وأوضحت مصادر دبلوماسية سودانية رسمية أن الزيارة تأتي "ضمن آلية الاجتماع الرباعي على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين".
فيما قال مصدر مصري مقرّب من دوائر صناعة القرار، لـ"العربي الجديد"، إن التوقيت الذي تأتي فيه الزيارة على الرغم من إمكانية تأجيلها، يرجع إلى تأكيد النظام المصري الحالي دعمه الرئيس السوداني عمر البشير في مواجهة الاحتجاجات الداخلية العاصفة التي يواجهها، نتيجة الأزمة الاقتصادية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه في ضوء تطور العلاقات المصرية السودانية مؤخرا ووصولها لمراحل تنسيق غير مسبوقة منذ عقود، فإن الملف الأمني، وسلامة واستقرار البلدين من الأمور المتفق على توحيد الرؤى فيها، وتقديم الدعم بشأنها، إلا أن المصدر لم يحدد طبيعة أو شكل الدعم الذي من الممكن أن تقدمه القاهرة للخرطوم في تلك الأثناء.
وأوضح المصدر "النظام المصري لأسباب متعددة يرفض المظاهرات الغاضبة التي تشهدها السودان، في مقدمتها خشية انتقال تلك العدوى إلى القاهرة، خاصة أنها اندلعت لأسباب متعلقة بالجانب الاقتصادي وتردّي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، وهو ما تعاني مصر منه بأشكال مختلفة"، على حد تعبير المصدر.
وشدد المصدر نفسه، على أن مسؤولي الملف الإعلامي، أصدروا تعليمات صارمة لرؤساء التحرير، ومديري القنوات الفضائية، بعدم تناول الشأن السوداني بالتركيز على التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة هناك بأي شكل من الأشكال، محذرين من عواقب مخالفة تلك التعليمات التي سيكون الرد عليه شديد الحزم، بحسب المصدر.
وكشف المصدر عن اجتماع قيادات أمنية مؤخرا، بمسؤولي الجالية السودانية في القاهرة، محذرين إياهم من تنظيم أبناء الجالية تظاهرات رافضة لنظام الحكم في الخرطوم على الأراضي المصرية، أو القيام بأي تحركات نحو سفارة بلدهم في القاهرة.
وكان البشير قد وجّه خطابا إلى الشعب السوداني، مساء الاثنين، حذر فيه من "الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط" في أول تعليقات علنية له في اليوم السادس من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة الخرطوم.
وشهد السودان، خلال الأيام الماضية، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وشهدت مدن عطبرة، الدامر، بربر، كريمة، سنار، القضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.