ختام الملتقى كان بتوقيع المخرجة الإيطالية أليتشي رورفاخر، التي دخلت عالم السينما بقوة، خلال ثلاثة أفلام طويلة حازت على استحسان النقاد، وأكسبتها صيتاً عالمياً بوصفها واحدة من أكثر صناع الأفلام حماساً.
ورغم أن التدريب في المجال السينمائي وتبادل الخبرات أمر محمود، إلا أن هذا لا يلغي أن الموهبة والشغف منبعهما الذات، ولا يدرسان في الورشات.
أليتشي رورفاخر تشير إلى هذا، فهي لم تحصل على تدريب رسمي في صناعة الأفلام قبل أن تطرح فيلمها الأول "أجسام سماوية" 2011، بل لاحقت شغفها من خلال قراءة كل كتاب يمكن أن تجده يتحدث عن السينما.
وفي الملتقى سنسمع الشيء ذاته عن أيقونة السينما أنييس فاردا (91 عاماً)، فهي بموهبتها كانت اسماً مؤسسا في موجة السينما الجديدة في منتصف القرن الماضي، وقبل أن تقدم للعالم فيلمها الأول لم تكن قد شاهدت سوى بضعة أفلام.
نعود من فاردا إلى الحفيدة السينمائية رورفاخر، فقد عرض فيلمها الأول، "أجسام سماوية"، خلال أسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي.
أما فيلمها "العجائب" (2014) فقد حاز على جائزة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي، وحاز فيلمها الأخير "بسعادة لازارو" على جائزة أفضل سيناريو في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2018.
وقالت رورفاخر إنها رغم تعلمها شيئاً جديداً في كل فيلم، إلا أنها لم تتخل عن مبدأ اعتبرته في غاية الأهمية مفاده "جعل الجمهور ينظر إلى العالم من منظور مختلف بعد مشاهدة أفلامي. أريد أن أتواصل معهم لآخذهم إلى واقعية الفيلم وأحفز مشاعرهم".
ووفقاً لها، فليس على صناع الأفلام الاعتماد على التصوير الرقمي أو المؤثرات الخاصة للحصول على استجابة عاطفية من الجمهور.
وتوضح "بالنسبة لي، البساطة هي المفتاح. تكمن المشكلة في الكاميرا الرقمية وغيرها من التقنيات الجديدة أنها توفر الكثير من الخيارات، فيصبح من السهل الاعتماد عليها كثيراً. نصيحتي لصناع الأفلام هي أن يتذكروا أن القصص في الأفلام تُسرد من خلال الصور والرمزية، وفي بعض الأحيان تكون أبسط الصور هي الأقوى".
وأنهت رورفاخر ندوتها الدراسية من خلال التعليق على ظهور خدمات البث المباشر مثل نتفليكس، الذي أضاف "بسعادة لازارو" إلى قائمة عروضه السنة الماضية. وقالت إنه على الرغم من أن هذه الخدمات تساعد في جلب الأفلام إلى جمهور أكبر، إلا أنها لن تحل بديلاً عن مشاهدة الأفلام في صالات العرض.
حيث قالت: "أصنع أفلاماً للمسرح السينمائي، وليس لأجهزة آيفون. من الجميل مشاهدة الأفلام على شاشة كبيرة، لكن الأهم من ذلك هو التجربة الجماعية، المشاهدة مع مجموعة من الأشخاص الذين لا تعرفهم، مشاركة تجربة مع الغرباء. أعتقد أن للسينما القدرة على الربط بين الأشخاص بطريقة قوية ويجب علينا أن نحرص على عدم فقدان ذلك".
واختتمت الجلسة النقاشية ستة أيام من التفاعلات وجلسات التوجيه وورش العمل لصناع الأفلام الصاعدين في ملتقى قمرة السينمائي.
وجمعت هذه الدورة أكثر من 150 صانع أفلام ومحترفاً وخبيراً سينمائياً، أشرفوا على 36 فيلماً في مختلف مراحل الإنتاج لصناع أفلام صاعدين.