اعتبرت وزارة الدفاع الروسية، أن "سلسلة الهجمات التي شنتها طائراتٌ بدون طيار مؤخراً على قواعدها العسكرية في سورية، لم تكن لتتم لولا مساعدة من دولة تملك تكنولوجيا الملاحة بالأقمار الصناعية"، فيما يبدو أنه تلميحٌ موجّه للولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، يوم الثلاثاء، إن "قواتها صدّت سلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار، يوم السبت، على قاعدة حميميم الجوية، ومنشأة بحرية في طرطوس"، وأشارت إلى أنه من بين 13 طائرة بدون طيار شاركت في الهجوم، تم إسقاط سبع طائرات، وتم إجبار ست على الهبوط من دون وقوع أي أضرار.
وأضافت "لا يمكن الحصول على البيانات اللازمة لتنفيذ الهجمات، سوى من إحدى الدول التي تملك المعرفة في الملاحة بالأقمار الصناعية".
وقالت الوزارة إنها قلقة إزاء تصريحات وزارة الدفاع الأميركية التي قالت إن التقنيات المستعملة أثناء هجوم طائرات مسيرة على القاعدتين الروسيتين في سورية يمكن الحصول عليها من السوق.
وأضافت أن مجرد برمجة وحدات التحكم في الطائرات المسيرة وإلقاء الذخائر عبر نظام تحديد المواقع يتطلب الحصول على شهادة هندسة من إحدى الدول المتقدمة، وأنه لا يمكن للعامة الحصول على الإحداثيات الدقيقة على أساس بيانات الاستطلاع.
وأوضحت الوزارة أنها تعمدت عدم اتهام بلد محدد بتسليم الطائرات المسيرة لـ"الإرهابيين" في سورية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن طائرة استطلاع أميركية من طراز "بوسيدون" كانت تحلق فوق البحر المتوسط لأكثر من أربع ساعات على ارتفاع سبعة آلاف متر بين قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين أثناء الهجوم.
في المقابل، نفى البنتاغون أي تورط من قبله. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين غالاوي، إن "أي اقتراح بأن تلعب الولايات المتحدة أو قوات التحالف دوراً في هجوم على قاعدة روسية، ليس له أي أساس في الواقع، وغير مسؤول تماماً".
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات التي هاجمت قاعدة حميميم، ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس، انطلقت من جنوبي غربي محافظة إدلب.
وأضافت الوزارة أن "الطائرات أقلعت من قرية موزرة في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة تخفيف التصعيد في إدلب والتي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة" مشيرة إلى أنها أرسلت رسالتين إلى تركيا بهذا الشأن، وطالبت أنقرة "بتكثيف نقاط المراقبة في إدلب لمنع مثل هذه الهجمات".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في الأيام الأخيرة وقوع هجماتٍ على مطار حميميم، قالت بعض الصحف الروسية إنها تسببت في تدمير عدة طائرات، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الروسية وأعلنت عن مقتل جنديين روسيين فقط.
من جهتها، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أمس الثلاثاء أن حركة "أحرار الشام" هي التي تقف خلف الهجوم على القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن العسكريين الروس تمكنوا من فك تشفير معطيات الدرونات التي تمت السيطرة عليها وإسقاطها سالمة.
وقد حذر ناشطون من أن هذه الاتهامات قد تكون مقدمة لاستهداف مواقع "أحرار الشام"، في إدلب والمناطق الأخرى، وإدراجها كهدف مشروع على غرار "هيئة تحرير الشام".