كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان "الشرطة"، في بيان، اليوم الاثنين، أنّ ستة أشخاص من المشتبه في تورطهم بالتحرّش الجنسي بالطفل السوري خلال عمله في معصرة للزيتون، سلّموا أنفسهم إلى مفرزة زحلة القضائية، لينضمّوا إلى المشتبه به الأوّل الذي تم توقيفه في 2 يوليو/تموز الجاري.
وأشار البيان إلى أنه جرى تسليم المشتبه بهم إلى مكتب مكافحة الاتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية للتوسّع بالتحقيق معهم، ولا يزال أحد المشتبه فيهم متوارياً عن الأنظار، وهو من مواليد عام 2000، وأن العمل مستمرّ لتوقيفه، في حين أن الأشخاص الذين سلموا أنفسهم من مواليد أعوام 1999، 1997، 1999، 1981، 1999 و2001.
والضحية سوري الجنسية، وعمره (13 سنة)، ووالدته لبنانية هجرها زوجها وغادر إلى سورية، وأفاد خلال الاستماع إليه بحضور مندوبة الأحداث، أنه منذ نحو سنتين، وخلال عمله في معصرة للزيتون، أقدم 8 أشخاص لبنانيين على التحرّش الجنسي به، وممارسة أفعال منافية للحشمة معه، واتخذت والدته صفة الادعاء الشخصي بحق المشتبه بهم بجرم اغتصاب وتحرش جنسي، كما جرى عرض الفتى على لجنة للطب الشرعي.
ستة أشخاص من المشتبه في تورطهم بقضية الاعتداء الجنسي على الفتى القاصر قيد التوقيف.#قوى_الامنhttps://t.co/kBH1YKKko5 pic.twitter.com/gHIeOv5M22
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) July 6, 2020
وقالت والدة القاصر، واسمها الأول فاطمة، لـ"العربي الجديد"، إنّها مرتاحة لتحقيقات الأجهزة الأمنية التي أفضت إلى توقيف سبعة من المعتدين على ابنها حين كان يبلغ من العمر 11 سنة، وتأمل بإلقاء القبض على الشخص الثامن، وإنزال أشد العقوبات بهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم، ولإحقاق الحق بعد العذاب الكبير الذي تعرّض له ابنها.
وأشارت فاطمة إلى أن ابنها كان يعمل في المعصرة عام 2018، ولمدة شهرين، ووقتها شعرت بأنّ أموراً تحصل معه، لكنه يتردّد في إخبارها بالحقيقة، إلى أن علمت بتعرّضه للضرب من دون أن تدرك الاعتداء الجنسي المتكرّر، فطلبت منه التوقف عن الذهاب إلى المعصرة، وبعدها اعترفَ لها بما كان يمرّ به طوال تلك الفترة بعد انتشار فيديو بات بمثابة دليل، وعندها توجهت وابنها إلى النيابة العامة في زحلة (بقاع لبنان)، حيث تم إقامة دعوى ضدّ المعتدين.
ولفتت إلى أنّ التحقيقات مستمرّة، وأنها تسكن مع ابنها عند عائلتها، وهو اليوم بحالة نفسية أفضل، وليس خائفاً بعد أن انكشفت الحقيقة، وجرى توقيف سبعة أشخاص باتوا بعهدة القوى الأمنية، وهناك شخص ثامن يرفض تسليم نفسه.
وهزّ مقطع الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرأي العام في لبنان، قبل أن يعترف الطفل بمعاناة كان يعيشها على مدار سنتين بسبب ابتزاز الشبان له بالفيديو، وخرجت أصوات من المجتمع المدني تطالب السلطات اللبنانية بالعدالة للقاصر، ورفع الغطاء الحزبي والسياسي عن المعتدين، وإنزال أقسى العقوبات بهم.