فوجئت جماهير كرة القدم بخبر إعلان مساعد المدرب الألماني يورغن كلوب، زيلكو بوفاتش انفصاله عن صديقه بعد 17 سنة من العمل الثنائي المُميز. جاء القرار في توقيت صعب وتحديداً قبل ساعات من مواجهة روما الإيطالي في دوري أبطال أوروبا. زيلكو بوفاتش لن يقف إلى جانب كلوب في الموسم المقبل وستنتهي رحلة الألف ميل التي بدأت بخطوة في عام 2001.
من هو بوفاتش؟
يُعرف المدرب المساعد ليورغن كلوب، الصربي زيلكو بوفاتش بأنه العقل التكتيكي المدبر الذي ساهم في نجاح مسيرة كلوب التدريبية. فيكفي أنه يعمل معه على مدى 17 سنة متواصلة. التقى بوفاتش لأول مرة عندما كانا لاعبين في فريق ماينز في بداية التسعينيات. بوفاتش كان لاعب خط وسط مهاجماً بدأ مع عدة أندية صربية وانتقل إلى ألمانيا في عام 1991.
وفي وقت كان فريق نوكيرشين من الدرجة الألمانية الرابعة بحاجة لمدرب، حصل بوفاتش على فرصته الذهبية وفي عام 2001 اتصل به يورغن كلوب وطلب منه العمل إلى جانبه في فريق ماينز، بعد أن نال المدرب الألماني شرف تدريب فريق ماينز الألماني، ومنذ ذلك الوقت بدأ نجاح الثنائي في عالم التدريب.
وبعد سبع سنوات من العمل سوياً سجل الثنائي كلوب – بوفاتش نجاحاً باهراً بعد أن قادا فريق ماينز للتأهل إلى الدرجة الألمانية الأولى لأول مرة في تاريخ النادي، كما وتأهل الفريق إلى المنافسات الأوروبية. وفي عام 2007 سقط فريق ماينز إلى الدرجة الثانية وبعد فشل الثنائي في إعادة الفريق إلى مصاف الأندية الممتازة، رحل كلوب وبوفاتش.
حقبة دورتموند والعقل المدبر؟
في عام 2008 تقرّب فريق بوروسيا دورتموند من المدرب يورغن كلوب وفعلاً أصبح المدرب الأول رفقة مساعده زيلكو بوفاتش. وفي أول موسمين احتل الفريق المركز الخامس والسادس، لكن بعد ذلك حكاية تاريخ صنعها كلوب تحت إشراف وإخراج العقل المدرب الصربي، وذلك لأن دورتموند تُوج بلقب الدوري الألماني في مرتين متتاليتين.
أمسى دورتموند تحت قيادة كلوب – بوفاتش معروفاً بالسرعة المخيفة على أرض الملعب والتحركات العكسية التي تُربك أي خصم. صنع الرجلان كل شيء ممكن في دورتموند بسبب علاقة الصداقة الرائعة التي تجمعهما، ويكفي أن كلوب وصف بوفاتش في إحدى المقابلات الصحافية: "إنه العقل المدبر". وفي عام 2012 منح الرجلان الثنائية المحلية لفريق دورتموند لأول مرة في التاريخ.
ولم يكتفِ بوفاتش بالنجاح المحلي فقط، بل ساهم في وصول دورتموند إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة بايرن ميونخ، وذلك بعد إقصاء ريال مدريد من الدور نصف النهائي. ومع رحيل كلوب إلى ليفربول لم يفارقه بوفاتش وبقي إلى جانبه مثل توأمه.
ويؤكد العلاقة المُميزة التي تجمع الرجلين ما قاله نوري شاهين، لاعب فريق دورتموند السابق: "زيلكو بوفاتش هو نسخة من كلوب، هو توأمه، ويلعب الدور نفسه في حالة غيابه. المدربان يفهمان كرة القدم بطريقة متشابهة". لكن في عام 2018، الحكاية ستنتهي مع رحيل بوفاتش، حيثُ تتحدث الصحف البريطانية عن خلاف مع كلوب والذي أسفر عن هذا القرار.