أصدرت الفنانة التونسية آمال المثلوثي نسخة جديدة من أغنيتها الأيقونية "كلمتي حرة" التي اشتهرت في الثورة التونسية، في نسخة تتوافق مع الإنتاجات الموسيقية التي تم طرحها إبان فترة الحجر الصحي.
شارك في أداء الأغنية عدد كبير من الفنانين متعددي الأعراق والجنسيات، غالبيتهم معروفون بمواقفهم الداعمة للأفكار الثورية والحريات التي تتبناها المثلوثي بأغنيتها، من بينهم: اللبناني حامد سنو والسوري بشار زرقان والموريتاني دابي توري والتونسية غالية بن علي وعدد كبير من المغنين العرب، إلى جانب موسيقيين من بلدان مختلفة كفرنسا والبرازيل وبلجيكا ومدغشقر.
لكن الأغنية تسببت بموجة كبيرة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مشاركة فايا يونان، إذ استهجن المتابعون وجود الفنانة السورية، المعروفة بمواقفها المناهضة للثورة والداعمة لنظام الأسد القمعي، ضمن عمل يتغنى بالحرية.
وبالنسبة لأغنية "كلمتي حرة"، فهي من تأليف الشاعر أمين الغوري ولحنتها مثلوثي وأدتها لأول مرة في نهاية سنة 2010، ضمن مظاهرة خرجت في فرنسا لمناصرة الثورة التونسية.
وارتبطت الأغنية منذ ذلك الحين بالربيع العربي وتحولت لنشيد يعبر عن الحرية ضد الأنظمة القمعية في العديد من البلاد العربية.
وفي سنة 2012، أعادت المثلوثي توزيع الأغنية وأصدرتها بشكل رسمي سنة 2012، ضمن الألبوم الذي حمل اسمها.
وخلال السنوات الماضية، أدت الفنانة التونسية أغنيتها في العديد من المناسبات والمحافل الدولية المناصرة للحرية، أبرزها: حفل توزيع جوائز نوبل للسلام، الذي أقيم في السويد سنة 2015.
ماستربيس أفسدتها وجود فايا يونان https://t.co/j8cGOacH82
— ᵀᴬᴿᴼᵠᴬ (@tareekziad) July 14, 2020
وبالتالي، لا يمكن النظر لمشاركة فايا يونان بأداء النسخة الجديدة من "كلمتي حرة" سوى بوصفه إساءةً لتاريخ الأغنية، كما يمثل حضورها إساءةً لثورات الربيع العربي.
وتجدر الإشارة إلى أن يونان كانت قد أعلنت دعمها للثورة اللبنانية نهاية العام الماضي، وقد رد عليها الناشطون اللبنانيون حينها بالسخرية، إذ رفضوا مناصرة من سموهم بأبواق الأسد لثورتهم، وأكدوا أن مفهوم الحرية والنضال لا يتجزأ، ومن غير المقبول أن يدعم فنان سوري ثورتهم، وهو يؤيد القتل والقمع والوحشية التي يمارسها النظام في بلده.
وفي معرض الرد على مشاركة فايا يونان بالنسخة الجديدة من "كلمتي حرة"، كتب الفنان السوري بسام داوود في صفحته الخاصة على فيسبوك "بالتأكيد لا أستغرب من فايا يونان أن توجد بعمل كهذا، لأنها جاهزة لأي شيء يحقق لها حضورا ووجودا، ومستعدة أن تتعلق بأي قشة تخلق لها صورة المغنية الملتزمة. لكن أستغرب من الأشخاص القائمين على العمل الجميل، كيف زبطت معكم تحطوا واحدة مثلها تغني للأحرار والحرية والفكر الحر! وبالتأكيد أيضاً أنا لا أعرف مواقف جميع المشاركين، لكن إلى متى سيبقى هذا الانفصال عن الواقع وعدم احترام الناس".
وعلق العديد من الناشطين العرب والسوريين أيضاً على الأغنية، ليصفوا مشاركة فايا يونان بأنها سقطة وقعت بها آمال المثلوثي، التي كان عليها أن تعرف أكثر عن مواقف الفنانين المشاركين معها بالأغنية.
فايا يونان الشبيحة تشارك بأغنية عرفناها بصوتك في ساحات الثورة التونسية ثورة الياسمين فايا الداعمة لمجرم حرب تغني أنا صوت المظلومين ياللعجب https://t.co/CyTe6IBIE1
— فاطمة. (@_fa6ima1) July 13, 2020
وانتشرت العديد من التعليقات التي تشير إلى ذلك، مثل "أغنية أفسدها حضور فايا يونان" و"كل شيء بالأغنية عظيم ما عدا وجود فايا يونان".
وبعض التعليقات الغاضبة طاولت آمال المثلوثي نفسها، لا سيما بعد أن قام عدد كبير من الناشطين بالتعليق على الأغنية للمطالبة بحذف مشاركة فايا يونان، والإشارة إلى تاريخها ومواقفها المتناقضة مع معاني الأغنية، وفوجئوا بأن المثلوثي تجاهلت تعليقاتهم في الوقت الذي كانت تتفاعل مع كل تعليق يمتدح الأغنية، ليعبر عدد كبير من المتابعين عن انهيار صورة الفنانة التونسية لديهم.