تواصل هيئة الرقابة الروسية "روس كوم نادزور"، التحقيقات في واقعة تسرّب البيانات الشخصية لآلاف من مستخدمي شركة "أكادو تيليكوم"، والتي أصبحت متاحة للجميع، مطلع الشهر الجاري.
وبحسب تصريح لناطق باسم الهيئة أوردته وكالة "نوفوستي" أمس السبت، فإن الرقابة الروسية ستوجه طلباً للتحقق من الواقعة إلى شركة "أكادو" التي لم تعترف بدورها، حتى الآن، بعلمها بنشر البيانات الشخصية لعملائها.
ونشرت وكالة "رويترز"، يوم الجمعة الماضي، تقريرًا حول تسرّب البيانات الشخصية لعملاء "أكادو"، وهي واحدة من أكبر شركات تقديم خدمة الإنترنت في موسكو، ومن بينها أسماء وأرقام هواتف وعناوين منازل عدد من السياسيين ورجال الأعمال من قاطني تجمعات سكنية راقية في منطقة "روبليوفكا" غربي العاصمة الروسية.
وذكرت "رويترز" في تحقيقها أنها تمكنت من الاطلاع على بيانات عدد من عملاء "أكادو"، بمن فيهم مسؤول حكومي رفيع وقريب لرجل أعمال كبير ومخرج سينمائي شهير، وذلك بقاعدة البيانات في السجل الدولي للإنترنت RIPE NCC.
إلا أن المكتب الصحافي لـ"أكادو" لم يجب عن أسئلة "رويترز" حول علمها بحدوث تسريب، مكتفياً بالقول إن الشركة تجري مراجعة داخلية لواقعة نشر البيانات الشخصية، مضيفة في بيانها: "تتخذ الشركة في عملها اليومي كافة الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر التي قد تؤثر سلبا على عملائنا".
وتعد "أكادو" واحدة من الشركات المملوكة للملياردير الروسي، فيكتور فيكسيلبيرغ، الذي يحل في المرتبة التاسعة في قائمة مجلة "فوربس" لأثرى أثرياء روسيا لعام 2018، بثروة إجمالية بلغت 14.4 مليار دولار، كما أنّ اسمه مدرجٌ على قائمة العقوبات الأميركية.
وهذه ليست أول فضيحة تسرب بيانات شخصية تشهدها روسيا في الفترة الأخيرة، وجاءت أبرزها متعلقة بالكشف عن بيانات مواطنَين روسيين اتهما بتنفيذ عملية تسميم العميل المزدوج الروسي البريطاني، سيرغي سكريبال، في مدينة سولزبري، في مارس/آذار الماضي.
ويسري في روسيا، منذ عام 2006، قانون "البيانات الشخصية" الذي يضع قيودًا على معالجة بيانات المواطنين ويحظر نشرها، ويفرض غرامات بسيطة تصل إلى 50 ألف روبل (حوالي 750 دولاراً) فقط على المتخاذلين عن ضمان سرّيتها.
يذكر أن الروس لا يثقون كثيراً في سرية بياناتهم الشخصية لدى شركات الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ أظهر استطلاع حديث أجراه "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" أن 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتبرون أن أطرافا ثالثة تستخدم بياناتهم الشخصية من شبكات التواصل. ومع ذلك، اعتبر 52 في المائة أن مثل هذا الاستخدام لبياناتهم الشخصية لا يشكل أي خطر.
وتواجه أكبر شبكات التواصل الاجتماعي الروسية "فيكونتاكتي"، حالياً، أول دعوى قضائية بتهمة الكشف عن بيانات إحدى مستخدماتها لجهات الأمن، تطالب بصرف تعويض قدره 100 ألف روبل (1500 دولار تقريباً). وبحسب رواية محامي المدعية، فإن "فيكونتاكتي" سلمت الشرطة الروسية توقيت وتاريخ إنشاء صفحتها، وبياناتها الشخصية عند التسجيل، وعنوان بروتوكول الإنترنت ("آي بي") الخاص بها.