يبدو فيروس كورونا الجديد بصفته الوبائية العالمية، أوسع تهديد للبشر، أينما كانوا. لم يسبق لحرب عالمية أو كارثة طبيعية أو جائحة فيروسية تهديد الكوكب بأكمله كما يحصل اليوم. فلا أشكال الإنفلونزا المختلفة أو الكوليرا أو الملاريا أو حتى الطاعون امتدت لتشمل جميع سكان الأرض. ولا الزلازل والبراكين وأمواج التسونامي وحرائق الغابات والفيضانات والسيول والرياح وقعت في الوقت نفسه في جميع أنحاء العالم. حتى الحربان العالميتان، بقيت مناطق واسعة من كوكبنا في منأى عن آثارهما. لكنّ كورونا أكثر انتشاراً وأعمق أثراً في كلّ مكان حول العالم من كلّ ما سبق. هذا الأثر لا يرتبط فقط بالوفيات المتزايدة والإصابات التي تقترب من أربعة ملايين، مع ترشيحات بمزيد منها لا سيما في موجات لاحقة، بل بالانشغال الكوني بالفيروس.
انشغال على المستوى الطبي في سبل الوقاية والبحث عن دواء ولقاح، والعلاجات المحتملة المتوفرة، وتمكين مصابين كثر من الشفاء، والشدّ والجذب حول عقاقير مخصصة لأمراض أخرى أثبتت في مكان قدرتها على العلاج من كورونا وفي أماكن أخرى عجزت عن ذلك، عدا عن الحديث عن آثارها الجانبية. وانشغال على المستوى الاقتصادي والانهيارات التي تتسبب فيها إجراءات الإقفال، في الشركات والمصانع ومنشآت الترفيه والرياضة والفنون، وتوقعات ما بعد كورونا حيالها. وهناك المستوى التعليمي وأثر المؤسسات المقفلة على الإدارات والمعلمين والمتعلمين والمناهج. كذلك، المستوى السياسي والاتهامات المتبادلة بين الدول حول منشأ الفيروس، وعجز بعض المنظومات عن مساعدة أفرادها بالذات، كما حدث مع إيطاليا التي أصيبت بالوباء وبدا أنّ الاتحاد الأوروبي تخلى عنها فجأة، وتقوقعت دوله على وطنياتها، فكأنّ الاتحاد الذي لطالما تغنت به أوروبا وأغرت بريطانيا للبقاء فيه، مجرد نكتة تقترب من جامعة الدول العربية.
وبينما حذر خبراء كثيرون حول العالم من أنّ إجراءات الإقفال، ومعها توقف المدارس والجامعات والنشاطات الترفيهية قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية، فإنّ التأثيرات المجتمعية بدورها خطيرة جداً. تبرز أمثلة عديدة حول ذلك، في جرائم قتل، وسرقة، ووقائع انتحار، أو محاولات انتحار، وفي اعتداءات جسدية وجنسية، وفي أعمال شغب بعضها في السجون.
اقــرأ أيضاً
وبين كمّ الأخبار الهائل المرتبط بالفيروس، والتركيز عليه بصفته الطبية غالباً، لا بدّ من التنبه إلى ناحيته المجتمعية بوصفها البنية الأساس التي تقوم عليها الدول والعلاقات داخلها. الفيروس بصفته الطبية له الأولوية بطبيعة الحال، لكن، لا بدّ من نظرة إلى ضحايا القتل والانتحار والعنف والحروب، والمتأثرين بالاعتداءات الجسدية والجنسية والسرقة والأمراض المختلفة، ممن يتراجع الاهتمام بهم أمام سطوة كورونا.
انشغال على المستوى الطبي في سبل الوقاية والبحث عن دواء ولقاح، والعلاجات المحتملة المتوفرة، وتمكين مصابين كثر من الشفاء، والشدّ والجذب حول عقاقير مخصصة لأمراض أخرى أثبتت في مكان قدرتها على العلاج من كورونا وفي أماكن أخرى عجزت عن ذلك، عدا عن الحديث عن آثارها الجانبية. وانشغال على المستوى الاقتصادي والانهيارات التي تتسبب فيها إجراءات الإقفال، في الشركات والمصانع ومنشآت الترفيه والرياضة والفنون، وتوقعات ما بعد كورونا حيالها. وهناك المستوى التعليمي وأثر المؤسسات المقفلة على الإدارات والمعلمين والمتعلمين والمناهج. كذلك، المستوى السياسي والاتهامات المتبادلة بين الدول حول منشأ الفيروس، وعجز بعض المنظومات عن مساعدة أفرادها بالذات، كما حدث مع إيطاليا التي أصيبت بالوباء وبدا أنّ الاتحاد الأوروبي تخلى عنها فجأة، وتقوقعت دوله على وطنياتها، فكأنّ الاتحاد الذي لطالما تغنت به أوروبا وأغرت بريطانيا للبقاء فيه، مجرد نكتة تقترب من جامعة الدول العربية.
وبينما حذر خبراء كثيرون حول العالم من أنّ إجراءات الإقفال، ومعها توقف المدارس والجامعات والنشاطات الترفيهية قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية، فإنّ التأثيرات المجتمعية بدورها خطيرة جداً. تبرز أمثلة عديدة حول ذلك، في جرائم قتل، وسرقة، ووقائع انتحار، أو محاولات انتحار، وفي اعتداءات جسدية وجنسية، وفي أعمال شغب بعضها في السجون.
وبين كمّ الأخبار الهائل المرتبط بالفيروس، والتركيز عليه بصفته الطبية غالباً، لا بدّ من التنبه إلى ناحيته المجتمعية بوصفها البنية الأساس التي تقوم عليها الدول والعلاقات داخلها. الفيروس بصفته الطبية له الأولوية بطبيعة الحال، لكن، لا بدّ من نظرة إلى ضحايا القتل والانتحار والعنف والحروب، والمتأثرين بالاعتداءات الجسدية والجنسية والسرقة والأمراض المختلفة، ممن يتراجع الاهتمام بهم أمام سطوة كورونا.