أظهرت الصور، التي بثها تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، للهجوم على كمين زغدان، بمدينة بئر العبد، بمحافظة شمال سيناء، حجم الخلل في تأمين كمائن قوات الجيش المصري.
وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة نحو 20 عسكريا، قتل معظمهم، ثم انسحب المهاجمون لأماكن تمركزاتهم عبر الدروب الصحراوية، التي يجيدون التحرك من خلالها.
وتكشف الصور عن بناء سور خرساني حول الكمين، منعاً لاستهدافه بسهولة مثلما كان يحدث خلال العام الماضي، وسط تحصينات خارجه.
ولم تمنع هذه التحصينات من استهداف الكمين، خاصة مع وجود قوات خارجه وفوق الأسوار، لرصد أي تحركات للعناصر المسلحة.
ولجأت قوات الجيش في سبيل وقف العمليات المسلحة لاستهداف الكمائن، إلى زيادة التحصيات من خلال بناء أسوار وأبراج مراقبة، لكشف المساحات الكبيرة حول الكمين تحسبا لتسلل المسلحين.
ويضاعف من حجم الضعف الذي باتت عليه القوات المشاركة في العمليات العسكرية في سيناء، أن الهجوم تم تنفيذه في وضح النهار، بهجوم مباغت.
وبحسب مصادر قبلية، فإن اختيار المسلحين لاستهداف هذا الكمين جاء لأنه في منطقة غير سكنية وبعيدة عن تمركزات الجيش، بما يصعّب من مسألة إرسال قوات للدعم في وقت قصير.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن استهداف الكمين جاء على ما يبدو بعد دراسة لموقعه بشكل جيد ووضع خطة لاقتحامه، وخاصة أنه ليس مجرد كمين أمني، ولكن هناك تحصينات شديدة عليه.
وتوقعت أن يكون استهداف الكمين بداية لسلسلة من النوع نفسه من العمليات خلال الفترة المقبلة، بما يفاقم الوضع في سيناء.
وتراجعت عمليات استهداف مسلحي "ولاية سيناء" لكمائن الجيش، بعد التحصينات التي تمت إضافتها إلى الكمائن الثابتة والمتحركة في سيناء.
في سياق متصل، قتل ضابطان و4 مجندين، مساء اليوم الأحد، في اشتباكات مستمرة منذ ساعات العصر جنوب مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
وقالت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين يعتقد انتماؤهم لتنظيم "ولاية سيناء" اشتبكوا مع حملات قوات الجيش على قرى الشيخ زويد.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات الجيش لم تتمكن من الوصول للقتلى الستة والمصابين إلا تحت غطاء من القصف المدفعي.
وأكدت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، أنه تم نقل الجثث والمصابين إلى مستشفى العريش العسكري.
كما قتل 5 أفراد من القوة 103 التابعة للأمن المصري، مساء اليوم، برصاص مسلحين في مدينة الشيخ زويد.
وقالت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين يعتقد انتماؤهم لتنظيم "ولاية سيناء" أوقفوا سيارة تابعة للقوة في قرية أبو زرعي، جنوب الشيخ زويد، وقتلوا كل من فيها، وأحرقوها بعد ذلك.
وأكدت أن قوات الجيش لم تصل إلى المكان رغم قربها من كمين تابع له.
وتصاعدت حدة عمليات "ولاية سيناء" خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث سجلت نحو 70 عملية، بين استهداف الحملات العسكرية للجيش وقنص وتفجير عبوات ناسفة في طريق القوات، واغتيال رجال الشرطة في مدينة العريش.
وكانت مصادر خاصة قد كشفت في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن استقبال التنظيم المسلح مقاتلين جدداً من الشباب من خارج سيناء، بعد فقد عدد ليس بالقليل من عناصره بين قتلى وجرحى في عمليات مع الجيش المصري.