يقولون: "كانت النصيحة بجمَلْ"، أي كان الإنسان مستعداَ لأن يمنح جملاً لمن يقدم له النصح المفيد. اليوم كثرت النصائح لدرجة أن الإنسان لم يعد يأخذ بها.
نصيحة اليوم تقول: "لا تشرب المياه المعبأة بالقناني البلاستيكية، وإنما احرص على وصل فلاتر مخصصة لتنقية مياه الصنبور مباشرة واشرب منها، وعبئ مياهك في قناني الستانلس المقاوم للصدأ".
هذه النصيحة تذكرها الكاتبة المتخصصة بشؤون الصحة والبيئة هيذر وايت، ولا تتوقف عند هذا الحد وإنما تعدد 6 أسباب قد تجعلك تفكر ملياً بالأمر، وربما تقنعك بأن شرب المياه المعبأة ليس في صالحك.
1- على عكس مياه الشرب التي توفرها البلديات، القانون لا يلزم شركات تعبئة المياه بنشر نتائج اختبارات السلامة التي أجروها، وكيف قاموا بمعالجة المياه وفلترتها.
2- شركات تعبئة المياه لا تعلمكم عن مصدر مياهها بالضبط. فبعض الشركات تذكر مكاناً عاماً مثل جبل كذا، أو نبع كذا وهذا ليس تحديداً دقيقاً، وبعضها يضع صوراً على القناني لأماكن طبيعية للإيحاء بأن الصورة هي مصدر المياه، في حين أن المياه الموجودة في القناني بأغلبها هي مياه مفلترة لا تختلف عن تلك التي توفرها البلديات.
3- المياه المعبأة أغلى ثمناً.
4- قناني المياه البلاستيكية تلوث البيئة. إحدى المؤسسات البيئية تذكر أن كمية القناني البلاستيكية التي ترمى أسبوعياً في الولايات المتحدة بإمكانها أن تطوق محيط الكرة الأرضية خمس مرات.
5- إنتاج قناني البلاستيك لتعبئة المياه يستهلك الكثير من الطاقة. ويذكر معهد المحيط الهادي الأميركي أن إنتاج قناني المياه في الولايات المتحدة يستهلك سنوياً نحو 17 مليون برميل من النفط أو ما يقابلها من مصادر طاقة أخرى.
6- استخدام قناني ستانلس وليس البلاستيك. قناني البلاستيك تدخل في تصنيعها مواد كيميائية تتسرب إلى المياه (ثنائي الفينول أ-ثنائي الفينول وبدائل أخرى) وتسبب الخلل بالهورمونات ومنها يسبب السرطان(الفورمالديهايد). مع الإشارة إلى أن شركات تعبئة المياه لا تظهر للمستهلكين التركيب الكيميائي للقناني ما يعتبر تضليلاً. كما يفضل تجنب القناني المصنوعة من الألمنيوم لأنها تكون على الأغلب مطلية من الداخل بمادة الإيبوكسي BPA وهي بدورها مسرطنة.
قد لا تكفيك تلك الأسباب لكي تعيد النظر في شراء المياه المعبأة، ولكن إن كان لديك بعض الوقت، قم بجولة على المواقع الإلكترونية المتخصصة واستطلع المعلومات الأشمل والأكثر دقة عن المياه المعبأة بالقناني البلاستيكية، عندها يمكن أن تعيد التفكير بمصادر المياه التي لا تستطيع العيش من دونها. من حقك أن تعرف أي مياه تشرب؟ ومن أين؟ وبماذا.