منذ عشرين عاماً لم يلتم شمل عائلة الفلسطيني، سعيد أبو رموز، وجراحها التي عمّقتها السجون لم تلتئم بعد، بل تزداد وجعاً يوما بعد آخر، فقلب الأم يحترق في صمت، والأب الأصمّ لا يقوى على الكلام لكي يرفض الظلم.
أم إبراهيم في الرابعة والخمسين من عمرها، تعيش في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستة من أبنائها في سجونها، وحرمت بقية أفراد العائلة والأب الأصم من زيارتهم.
تتكبد الأم الموجوعة العناء كثيراً فهي الوحيدة المسموح لها بالزيارة، تتنقل بين سجن وآخر تحمل في قلبها الشوق للأبناء الذين فرقتهم السجون والأشواق والسلامات المحملة بها من أفراد العائلة الممنوعين من الزيارة.
معاذ، عطاء، إبراهيم، محمد، محمود، وثائر، الأشقاء الستة الذين يقبعون في السجون بعضهم يقضي حكما بالسجن لسنوات، والآخرون ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تماطل في محاكمتهم حتى اليوم.
تتألم الأم كثيرا خلال حديثها مع "العربي الجديد" عن حالها الذي لا يسر، فالأبناء الستة لم يتبقّ منهم إلا واحداً يتحمل مسؤولية كبيرة في إعالة من بقي منهم خارج السجون، فمعاذ هو أحد محرري صفقة "شاليط" أعيد اعتقاله عام 2014 وقضى نصف محكوميته البالغة 18 عاماً.
تحلم الأم وفق ما تقول لـ"العربي الجديد" أن تلتم العائلة مع بعضها البعض حول مائدة طعام واحدة، لا سيما في شهر رمضان المبارك، الذي يشعرها بألم الفراق، وتشكو الألم الذي وقع على عائلتها حين اعتقلت قوات الاحتلال أبناءها دون تهم تذكر "هم ليسوا إلا عمالاً يقومون بإعالة أفراد العائلة، فالابن الأكبر له أربعة أبناء ولمعاذ المحكوم طويلا طفلة واحدة، بينما لعلاء الوحيد الذي يعيش خارج السجون طفلة وزوجته حامل، وتقع على عاتقه مهمة إعالة بقية أفراد العائلة كون الأب الأصم لا يقدر على العمل".