ابتعد الماروق عن القصور الفخمة، والمراكز السياحية، وفنادق الخمس نجوم، واختار مناطق شعبية جداً في بيروت، ومحطة للوقود، حتّى أنّ المشاهد اللبناني قد لا يعرف أنّها في لبنان، وقد يظنّها في ريف أوروبي، لأنّ الكاميرا تأخذ لقطات بعين جديدة نسبياً.
يومان فقط لتصوير "مش فارقة كتير"، والبطلة "نانسي" في ثياب بسيطة تحاكي يوميات أيّ فتاة هجرها حبيبها، وتحاول الصراخ أو الهروب إلى مرآتها، علّها تكتشف مكامن الخطأ في هذه العلاقة، رغم حميمية أو "نوستالجيا" المشاهد، المنقولة من دور السينما أو المطاعم أو الأماكن الترفيهية، حيث قضى العاشقان أوقاتاً سعيدة قبل موعد الفراق، والصراخ.
يكشف سعيد الماروق مرّة جديدة عن أنّ رأيه بنانسي الممثلة هو رأي صائب جداً، فمنذ تعاونهما الأوّل في كليب "إحساس جديد" العام 2006 لمس سعيد الماروق في نانسي الممثلة التي يجب أن تخرج من شرنقة الغناء، ربما بسبب تعابير وجهها أو تفاعلها مع المشاهد التي تتطلّب تمثيلاً.
من خلال كلّ ما تقدّم فإنّ حضور نانسي الفنّي اليوم يعبر نحو محيط آخر بعد الغناء، ربما
إلى التمثيل. فهل تقدّم نانسي، على غرار نجمات الزمن الجميل، رؤية درامية خاصّة تحتاج إليها السينما العربية وتفتقدها اليوم؟ في عمل سينمائي استعراضي ضخم؟