تعملُ رحاب الدوسري وزملاؤها في فريق "سايف سايد"، على تدريب المؤسسات الحكومية السعودية، ومنها الأجهزة العسكرية، على كيفية التعامل مع الأزمات ومواجهة الكوارث الطبيعية. تحكي عن عملها بشغف، هي التي تمكنت والعاملون معها من تدريب جهاز الدفاع المدني وحرس الحدود.
في يناير/ كانون الثاني عام 2014، تأسس الفريق بعدما تدرب أعضاءه مدة ثلاثة أشهر، بهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمواطنين، وبعدما بات إنشاؤه أمراً ملحاً بحسب رئيسة الفريق، الدوسري، وزميلتها عالية نوح، بخاصة بعد حدوث عدد من الكوارث الطبيعية في البلاد (هزات أرضية وفيضانات)، بسبب التغيّر المناخي في منطقة الخليج عموماً والسعودية على وجه الخصوص.
عملت الشابتان، بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين، على تأسيس الفريق في المنطقة الشرقية، علماً أن 60 في المئة من عناصره نساء. يعمل الفريق تحت مظلة الجمعية السعودية لعلوم الأرض التابعة لجامعة الملك سعود، ويتكون من 11 لجنة، جميعها مسؤولة عن توعية المجتمع حول أخطار الكوارث الطبيعية وكيفية التصرف في حال حدوثها.
تعزو الدوسري سبب إنشائه إلى قلة الوعي والثقافة لدى السعوديين في مجال التعامل مع الكوارث. تقول، لـ"العربي الجديد"، إن "لدى الفريق رسالة إنسانية، وهو معني بالتوعية حول أهمية الوصول إلى بيئة آمنة من خلال نشر ثقافة الوعي في كيفية الوقاية من الكوارث الطبيعية، وإعداد فرق مدربة على المساعدة والإنقاذ في حال حدوثها، وترسيخ ثقافة اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية الفنية والطبية للمساهمة في إدارة الكوارث، والتوعية حول أخطارها وآلية التعامل معها، علماً أن المباني لا تراعي شروط السلامة العامة". يدعو الفريق الجهات المعنية، على غرار القطاعات الحكومية والأهلية، إلى التعاون معه لتأدية رسالته على أكمل وجه، علماً أن مسؤولية الخدمة الاجتماعية جماعية ولا تخص قطاعاً دون آخر.
يعمل الفريق على المساعدة في حالات الطوارئ. يتكون حالياً من خمس مجموعات هي: الخبر، وشباب الخبر، والرياض، وبيبي سيف، والقطيف. وقد وصل عدد الأعضاء إلى نحو 60، ولكل واحد من هؤلاء تخصصه. يخضعون حالياً إلى مزيد من التدريبات خارج المنطقة الشرقية حتى يتم تأهيلهم. ويفترض أن يبدأ الفريق بحملات توعية للتلاميذ في المدارس بدءاً من شهر أبريل/ نيسان المقبل.
لا يقتصر عمل الفريق على الكوارث الطبيعية (الهزات الأرضية والفيضانات والسيول والعواصف الرملية والتسونامي والانهيارات الأرضية والحرائق)، بل يعمل أيضاً على تدريب وتوعية مؤسسات المجتمع المدني. في هذا الإطار، تؤكد الدوسري على أهمية توعية الجميع ليكونوا قادرين على التصرف في حال حدوث كوارث طبيعية. تلفت إلى أن "ما يدفعنا إلى التدرّب خارج السعودية هو قلّة المدربين لدينا في هذا المجال، بخلاف بقية دول الخليج"، مشيرة إلى "أننا نخضع لدورات في الإمارات". توضح أن السعودية شهدت حدوث زلازل في منطقة جيزان، مطلع العام الماضي، ومنطقة العيص (المدينة المنورة)، "وللأسف لم يكن الناس على علم بكيفية التصرف في مثل هذه الظروف. نمر بتقلبات مناخية لم نشهدها منذ مئات السنين، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث كوارث طبيعية". تضيف: "هنا تأتي أهمية التوعية في هذا المجال، لنعرف مثلاً ماذا نفعل في حال صادفتنا ونحن في سفر إلى أميركا أو اليابان فيضانات أو أعاصير أو زلازل".
تلفت الدوسري إلى وجود بعض الصعوبات التي تواجه الفريق، منها تأمين الدعم المالي، مضيفة: "إننا ما زلنا نبحث عن مقر، لكن للأسف ليس هناك تعاون أو دعم من قبل رجال الأعمال على الرغم من أهمية العمل الذي نقوم به". توضح: "إننا على الرغم من كوننا فريقاً تطوعياً يعتمد على العنصر النسائي، إلا أننا تمكّنّا من تدريب العاملين في القطاع العسكري وقطاعات حكومية أخرى، وهذا أكبر دليل على كوننا فريقاً محترفاً. مع ذلك، لم يبادر أحد إلى مساعدتنا".
تتابع الدوسري أنه جرى قبول ورقة عمل كانت قد أعدتها حول الفريق في مؤتمر الجهود التطوعية العالمي في أستراليا في سبتمبر/ أيلول الماضي، "وقد جاء ترشيحي إليه بعد مشاركتي في مؤتمر مماثل في سلطنة عمان"، لافتة إلى أن "قطر وعدت بتوفير جميع ما نحتاج إليه (مقر وميزانية)، لأنها ترغب في العمل معنا. صحيح أن السعودية هي أولويتنا، لكن في الوقت نفسه لدينا طموح كبير، ونرغب في العمل على المستويين المحلي والعالمي".