الخبر وبمجرد نشره، أعاد قضية الصحافيين التونسيين المختفيين إلى الواجهة من جديد حيث تمّ تناقل الخبر من قبل وسائل إعلام تونسية وفي مواقع التواصل الاجتماعي. كما أحدث صدى لدى عائلتي المفقودين اللتين بادرتا بإعلان تبنيهما لما ورد فيه. إذ اتصلت سنية رجب، والدة نذير، بالموقع الذي أكد لها صحة المعلومات كما قالت، وبدأت تتحرك في هذا الاتجاه حيث توجهت، صباح اليوم الإثنين، إلى مقر رئاسة الحكومة التونسية بالقصبة من أجل محاولة لقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد أو أحد مساعديه لبسط المعلومات الجديدة وطلب التحرك مع الجانب الليبي من أجل حلّ لغز هذه القضية.
لكن المتابعين للملف تساءلوا عن مدى جدية هذه المعلومات وتوقيت بثها الآن من قبل الموقع الليبي. واستبعد نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، أن تكون المعلومات التي وردت في الموقع صحيحة، وباعتباره أن النقابة متابعة للملف مع عديد منظمات المجتمع المدني الدولية والليبية فقد شكك في مصداقية هذه المعلومات. تشكيك شاركه فيه العميد الليبي محمد الغصري الناطق الرسمي باسم قوات البنيان المرصوص الذي أكد لوسائل إعلام تونسية أن المعلومات التي تم ذكرها حول مكان وجود سفيان الشورابي ونذير القطاري مشكوك فيها، مشيرا إلى أن المنطقة الجغرافية لوجودهما بين سرت وبني الوليد غير خاضعة لسيطرتهم.
المعلومات التي أوردها الموقع 218 الليبي والإجماع من قبل المختصين على التشكيك فيها جعل البعض يطرح فرضية الفرقعة الإعلامية بذكر هذه الأخبار دون الاستناد إلى معطيات واقعية قابلة للتأكد من صحتها. كما رأى فيها البعض الآخر حسابات سياسية من قبل بعض الأطراف الليبية للضغط على الحكومة التونسية خاصة وأن تونس تعتبر بحكم قربها الجغرافي من الأراضي الليبية جبهة خلفية لعديد الفاعلين السياسيين حيث يستقر الكثير منهم فيها وتجرى على أراضيها عديد المفاوضات المعلنة والسرية بين الأطراف الليبية المتناحرة.
وقد تشكّل إعادة ملف سفيان الشورابي ونذير القطاري إلى الواجهة من جديد إحراجاً للسلطات التونسية التي عجزت إلى حد الآن عن إيجاد حل للملف رغم الجهود التي بذلتها مثلما أعلنت وزارة الخارجية التونسية. إذ كثيرًا ما يصر وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي على أن الحكومة والرئاسة التونسية تبذل كل الجهود الممكنة بالتنسيق مع الأطراف الليبية لحل هذه القضية والتأكد من مصير سفيان ونذير.
يُذكر أنّ الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري غادرا الأراضي التونسية فى اتجاه الأراضي الليبية يوم 6 سبتمبر/أيلول 2014 لإجراء تحقيق تلفزيوني حول حرس المنشآت النفطية الليبية فى منطقة أجدابيا لفائدة قناة "فارست تي في" الخاصة، لتنقطع أخبارهما بعد يومين ولتتواتر الأخبار عن مقتلهما من قبل جماعات إرهابية ليبية دون أن يتم تأكيد ذلك في غياب دليل مادي ملموس على مقتلهما.