1- تعلم كيف تتعلم
يتعلق العمل الحر بالمهارات التي يتطلبها سوق العمل، مما يعني أنه يجب على الطلاب استثمار بعض الوقت يوميًا في تعلم وتطوير مهارات جديدة، يستطيعون من خلالها أداء بعض المهام أو تقديم مجموعة من الخدمات مقابل بعض الأموال. من أجل تحقيق هذا الأمر، ينبغي على الطلاب أولًا معرفة مهارات التعلّم، والتي من خلالها يستطيعون تعلم بعض المهارات وإتقانها في وقتٍ بسيط. أحد أهم المصادر التي يمكن للطلاب الإستعانة بها لاكتساب مهارات التعلم هو كتاب «العشرون ساعة الأولى: كيف تتعلم أي شيء بسرعة؟»، والذي يتناول مجموعة من الطرق والخطوات التي تساعد الطلاب في تعلم واكتساب أي مهارة جديدة في وقتٍ قياسي.

2- تنظيم الوقت

عندما تكون طالبًا، وتبدأ العمل كمستقل، حينها يصبح تنظيم الوقت ضرورة لا غنى عنها، حيث إنها المهارة الوحيدة التي ستساعدك على تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية، الدراسية، والعملية. حتى تصبح قادرًا على تنظيم وقتك، يجب عليك أولًا تحديد الأولويات والتي بالتأكيد تكمن في دراستك أولًا، ثم العمل ثانيًا. بعدها يمكنك تنظيم جدول خاص بك يحتوي على مواعيد وساعات الدراسة، ومواعيد العمل وفقًا لعدد الساعات التي تقوم بتحديدها للعمل سواءً بشكلٍ يومي أو أسبوعي.

في العادة يمكن للطلاب الجامعيين العمل بدوام جزئي أثناء الدراسة أي عشرون ساعة أسبوعيًا، لكن بالنسبة للطلاب الأصغر سنًا فالأفضل لهم ألا تزيد مدة العمل اليومية عن ساعتين حتى يصبحوا قادرين على تحقيق التوازن بين الدراسة والعمل وحياتهم الشخصية دون أن يشعروا بالضغط والقلق والتوتر الناجم عن مشاكل الدراسة والعمل في آنٍ واحد.

أيضًا تجب مراعاة أن الأولوية في هذه المرحلة كما أشرنا هي للدراسة، مما يعني أنه عند تنظيم الوقت، يجب أولًا التخطيط وفقًا لاحتياجات الدراسة من الوقت، ثم بعد ذلك تنظيم الوقت المتبقي بين العمل وبين الترفيه وحياتك الخاصة.

3- التخطيط الجيد
يعتمد العمل الحر على التخطيط الجيد، وذلك استنادًا إلى بعض العوامل التي تشمل تحديد عدد المهام التي تستطيع القيام بها أسبوعيًا أو شهريًا، معرفة الوقت اللازم من أجل تنفيذ وتسليم كل عمل أو مهمة، تحديد السعر المناسب، وكذلك طرق التواصل مع العملاء، واستلام الأموال. كلما استثمرت بعض الوقت في التخطيط لهذه الأمور من البداية، كلما سار عملك بسهولةٍ أكبر من ذي قبل، حيث لن يشغل بالك حينها تحديد المقابل، أو التفكير في كمّ الوقت الذي ستسغرقه، بل سيصبح لديك دليل إرشادي ومخطط جاهز يتناسب مع وقتك المتاح الذي ستستخدمه في كل مرة تحصل فيها على عمل للإجابة عن أسئلة العميل الدائمة والتي تشمل بشكلٍ أساسي الوقت اللازم لإنهاء المهمة، والمقابل، وطرق وأساليب الدفع.

كل ما عليك فعله فقط لتحديد هذه الأمور ومعرفتها، هو إما سؤال أحد المتخصصين في المجال الذي ستعمل به، أو البحث عبر موقع غوغل وستجد حينها آلاف المصادر والأدلة الإرشادية التي تساعدك خطوة بخطوة في التخطيط لعملك كمستقل في دقائق معدودة.

4- الترويج وبناء العلاقات
هناك قاعدة تقول إن 15% من نجاحك بالعمل تعتمد على مهاراتك وإتقانك للعمل، بينما 85% من نجاحك تعتمد على علاقاتك وطرق التواصل، مما يعني أن وجود شبكة علاقات لديك

لا يقل أهمية عن مدى إتقانك للعمل، فبدون هذه العلاقات لن تستطيع تقديم خدماتك أو الاستمرار في العمل. حتى يصبح لديك شبكة علاقات عملاقة، يمكنك البدء بالمحيط الخاص بك، حيث يمكنك إخبار والديك وأقاربك عن أعمالك والخدمات التي تستطيع القيام بها، كذلك يمكنك إخبار معلميك بالصف، وأصدقائك، وجميع من تعرفهم.  

