01 سبتمبر 2019
ساسة العراق.. إيران أولا
عامر السامرائي (العراق)
طبيعي أن تكون العلاقات بين دول الجوار حسنة، وفق برنامج عمل يكفل للدول حماية مصالحها وتعزيز أمنها القومي، ويقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وهو ما نصّت عليه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية القديمة والحديثة. ولكن يبدو أنّ هذا الأمر في عراق ما بعد 2003 مختلف تماماً عن هذه الأعراف تجاه إيران، وعلى غير ما جُبل عليه أبناء هذا البلد، حيث تحوّل مبدأ حسن الجوار لدى "ساسة العراق" لجارتهم الشرقية إلى ولاء مطلق وتبعية وصلت إلى حدّ العمى على حساب الوطن والمواطن.
لم يتوقف الولاء عند السياسيين، فقد أعلنت فصائل مسلحة عديدة في العراق، بأنها تأتمر بأوامر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وذهبت إلى أبعد من ذلك بإعلانها جهاراً بولائها للجارة الشرقية إيران، لا للعراق.
يجد المتابع لهؤلاء من ساسة وقواد مليشيات ولاءهم لإيران أكثر منه للعراق، بالأفعال وليس بالأقوال فحسب، ولهم مواقف تجاهها أكثر من الإيرانيين أنفسهم، وفي ذلك أمثلة كثيرة، نسوق بعضاً منها، كيلا يتهمنا أحدٌ من أتباعهم بأننا نرمي كلاماً على عواهنه.
عام 2004، وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني في لندن، جاك سترو، قال عبد العزيز الحكيم: إن "إيران تستحق تعويضات حرب الثماني سنوات حسبما قررت الأمم المتحدة، ولا بد من الوفاء". وحدّد الحكيم رقماً مثيراً هو مائة مليار دولار دينَاً على "بلده" العراق لصالح إيران.
عام 2004، اعترف نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية، محمد علي أبطحي، في مؤتمر عقد في أبو ظبي، بأنّ بلاده قدّمت عونا كثيرا للأميركيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق، وأفاد بأنه "لولا التعاون" الإيراني لما سقطت بغداد وكابول بهذه السهولة.
عام 2015 قال مستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي".
عام 2018، وعلى ضوء العقوبات الأميركية على إيران، صدر بيان عن حزب الدعوة الحاكم، جاء فيه: "نطالب جميع الحكومات الحرة في العالم، خصوصا الحكومات الإسلامية برفض العقوبات الأميركية الجائرة ضد إيران، ومقاومتها".
أصدرت وزارة الخارجية بياناً هي الأخرى، قالت فيه، إن "العراق يرفض مبدأ الحصار على أي دولة، يلحق الضرر (الحصار) بالدرجة الأساس على الشعوب بمختلف شرائحها الاجتماعية".
تزامنت مع هذه المواقف حزمة من التصريحات، صدرت عن شخصيات سياسية ومليشياوية تتبع إيران، أعلنت فيها دعمها للأخيرة إلى الحد الذي هدّدت فيه بأنها ستتعرّض للقوات الأميركية في العراق والمنطقة.
ولم نسمع صوتاً واحداً لهؤلاء حينما فرضت الولايات المتحدة الأميركية عام 1990 عقوبات جائرة على الشعب العراقي، حينما ذاقوا ويلات الحصار وعذاباته 13 عاماً!
تقديرا لهذا الولاء والتبعية، فإن المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، وعدهم قبل أيام بأنّ بلاده لن تسمح لليبراليين والمدنيين، أو أي أحد غير مفصّل على المقاس الإيراني أن يعود إلى السلطة في العراق. وتؤكّد تصريحات مدى قوة زخم النفوذ الإيراني في العراق وفاعليته، وتعامل القادة والمسؤولين الإيرانيين على أنه بلد خاضع لهم.
