قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ترحب بترميم العلاقات مع الدول الخليجية ومنها السعودية، معتبرا أن هذا الأمر مشروط بتغيير الرياض لبعض سياساتها.
وفي مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم الثلاثاء، أضاف روحاني أن إيران لا تريد التدخل في الشأن الداخلي السعودي، ولا كف يد الرياض عن قضايا الإقليم، وذكر أن بلاده جاهزة لتقديم يد العون للسعودية حتى في اليمن، وهذا إذا ما غيرت سياساتها هناك وفي أماكن أخرى، حسب تعبيره.
واتهم الرياض بالتدخل بشؤون البحرين، ولعب دور آخر ساهم في تقدم الإرهاب في المنطقة، لكنه أكد أن عدة دول طرحت مبادراتها على إيران، للعب دور الوسيط بما يساعد على تهدئة الأجواء بين إيران والسعودية، ومن هذه الأطراف الكويت والعراق، كما ذكر.
وفي السياق الإقليمي أيضا أكد روحاني أن طهران وموسكو وأنقرة نجحت معا في توجيه الملف السوري نحو الحوار السياسي، في وقت لعبت فيه عدة أطراف دورا سلبيا.
وأشار إلى أن طهران تعمل جاهدة لضمان استمرار تطبيق قرار وقف إطلاق النار بما يساعد على نجاح المحادثات المرتقبة في آستانة، مبديا تفاؤل بلاده منها، فقال إنها المرة الأولى التي تبدو فيها الأمور جدية ويجتمع ممثلون عن المعارضة والنظام السوري.
وفي سؤال عما اذا كان لدى إيران أي شروط ستطرحها على الطاولة، وخاصة فيما يتعلق بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، اعتبر روحاني أن هذا أمر يخص السوريين ومهمة إيران وتركيا وروسيا تنحصر في تجهيز الأمور للحوار.
كما ركز روحاني في تصريحاته على تطبيق الاتفاق النووي، حيث مر عام على دخوله حيز التنفيذ العملي، منتقدا بدوره من يتحفظون على الاتفاق في الداخل، فذكر أن العقوبات قد ألغيت بالفعل إلا أن بعض العراقيل أدت لتأخير رفعها.
وعن مستقبل الاتفاق، رأى الرئيس الإيراني أن تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سلبية لكنها لن تؤثر على مستقبل الاتفاق، حسب رأيه.
وذكر أن الاتفاق النووي ليس ثنائيا، وإنما يشمل إيران والسداسية الدولية وحصل على موافقة أممية، وهو ما يعني أن ترامب من طرفه لن يستطيع إلغاء الاتفاق أو جر إيران للتفاوض حوله ثانية.
كما رأى أن تمديد قانون العقوبات الأميركية من قبل الكونغرس ينتهك الاتفاق، إلا أنه أشار إلى عدم ارتباطه بالملف النووي، وذكر أنه كان على الرئيس باراك أوباما استخدام حق النقض، لكنه بالوقت ذاته مرره دون أن يوقع عليه، قائلا إن القانون رغم تمديده لم يطبق عمليا بعد.