التالية بأبرز التسجيلات لمطربي لبنان والعالم العربي في استديو ممتاز، وتحت إشرافه. ونذكر منها أغنيات الموسيقار الراحل فريد الأطرش وفايزة أحمد، وراغب علامة، وجورج وسوف..
وكان الملحن اللبناني إحسان المنذر قد نعى صديقه نبيل ممتاز، فكتب على صفحته على "فيسبوك" "الله يرحمك يا نبيل ممتاز. كنت رفيق العمر في بداياتي من توزيع وتلحين وموسيقى، وقلما يوجد مثلك مهندس صوت بارع وأستاذ لكثير من مهندسي الصوت في الدول العربية حتى اليوم. ما فعلته يصدح بأصوات أشهر المغنيين في كل مكان ... كم كنت مخلصا للجميع ... ثم انسحبت في صمت ورحلت في صمت وأنت بعيد عن وطنك ... يبدو أن بلدنا لا يعرف المبدعين الحقيقيين".
اقرأ أيضاً: "روح".. تُعيد ميادة الحناوي للغناء في مصر