ينوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستفادة من زيارة مقبلة الى النمسا ليطلب من الاوروبيين توضيحات حول موقفهم من انبوب ساوث ستريم للغاز الذي تهدده الازمة الاوكرانية على ما اعلن الكرملين يوم الجمعة.
وصرح المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري اوشاكوف للصحافة انه "ينبغي توضيح المسألة". واضاف "من الجلي انه سيجري التطرق الى المسألة نظراً الى الظروف الحالية. انه موضوع مهم جداً".
وسيزور بوتين النمسا الثلاثاء لتوقيع اتفاق مع مجموعة "او ام في" النمسوية لبناء جزء من انبوب ساوث ستريم للغاز على الاراضي النمسوية.
وبدأ بناء هذا الانبوب الذي تقوم به شركة غازبروم النفطية بمشاركة مجموعات اوروبية على غرار ايني الايطالية او "او دي اف" الفرنسية، عام 2012. وسيربط الانبوب الذي قدرت كلفته بـ16 مليار يورو ويتوقع تشغيله في نهاية 2015، روسيا بجنوب الاتحاد الاوروبي عبر البحر الاسود، متجنباً اوكرانيا، بعد ان ادت النزاعات المتكررة على الغاز بين موسكو وكييف الى اضطراب الامدادات الاوروبية.
لكن منذ اشهر تعترض المفوضية الاوروبية على المشروع بصيغته الحالية مؤكدة انه لا يحترم الانظمة الاوروبية على مستوى الطاقة واحترام المنافسة. وازدادت حدة الخلاف مع الازمة الاوكرانية وتحت ضغط واشنطن وبروكسل علقت بلغاريا مؤخراً الاعمال ما شكل ضربة كبرى له. اما صربيا فاعلنت انها تريد مواصلة الاعمال.
ويأتي هذا النزاع وسط ازمة غاز جديدة بين موسكو وكييف. وقطعت غازبروم الاثنين الغاز عن اوكرانيا التي ترفض تسديد ديونها قبل تخفيض السعر.
واعتبر المحلل الروسي فاليري نيستيروف من "سبيربنك" الروسي ان الاتفاق المقرر مع فيينا "لن يحل المسألة لكنه سيرجح الكفة اكثر بقليل لمصلحة غازبروم. فالنمسا عضو اكثر اهمية في الاتحاد الاوروبي من بلغاريا او صربيا وصوتها مسموع اكثر".
وتابع ان"فائدة ساوث ستريم جلية. فاوكرانيا تامل في ان تواصل امدادات الغاز الاوروبي المرور باراضيها لكنها تطرح على الشركات الاجنبية حصصاً تفتقر الى الاهمية". وحالياً يمر اكثر من نصف الغاز الروسي الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية.