وشكل خروج منتخب أسود الأطلس الذي كان من أبرز المرشحين لإحراز لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه بعد 1976، مفاجأة كبيرة، وأثار خيبة أمل مغربية، خاصة أن الفريق يعج بالنجوم المحترفين في أوروبا، ويقودهم حكيم زياش نجم "أياكس" الهولندي.
واكتوى العديد من المدربين بنار الفشل في أمم أفريقيا، حيث كانت "مقصلة الإقالة" هي الضريبة التي يدفعها المدربون، إذا ما أخفقوا في تحقيق الأهداف المرسومة، ويعتبر هذا التقليد مميزا في معظم أندية العالم فما بالك بالمنتخبات الوطنية.
وجرت العادة أن يحدد كل اتحاد أهدافا دنيا مع المدرب الذي يتولى قيادة أي منتخب وشكلت كأس أفريقيا في نسختها الرابعة والعشرين والتي استضافتها مصر "مذبحة" لعدد من مدربي المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة.
ودفع الأداء السلبي لعدد من المنتخبات في البطولة إلى "التخلص" من مدربيها، خاصة المنتخبات التي خرجت خالية الوفاض من الدور الأول.
وهناك منتخبات جاءت لكي تنافس على اللقب، ولم تأت للنزهة أو للوصول إلى الدور الأول أو الثاني أو حتى نصف النهائي، مثل المنتخب الكاميروني حامل اللقب، ومنتخب الفراعنة مستضيف البطولة وأحد حاملي الأرقام القياسية في المسابقة، في المقابل هناك منتخبات أخرى يكفيها شرفا المشاركة والوصول للدور الثاني مثل بنين ومدغشقر.
هنا كشف في المدربين الذين ذهبوا ضحية النتائج السلبية.
سيدورف أو شهر العسل القصير
لم يكن قرار الاتحاد الكاميروني بإقالة الهولندي كلارينس سيدورف ومساعده كلوفيرت مفاجئا عقب الخروج المبكر لحامل اللقب. وأقصيت الكاميرون التي توجت بلقبها القاري الخامس في أمم أفريقيا 2017 في الغابون، من ثمن النهائي، بخسارتها أمام نيجيريا 2-3، في مباراة اعتبرت من أجمل مباريات الدورة.
وأنهى المنتخب الكاميروني مشاركته في البطولة في دور المجموعات في المركز الثاني للمجموعة السادسة خلف غانا، إذ اكتفى بفوز وتعادلين (على غينيا-بيساو 2-0، و0-0 ضد كل من غانا وبنين)، قبل أن يتلقى الهزيمة في الدور ثمن النهائي.
واعتبر الاتحاد الكاميروني أن ما تحقق هو بعيد كل البعد عن طموحات "الأسود غير المروضين".
البلجيكي بول بوت يلقى نفس المصير
وعلى خطى الاتحاد الكاميروني، أعلن الاتحاد الغيني لكرة القدم عن إقالة المدرب البلجيكي بول بوت بعد نتائج "غير مرضية" حققها معه، اختتمت بالخروج من الدور الثمن النهائي.
واحتل المنتخب الغيني بقيادة بول الذي يشرف عليه منذ مارس/آذار 2018، المركز الثالث في المجموعة الثانية خلف مدغشقر ونيجيريا، وبلغ الدور الثمن النهائي، حيث تعرض لخسارة قاسية بثلاثية نظيفة أمام المنتخب الجزائري بطل الدورة.
وأكد رئيس الاتحاد الغيني أنطونيو سواري "في 12 مباراة رسمية خاضها المنتخب تحت إشراف بول بوت، حققنا نتائج غير مرضية، خمس هزائم، أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات".
مصر تقيل مدربها بعد خسارة جنوب أفريقيا
ويأتي على اللائحة المكسيكي خافيير أجيري مدرب منتخب الفراعنة، وكانت أول حالة إقالة بعد خروج مصر على يد جنوب أفريقيا، وهي التي تنظم النسخة الرابعة والعشرين ودخلت المسابقة بترشيحات قوية، خاصة أنها تمتلك واحدا من أفضل لاعبي العالم وهو محمد صلاح نجم ليفربول.
وأثارت هزيمة منتخب الفراعنة غضبا عارما في البلاد، لا سيما مع تزامن الإقصاء المبكر، مع "فضائح" ارتبطت بعدد من لاعبي المنتخب، وكانت مثار جدل في الشارع الكروي المصري.
وأعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة وأعضاء الاتحاد استقالتهم فور الهزيمة، فيما لم تهدأ الانتقادات الموجهة لأداء اللاعبين حتى بعد انتهاء البطولة.
أمونيكي يخرج من الباب الخلفي
وانضم مدرب منتخب تنزانيا، النيجيري إيمانويل آمونيكي، إلى قائمة المدربين المقالين، بعد خسارة المنتخب مبارياته الثلاث في دور المجموعات أمام الجزائر وكينيا والسنغال ليحتل المركز الرابع والأخير لترتيب المجموعة الثالثة بدون رصيد من النقاط. وكان من الطبيعي أن تُنهى خدمات نجم نيجيريا السابق بعد التقييم الذي قام به الاتحاد المحلي.
مشوار درامي لـ"مانيتي" في تصفيات أمم أفريقيا
وضع ريكاردو مانيتى، الذي يمتلك سجلاً تدريبياً محدوداً على جميع المستويات، أمر رحيله عن قيادة منتخب ناميبيا فنياً فى يد الاتحاد الناميبي، الذي قرر إقالته بعد الخروج المهين من كأس الأمم الأفريقية، إذ إن فريقه ترك البطولة متذيلاً ترتيب المجموعة الرابعة، التي كانت تضم كوت ديفوار والمغرب وجنوب أفريقيا، وهي المنتخبات التي لم تمنحه الفرصة لتسجيل أي فوز في مشواره بالبطولة القارية.
ديسابر يغادر محطة أوغندا ويبقى في القاهرة
وجاء الفرنسى سباستيان ديسابر ضمن قائمة ضحايا أمم أفريقيا، بعد أن قرر الرحيل عن تدريب منتخب أوغندا، بالتزامن مع وداع المنتخب منافسات البطولة من دور الـ16، وهو الطلب الذى صدّق عليه الاتحاد الأوغندي، وقرر إنهاء العقد بين الطرفين رغم اعترافه بالإنجاز الكبير الذي صنعه ديسابر مع المنتخب ودوره الكبير الذي ظهر جلياً فى أداء اللاعبين داخل الملعب، والذي بدوره قاد المنتخب إلى اجتياز التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، إضافة إلى اجتياز دور المجموعات باحتلال المركز الثانى في جدول ترتيب المجموعة الأولى التى ضمت مصر والكونغو الديمقراطية وزيمبابوي، وأخيراً بلوغ دور الـ16 قبل الخروج بعد الخسارة أمام السنغال.
وبعد أيام قليلة، أعلن نادى بيراميدز التعاقد مع سباستيان ديسابر من أجل تولى القيادة الفنية للفريق بداية من الموسم الجديد، خلفاً للأرجنتيني رامون دياز، إذ إنه يمتلك خبرة كبيرة فى الدوري المصري بعد أن قاد تدريب نادي الإسماعيلى عام 2017، قبل أن يرحل ليتولى تدريب المنتخب الأوغندي.
لغز الفرنسي آلان جيريس
يبقى مصير الفرنسي آلان جيريس مدرب نسور قرطاج غامضا حيث تتضارب الأنباء بشأن رحيله بالتراضي من عدمه.
جيريس حدد له الاتحاد التونسي أهدافا في العقد الذي يربطه وهو الوصول إلى نصف النهائي، وحقق المدرب هذا الشرط، ورغم أن وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي أكد في تصريحات لإحدى القنوات التونسية أن ما حققه منتخب النسور مشرف مما يعني وجود حالة من الرضا، لكن الشارع الرياضي التونسي يريد رحيل جيريس ويحمله مسؤولية الاختيارات العشوائية التي حرمت تونس من بلوغ المباراة النهائية.
وتتجه النية إلى إنهاء العقد بالتراضي، خاصة أن المدرب جيريس أسرّ للمحيطين به بأنه لا يريد الاستمرار في أجواء وصفها بـ"المكهربة".
بلماضي وسيسة بعيداً عن العاصفة
وإذا كانت المقصلة قد التهمت معظم مدربي "الكان" فإن المدربين الباقين يعدون على الأصابع وعلى رأسهم الجزائري جمال بلماضي والذي صنع ملحمة منتخب الخضر بالتتويج بكأس أمم أفريقيا، كما أن السنغالي أليو سيسسة نال شهادة استحسان بوصول السنغال للمباراة النهائية وتقديم مباراة من الطراز العالي. وربما لن تقف اللائحة عند هؤلاء بل يلتحق مدربون آخرون في غضون الأيام القليلة القادمة.