وأوضحت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس الإثنين أن عدد البريطانيين الذين تأكد مقتلهم في الهجوم ارتفع من 15 إلى 18 قتيلاً، ومن المرجح زيادته إلى حوالي 30.
أما كاميرون، فحذر أمس الإثنين، من أنّ "مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين ينشطون في سورية والعراق يخططون لهجمات محددة تستهدف بريطانيا"، مشيراً إلى أنهم "يشكلون خطراً وجوديا على الغرب". وأضاف كاميرون لإذاعة "بي. بي. سي": "إنه خطر وجودي لأن ما يحدث هناك هو تحريف لدين عظيم وخلق لجماعة الموت السام التي تغوي الكثير من العقول الشابة". كما دعا كاميرون، في مقال نشر في صحيفة "ديلي تلغراف، الشعب إلى "عدم التسامح مع الإسلام المتطرّف". ولفت رئيس الوزراء البريطاني إلى أنّ "الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب هي في الترويج للقيم البريطانية، ومنها السلام والديمقراطية والتسامح والحرية".
في موازاة ذلك، وضعت بريطانيا مؤشر التأهب من خطر الإرهاب الدولي في البلاد عند مستوى "شديد"، أي ثاني أعلى مستويات التأهب في بريطانيا، بحسب ما أوردت وكالة رويترز"، والذي يعني أن احتمالات وقوع هجوم "مرجحة بشدة". كما تقول الشرطة إنها نفذت واحدة من أكبر عملياتها لمكافحة الإرهاب خلال عقد بعد قتل السياح في تونس.
اقرأ أيضاً: حكايات مجزرة سوسة
ويتجلّى تأثير الفاجعة التي حدثت في تونس على وجوه السيّاح البريطانيين الذين همّوا عائدين إلى ديارهم على وجه السرعة. كما روى العديد منهم، ممّن شهد المجزرة التي نفذها التونسي سيف الدين رزقي عن لحظات الرعب التي خبرها في الفندق وعلى شاطئ سوسة.
طوني كالاغهان (52 عاماً) كان يتواجد في الفندق مع زوجته كريس التي أصيبت بطلق ناري في ساقها. روى كالاغهان أنهما حين كانا يسيران في الممر محاولين الهروب، شاهدا شاباً جالساً على كرسي في مكتب صغير على الجهة اليمنى حيث تنساب الدماء. كان الشاب يمسك يد صديقته التي تحوّلت إلى جثّة هامدة بالقرب منه، ويتساءل "ماذا أفعل الآن؟". يكمل كالاغهان أنّه سحبه إلى الخارج وفحص ضغطه، في وقت كان الشاب يتمتم أنّهما كانا سيتزوجان خلال أسبوعين لكنّها ماتت.
أمّا سايرا ويلسون، فتحدّثت عن شجاعة زوجها ماثيو الذي أنقذ حياتها وتلقّى الرصاصة عوضاً عنها. تقول ويسلون إنّها مدينة له بحياتها لأنّه وقف أمامها حين بدأ إطلاق النّار وكان مغطّى بالدماء، يسألها الفرار بعيداً ويطلب منها أن تخبر أولاده أنّ والدهم يحبّهم.
لم يحالف الحظ عائلة أوين ريتشاردس (16 عاماً)، الذي شهد مقتل ثلاثة من أفراد عائلته، أخيه جويل ريتشاردس (19 عاماً) وخاله أدريان إيفانز (44 عاماً) وجدّه باتريك إيفانز (78 عاماً)، فضلاً عن إصابته هو أيضاً بجروح.
في المقابل، قال أحد الشهود البريطانيين، إنّ موظفي الفندق حاولوا الدفاع عن السيّاح الغربيين والتصدي للمسلّح الذي قتل 38 شخصاً، بأرواحهم إذ شكّل نحو 12 منهم درعاً بشرياً واقياً. وتسرّبت تلك الرواية عن امرأة بريطانية كانت في الفندق وقت وقوع الجريمة، وتقول المرأة إنّها التقت في مطار مانشستر بسائح؛ وذلك عقب عودتهما من المنتجع التونسي إلى بريطانيا، فسّر لها الرجل في المطار، كيف وقف موظّفو الفندق في خط بوجه الرجل المسلّح وقالوا له إنّه لو أراد قتل المزيد من السيّاح عليه أن يقتلهم هم أوّلاً.
لم ترغب المرأة أن يعرّف عن اسمها، لكنّها أكملت أنّ السائح أخبرها أنّه كان هو وصديقته على الشاطئ يوم الجمعة حين بدأ الهجوم، فطلب منهما أحد الطباخين النجاة بروحيهما، وأعلمهما أنّ الأشخاص الذين يقفون في خط أمامهم هم موظفو الفندق. كما أبلغهم بضرورة أن يقول للرجل المسلّح "نحن مسلمون، وعليك أن تقتلنا أو تمرّ عبرنا حتى تصل إلى الأجانب".
من جهته، قال زوجها، الذي يعمل في أنفاق لندن، إنّ موظفي الفندق أنقذوا العديد من الأرواح، التي لولاهم لكانت في عداد الموتى.
ومع توقّع ارتفاع عدد القتلى البريطانيين الذين قضوا في تونس، نشرت الصحف البريطانية أسماء الضحايا وبعض المعلومات عنهم، ومنهم كارلي لوفيت (24 عاماً) مصوّرة متخرّجة من جامعة "لينكولن يونيفرسيتي" في العام 2013. وسو ديفي وشريكها سكوت شالكلي، التي أكّد ابنها وفاتها على موقع "تويتر" يوم السبت، بعد أن دعا إلى مساعدته على إيجادها عبر نداء وجّهه على "تويتر".
اقرأ أيضاً: الحياة أقوى من الرصاص في سوسة