تثير هذه التبعية، وما يقابلها من مواقف إيرانية، مخاوف ليس فقط لدى الشارع العراقي، من جعل بلدهم رهينة للسياسات الإيرانية فحسب، بل ولدى دول الجوار، بشأن تعاظم نفوذ إيران في العراق، وبالتالي انعكاسه على المنطقة برمتها، خصوصا بعد سيطرتها على خمس عواصم عربية، منذ غزو العراق.
لم يتوقف الولاء عند السياسيين، فقد أعلنت فصائل مسلحة عديدة في العراق، بأنها تأتمر بأوامر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وذهبت إلى أبعد من ذلك بإعلانها جهاراً بولائها للجارة الشرقية إيران، لا للعراق.
يجد المتابع لهؤلاء من ساسة وقواد مليشيات ولاءهم لإيران أكثر منه للعراق، بالأفعال وليس بالأقوال فحسب، ولهم مواقف تجاهها أكثر من الإيرانيين أنفسهم، وفي ذلك أمثلة كثيرة، نسوق بعضاً منها، كيلا يتهمنا أحدٌ من أتباعهم بأننا نرمي كلاماً على عواهنه.
عام 2004، وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني في لندن، جاك سترو، قال عبد العزيز الحكيم: إن "إيران تستحق تعويضات حرب الثماني سنوات حسبما قررت الأمم المتحدة، ولا بد من الوفاء". وحدّد الحكيم رقماً مثيراً هو مائة مليار دولار دينَاً على "بلده" العراق لصالح إيران.
عام 2004، اعترف نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية، محمد علي أبطحي، في مؤتمر عقد في أبو ظبي، بأنّ بلاده قدّمت عونا كثيرا للأميركيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق، وأفاد بأنه "لولا التعاون" الإيراني لما سقطت بغداد وكابول بهذه السهولة.
عام 2015 قال مستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي".
عام 2018، وعلى ضوء العقوبات الأميركية على إيران، صدر بيان عن حزب الدعوة الحاكم، جاء فيه: "نطالب جميع الحكومات الحرة في العالم، خصوصا الحكومات الإسلامية برفض العقوبات الأميركية الجائرة ضد إيران، ومقاومتها".
أصدرت وزارة الخارجية بياناً هي الأخرى، قالت فيه، إن "العراق يرفض مبدأ الحصار على أي دولة، يلحق الضرر (الحصار) بالدرجة الأساس على الشعوب بمختلف شرائحها الاجتماعية".
تزامنت مع هذه المواقف حزمة من التصريحات، صدرت عن شخصيات سياسية ومليشياوية تتبع إيران، أعلنت فيها دعمها للأخيرة إلى الحد الذي هدّدت فيه بأنها ستتعرّض للقوات الأميركية في العراق والمنطقة.
ولم نسمع صوتاً واحداً لهؤلاء حينما فرضت الولايات المتحدة الأميركية عام 1990 عقوبات جائرة على الشعب العراقي، حينما ذاقوا ويلات الحصار وعذاباته 13 عاماً!
تقديرا لهذا الولاء والتبعية، فإن المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، وعدهم قبل أيام بأنّ بلاده لن تسمح لليبراليين والمدنيين، أو أي أحد غير مفصّل على المقاس الإيراني أن يعود إلى السلطة في العراق. وتؤكّد تصريحات مدى قوة زخم النفوذ الإيراني في العراق وفاعليته، وتعامل القادة والمسؤولين الإيرانيين على أنه بلد خاضع لهم.
تثير هذه التبعية، وما يقابلها من مواقف إيرانية، مخاوف ليس فقط لدى الشارع العراقي، من جعل بلدهم رهينة للسياسات الإيرانية فحسب، بل ولدى دول الجوار، بشأن تعاظم نفوذ إيران في العراق، وبالتالي انعكاسه على المنطقة برمتها، خصوصا بعد سيطرتها على خمس عواصم عربية، منذ غزو العراق.
مقالات أخرى
25 اغسطس 2019
19 اغسطس 2019
04 اغسطس 2019