سفاسف الأمور
ـ كثيرون من أبناء هذا الوطن المنكوب، لديهم مشكلة في ارتداء ملابس "نُص كُم" أمام رئيس الجمهورية. لكن، ليس لديهم مشكلة في أن يكون الرئيس نفسه "نُص كُم".
ـ غريبة، هل تغيّرت أمة المسلمين فجأة، من حيث لا أدري ولا أحتسب. حتى الآن، لم أسمع من يسأل علناً: هل الماء الذي اكتشفوه على المريخ طاهر ويصلح للوضوء أم لا؟.
ـ بعد كل هذه السنين، صفصف مشروع الوحدة العربية على مذابح جماعية ودول محكومة بعصابات فاشلة، وصفصف مشروع أستاذية العالم على أربع صوابع وكام قفا.
ـ قرار وضع صور المشير عبد الفتاح السيسي على إعلانات الحملة الدولية لتنشيط السياحة حكيم وصائب، وبداية لوضع مصر أقدامها على طريق الشفافية الحقيقي. بصراحة السائح الذي يرى صورة السيسي، ثم يأتي بعدها إلى مصر، ليس عليه أن يلوم أحداً إلا نفسه.
ـ من مميزات هذه الفترة في تاريخ مصر، أنها نجحت في جمع وتوحيد أغلب من في اليمين ومن في اليسار، على المواقف "الشِمال".
ـ عزيزي السيساوي الغاضب من ضرب شقيق نائب أردني مواطناً مصرياً، اعتبره ضابط شرطة يا أخي، أو ضابط جيش، أو قاضي، أو رئيس نيابة، أو وكيل نيابة، أو أمين شرطة، أو حد من قرايبهم، وتذكّر أن من يَهُن في بلاده يسهل الهوان عليه خارجها.
ـ حين تبكي على طفل قتلته الغارات الجوية في سورية، ولا تبكي على طفل قتلته الغارات الجوية في اليمن، فأنت لا تبكي على إنسانية الطفل القتيل، بل تبكي على طائفته.
ـ حين قامت حرب أكتوبر، كان لدى عبد الفتاح السيسي حوالي 19 عاماً، لم يكن طفلاً رضيعاً، أو صبياً غافلاً عما حوله. لذلك، يجب أن تتحمل أذرع السيسي الإعلامية مسؤولية تقصيرها، في كشف واقعة تاريخية، تثبت أن خطة العبور كتبها الشاب عبد الفتاح السيسي، وسلمها للرئيس أنور السادات خلال إحدى زياراته الميدانية للجمالية، وكانت بالأمارة مكتوبة في كشكول أخضر، ماركة أوميجا، وهي رواية لن تعدم ملايين من المصريين يصدّقونها، بعد أن صدّقوا من قبل أن أوباما إخوان، وأن السيسي أسر قائد الأسطول الأميركي السادس، وأن أميركا تملك أسلحة للسيطرة على الأعاصير والزلازل. يعني لو صدقت النيات لسهلت التفاصيل، فاشتغلوا بلقمتكم شوية.
ـ في خطابه الذي ألقاه خلال احتفال القوات المسلحة بنصر أكتوبر، تلعثم السيسي وارتبك طويلاَ، وهو يحاول استحضار الحديث الذي يتحدث عن ضرورة انتظار الساعة حين يوسَد الأمر لغير أهله، ربما لأنه تذكّر أن الأمر أوسد فعلا لغير أهله، وإن القيامة خلاص على وشك.
ـ في لحظة توتر أخرى في الخطاب نفسه، ربما بسبب تخوفه من رد فعل السعودية على قراره تأييد الضربات الروسية في سورية، قرر السيسي أن يجامل المملكة العربية السعودية ويضيف إلى عمرها ألف عام، وهو ما عجز عنه أعتى المؤرخين الذين حاولوا كتابة تاريخ المملكة. المشكلة أن مجاملة السيسي لم تكشف فقط عن وفرة معلوماته في التاريخ والجغرافيا، بل كشفت، أيضاً، أنه يظن عُمر الحج ألف سنة فقط.
ـ لا توجد أبداً حسنات أو مزايا لكونك بلداً يمتلك نصراً وحيداً وهزائم متعددة، سوى أنك لو كنت بلداً متعدد الانتصارات، لكنت بالضرورة متعدد الأوبريتات التي تحتفل بها، قضا أخف من قضا.
ـ المهم أنه حتى الأوبريتات التي لم نكن نصنع شيئاً غيرها طوال السنين الماضية، أصبحنا الآن نشحتها هي الأخرى، مع أن عندنا نحّيتة أوبريتات "زي الرز".
ـ تواصل بعض الشباب مع مجريات الأمور في البلاد مدهش جداً، بعد حلف وزراء الحكومة الجديدة اليمين، قرأت تغريدة كتبتها شابة على "تويتر" تقول "مش وزير الثقافة الجديد شبه حزلئوم ولا أنا متهيأ لي؟".
ـ سيكون القرار الشريف الوحيد الذي أخذته جامعة الدول العربية في تاريخها تحويل مقرها الرئيسي وكل فروعها ومقراتها وبيوت مسؤوليها إلى معسكرات للاجئين السوريين.
ـ في الغالب، الذي يردد عبارة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" بحماس بالغ، لم تُتح له الفرصة بعد لكي يستعبد الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
ـ "كرة القدم مخطط صهيوني حقير لإلهاء الشعوب عن قضاياها الأساسية الملحة، كما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون التي يرفض تصديقها الجهلة والمغيبون والمهزومون من داخلهم الذين يبحثون عن انتصاراتٍ صغيرةٍ تنسيهم انسحاقهم الكبير تحت وطأة الزمن"، عبارات أرددها فقط عقب كل هزيمة للأهلي وانتصار للزمالك.
ـ على عكس شاعرنا الكبير صلاح عبد الصبور، لا أدري كيف ترعرع في وادينا الوغد هذا القدر من أولاد الحلال.
ـ وفي الجنة مقعد محجوز، بفضل الله وكرمه، لأول من قلى الباذنجان والفلفل.
ـ ابتسم، أنت تعيش في دولةٍ تؤمن بالتخصص في التمثيل، لكنها لا تشترط على الحاكم أن يكون متخصصاً في أي شيء غير القدرة على القتل.
ـ كيف سنتعامل بالعقل مع مواطنٍ يعتقد أن العالم كله يتآمر على مصر، في الوقت الذي يعتقد أن ما يسميها قناة السويس الجديدة "هدية مصر للعالم"، ربما كان الأوقع أن نسأله سؤالاً أوقع: "ألا يمكن أن يكون قادتنا خونة وعملاء، لأنهم يصرّون على منح أغلى الهدايا لعالم قذر يتآمر علينا ليل نهار"؟.
ـ قرأت دراسة رائعة عن مواضع السخرية في القرآن الكريم، لكني لم أجد فيها أي إشارة إلى موضع السخرية في قوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
ـ وأخيراً قل لي، يا صديقي، لماذا عقمت النساء أن تنجبن مثل مديحة كامل؟
طالع المقال السابق: إنهم يكتبونني
belalfadl@hotmail.com