وبحسب الصحيفة، نقلا عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، فإن نتنياهو أبلغ الطرفين الأردني والفلسطيني بالتزام "حكومته" بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، وبرغبته بالمحافظة على التهدئة والامتناع عن تصعيد اليهود إلى المسجد الأقصى.
وجاءت هذه الرسائل في الوقت الذي حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اعتمادا على معطيات الأجهزة الإسرائيلية، التأكيد على انخفاض حدة الانتفاضة الفلسطينية، مع إشارتها، في الوقت ذاته، إلى تحذيرات جهات أمنية من احتمال تصعيد فلسطيني، نسبته الجهات الإسرائيلية المختلفة إلى الأوضاع في فترة الأعياد اليهودية والإسلامية القريبة.
في المقابل، أوضح المصدر ذاته أنه رغم إعلان نتنياهو عدم سماحه للوزراء وأعضاء كنيست، بمن في ذلك النواب العرب، من دخول المسجد الأقصى، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم فرض قيود على عاملين أساسيين، هما نشاط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقوات الاحتلال من جهة، والتعاون مع الأجهزة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مع تحسن التنسيق الأمني بين الطرفين.
وتزامنت هذه التقارير مع الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام المختلفة عن عودة الحاخام المتطرف يهودا فيلك، المدرج على لائحة مرشحي الليكود في الكنيست، إلى اقتحام المسجد الأقصى، بموازاة إعلان التنظيم اليهودي المتطرف "همكداش" عن تمكنه من إجراء طقوس زواج يهودية في باحة المسجد الأقصى المبارك مؤخرا، ونشر شريط فيديو يبين إقامة هذه الطقوس.
إلى ذلك، واصل الاحتلال محاولات للتأثير على الرأي العام الفلسطيني، من خلال تكثيف نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي، من جهة، وإيفاد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، الجنرال يوآف مردخاي، لإجراء مقابلات صحافية موجهة للرأي العام الفلسطيني والعربي، بما في ذلك منح مقابلتين لكل من موقع وكالة "معا" الفلسطينية، وموقع "إيلاف"، والترويج لرغبة الاحتلال بالتهدئة.
ويلاحظ متابعون أن التقارير الإسرائيلية، بهذا الخصوص، تحدثت عن "التهدئة" في فترة الأعياد القريبة، ما يجسد رغبة الاحتلال، أساسا، بضمان مرور الأعياد اليهودية، وخاصة الفصح، الأسبوع المقبل، في هدوء دون تصعيد من الجانب الفلسطيني، مع الإقرار بأن أي استفزاز أو اقتحامات للمسجد الأقصى من شأنها أن تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس المحتلة، حيث لا تملك السلطة الفلسطينية أية صلاحيات.