يمكنك حضور الأحداث والمناسبات التي ترتبط بمجال عملك، على سبيل المثال إذا كنت مصمم غرافيك، يجب عليك إذًا حضور الفعاليات التي تجمع المصممين في مكانٍ واحد. كذلك يمكنك البحث عن المجموعات المتخصصة عبر الإنترنت أو الفيسبوك، والانضمام إليها، والبدء في التعريف بنفسك وبالخدمات التي تقدمها ونماذج أعمالك، وإرسالها إلى بعض المواقع التي قد تحتاج إلى مثل هذه الخدمات. كل هذه الأمور ستساعدك في بناء شبكة من العلاقات، والتسويق لخدماتك، مما يزيد من فرص حصولك على أعمال بشكلٍ مستمر.

5- الالتزام 

الصفة الأهم التي يجب أن يتحلى بها «الفريلانسر» هي الالتزام، فعندما تخبر عميلًا ما أن المهمة ستقوم بالانتهاء منها وتسليمها خلال 3 أيام، فهذا يعني أن عليك تسليمها خلال هذه المدة. يلجأ العملاء إلى الأشخاص المستقلين نظرًا لتكلفتهم البسيطة مقارنةً بالعمل مع شركات

متخصصة، ونظرًا للسرعة التي يتحلون بها دون أن تؤثر على جودة العمل المطلوب. لذا حينما تتأخر في تسليم العمل إلى عملائك، وتتأخر عن المواعيد المحددة، يضعك هذا في موقف حرج مما يجعل هؤلاء العملاء يرفضون التعامل معك مرةً أخرى، وفي أحيانٍ كثيرة قد يتم إلغاء الاتفاق أو عدم حصولك على أموالك نتيجة تأخرك عن وقت التسليم المحدد.

حينما تقوم بالتخطيط مسبقًا قبل الحصول على عمل، قم بأخذ احتمالية حدوث بعض المشاكل التي قد تعطلك عن العمل في الحسبان. على سبيل المثال، إذا كنت مصمم غرافيك، وكان التصميم الواحد يتطلب منك يومًا واحدًا فقط، فأخبر عميلك أنك ستقوم بتسليمه العمل خلال يومين، مما يجعل أمامك يومًا كاملًا تحسبًا لأي ظرف طارئ قد يحدث، وحتى لا يكون هناك أي ضغط نفسي أو عصبي يضطرك إلى الإخلال بجودة العمل حتى تصبح قادرًا على التسليم في الموعد. تذكر أنه عند عملك كمستقل أثناء الدراسة، فأنت في المراحل الأولى من حياتك العملية، مما يعني أنه يجب عليك الاهتمام بوعودك، والالتزام بالمواعيد التي تخبر بها عملاءك.

6- المقابل والتواصل 

يختلف العمل الحر عن التطوع، في أن العمل الحر يكون دائمًا بمقابل مادي نتيجة للخدمات التي تقوم بتقديمها. لذا من الأمور الهامة التي يجب عليك توضيحها للعملاء هي المقابل المادي، وطرق استلامه، وذلك قبل البدء في تنفيذ أي عمل. هذا الأمر يسبب العديد من المشاكل بين العملاء والمستقلين نظرًا لعدم توضيحه من البداية، أو الشعور بالحرج في الحديث عنه، مما ينتج عنه خيبة أمل في نهاية المطاف.

إذا كان أجرك على العمل هو 100 دولار على سبيل المثال، قم بإخبار العميل أن أجرك هو هذا المبلغ، وأن الطريقة التي ستقوم باستلامها هي عن طريق حوالة بنكية أو أي طريقة أخرى تتناسب معك. في بعض الأحيان يكون لدى العميل قائمة موحدة من الأجور يتعامل بها مع جميع المستقلين، وكذلك طريقة واحدة للدفع. على سبيل المثال قد تجد عميلًا يخبرك أنه بحاجة إلى تصميم وأنه يدفع 1000 دولار مقابل هذا التصميم عن طريق حوالة بنكية، حينها عليك دراسة الأمر جيدًا ومعرفة إذا كان المبلغ وطريقة الاستلام ملائمة لك أم لا، وبعدها تقوم بإخبار العميل بردّك على العرض الذي قدّمه.

أيضًا أحد الأمور الهامّة التي يغفل عنها المستقلون هي متابعة التواصل مع العملاء بعد تسليمهم العمل، وهذا يتسبب في فقدانهم الكثير من المشاريع المستقبلية المحتملة التي قد يعملون عليها مع العميل ذاته. بعد تسليمك للعمل، قم بمتابعة التواصل مع العملاء بشكلٍ مستمر، وذلك أثناء المناسبات، أو من حين لآخر، فإذا كنت دائم التواصل معهم، فبالتأكيد ستصبح أول شخص يخطر في بالهم عندما يحتاجون إلى مستقلٍ ينجز لهم بعض الأعمال. لذا حاول الإبقاء على هذا الأمر حتى تصبح قادرًا على زيادة أعمالك وأرباحك.