وقال ضباط في مركز شرطة حي أور (شرقي بغداد) لـ"العربي الجديد" إنّ التحقيقات الأولية للشرطة تؤكد أنه تم اعتراض طريق شكارة خلال عودته بسيارته مساء أمس وجرى إنزاله من سيارته وإطلاق النار عليه وتركه ليموت على حافة الطريق، مؤكدًا أن الحادث جنائي وليس إرهابيا.
ويُعد شكارة أحد المصورين الصحافيين البارزين في بغداد، وهو أول ضحايا الأسرة الصحافية في العراق هذا العام.
ويأتي الاعتداء بعد أسابيع قليلة من حملة واسعة شنتها فصائل مسلحة مقربة من إيران ضد قناة "الحرة" الأميركية عبر وسائل إعلام تمتلكها أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعرف شكارة بتركيزه على جوانب إنسانية تتعلق بالنازحين وحقوق الإنسان. وكان يسكن مع والديه شرقي بغداد ضمن جانب الرصافة ويستعد للزواج عمّا قريب.
وقال الصحافي عبد المعموري، أحد زملاء شكارة، إنه ما زال غير مستوعب للحادث، مضيفاً "الشرطة مطالبة بالكشف عن كل تفاصيل وملابسات الحادث وعدم مجاملة أي جهة كانت، فالحادث لا يمكن أن يمر كما مرت حوادث قتل صحافيين آخرين دون الكشف عن المجرمين، معتبرا فقدان شكارة بالحادث الذي أدمى وجه الصحافة العراقية هذا اليوم".
وأكد أن شكارة كان يعمل بعد عمله الرسمي كسائق تاكسي لجمع تكاليف زواجه الذي يستعد له.
وفي السياق، انتقد الصحافي العراقي، علي الشمري، عودة ظاهرة الاعتداءات على الصحافيين، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أنّ مقتل الصحافي بالقناة الأميركية يبعث برسالة خطيرة مفادها أن العمل الإعلامي أصبح مهنة تحمل كثير من المخاطر.
وشدد على ضرورة قيام السلطات العراقية بإجراء تحقيق عاجل من أجل كشف الجناة، مبيناً أن هذا العمل ينبغي ألا يمر إذا كانت الحكومة جادة فعلاً في أحاديثها المتكررة عن دعمها للإعلام الحر.
يُشار إلى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة والحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي كانت قد تسببت بمقتل عشرات الصحافيين في العراق خلال السنوات الماضية.
وقال "مرصد الحريات الصحافية العراقية"، في وقت سابق، إنّ مسؤولين حكوميين يمارسون أساليب ملتوية من أجل معاقبة الصحافيين، موضحاً في تقرير أن التحديات التي يواجهها العاملون في مجال الإعلام تزداد خطورة وغموضاً، في ظلّ وجود عمليات احتجاز واختطاف واستجواب، وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد بعض الصحافيين.