وكانت الخارجية العراقية قد أعلنت على لسان وزيرها محمد الحكيم أن الرئيسين محمود عباس وحسن روحاني سيصلان إلى بغداد لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين خلال هذا الشهر.
وأوضح الحكيم في تغريدة على حسابه أمس السبت أن "العاصمة العراقية بغداد، تستمر باحتضان الإخوة والأصدقاء والتشاور معهم ضمن الحراك السياسي والدبلوماسي المستمر"، مضيفاً أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير خارجيته رياض المالكي سيزوران العراق يومي 3 و4 من الشهر الحالي، وتعقب زيارتهما زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف يومي 11 و12 من الشهر الحالي.
وحول ذلك قال مسؤول عراقي بارز في مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبحث وضع الجالية الفلسطينية في العراق والقرارات الأخيرة التي تتعلق بإقامتهم، فضلا عن إطلاع العراقيين على الموقف مما يعرف بـ"صفقة القرن" التي يرفضها العراق بشكل مسبق.
وأكد المسؤول أن الزيارة "ستشتمل على برنامج موسع لعباس يلتقي فيه مسؤولين عراقيين وقيادات سياسية ومجموعة من أعيان ووجهاء الجالية الفلسطينية في بغداد".
في سياق متصل، وحول زيارة الرئيس الإيراني روحاني قال إن الزيارة "ستشهد توقيع مذكرات تفاهم مختلفة بمجالات تجارية واقتصادية، إضافة إلى بحث ملف ترسيم الحدود سيما منطقة شط العرب وتنظيم العمل بالحقول المشتركة بين البلدين، أبرزها مجنون وأبو غرب وبزركان والفكه ونفط خانه".
ولفت المصدر ذاته إلى أن العراق بدوره "هيأ لجاناً خاصة لبحث تلك الملفات خلال الزيارة التي يجريها روحاني مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف ووفد وزاري وفني إيراني كبير بينهم محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي"، كما يضم جدول الزيارة بحسب المسؤول انتقال روحاني إلى مدينة النجف لإجراء لقاءات مع رجال دين هناك وزيارة العتبات المقدسة.
والثلاثاء الماضي قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي إن زيارة روحاني إلى العراق "قريبة وعازمون خلالها على حسم ملفات استراتيجية مع الرئيس الإيراني".
ويرتبط العراق مع إيران بحدود يبلغ طولها أكثر من 1400 كم طالما ظلت محل خلاف بين البلدين منذ مطلع القرن الماضي، وتعتبر أحد أسباب الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات 1980 ـ 1988.
ومن المرجح أن يتم التأكيد خلال الزيارة على إبقاء العمل باتفاقية الجزائر عام 1975 التي أقرت منح إيران نصف شط العرب، غير أن الاتفاق حاليا لم يعد بصالح العراقيين على الإطلاق بسبب استمرار انحراف مسار شط العرب إلى الجانب الإيراني بفعل عمليات الحفر الإيرانية المستمرة والإهمال العراقي، وهو ما أدى الى انسحاب (خط التالوك) وهو خط المنتصف لمياه شط العرب عن العراق وميله إلى إيران أكثر بينما تترسب الأتربة والاطيان فقط على الجزء العراقي منه الواقع في البصرة.
زيارة سياسية
وحول الزيارة قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني لـ"العربي الجديد"، إن زيارة روحاني "ستكون لتوقيع اتفاقيات جرى التوافق عليها مسبقا بشكل مبدئي خلال زيارة وزراء النفط والنقل والكهرباء الإيرانيين للعراق في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الماضيين تتعلق بموضوع الحدود وحقول النفط والديوان الإيرانية المترتبة على العراق، إضافة الى ملفات تعزيز التجارة وتدشين منافذ جديدة بين البلدين".
ووصف الحمداني الزيارة بأنها "سياسية أكثر من كونها تجارية أو اقتصادية ولعلها موجهة للولايات المتحدة قبل كل شيء خاصة أنه تم الإعلان عن الزيارة قبل أيام على عكس زيارة الرئيس الأميركي السرية للعراق التي دامت لساعات وليلا وبلا أي استقبال عراقي رسمي.
وأشار إلى أن بغداد ستستغل زيارة الرئيس محمود عباس للإعلان عن عودة العمل بالقرار 202 الخاص بوضع أبناء الجالية الفلسطينية، والذي تم إلغاؤه من قبل البرلمان العراقي عام 2017 وتسبب بمشاكل كبيرة للفلسطينيين تتعلق بالمعيشة والدراسة في العراق.