بدايةً، تدخل إسبانيا المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية وفي جعبتها كأس العالم، وتتسلح بلقب بطلة الكرة الأرضية كلها، لذا سيكون اللقب حافزاً "للماتادور" الإسباني من أجل متابعة مسيرة التألق التي ما زالت متواصلة منذ بطولة "اليورو" 2008، لكن الوضع في هذا المونديال مختلف تماماً.
وفيما لو أحرز المنتخب الهولندي هدفاً سيكون هو الانتقام من إسبانيا بعد الخسارة المؤلمة في نهائي العام 2010، فإن لم تشهد المباراة هدفاً في الربع الساعة الأولى، فإن اللقاء سيشتعل تكتيكياً، خصوصاً أن إسبانيا لن تلعب إلا بنزعة هجومية، في وقت لن تفكر هولندا بالجلوس مكتوفة الأيدي والدفاع عن مرماها، بدون فك شفرة المنتخب الإسباني، ومباغتته من أجل هز شباكه، حتى لو كلف ذلك فتح الملعب بشكل كامل.
في حين أن أبرز ما يميز مباريات إسبانيا وهولندا هو الحماس الكبير والندية الشرسة على أرض الملعب، التي تقود أحياناً إلى أمور خطيرة قد تصل إلى حالات طرد وبطاقات صفراء كثيرة، كما حصل في نهائي كأس العالم 2010، لذلك فمن الطبيعي أن يكون اللقاء من أجمل أولى المباريات في بطولة كأس العالم 2014.
وتبدو إسبانيا جاهزة على الأوراق، نظراً لأنها لم تخسر في التصفيات الأوروبية، بالإضافة إلى امتلاكها نجوماً يستطيعون حسم المباراة في أى وقت، ورغم أن هولندا كانت قوية في العام 2010، إلا أنها في العام 2012، ظهرت بشكل سيء؛ الأمر الذي تطلب استقدام مدرب قدير، مثل فان جال الذي أعاد ترميم صورة المنتخب الهولندي.
ومن المتوقع أن تكون المباراة تكتيكية غالباً، نظراً لتواجد مدربين كبيرين خارج خطوط الملعب، يعرفان جيداً كيفية الكشف عن ثغرات الخصم بنظرة واحدة، وخصوصاً أنهما يملكان تاريخاً تدريبياً تحكي عنه الأجيال الكروية، لذلك فإن توقع نتيجة هذه المباراة لن يكون بالمهمة السهلة.