وجه سفير فلسطين للأمم المتحدة، رياض منصور، انتقادات حادة لتقرير الرباعية الدولية، والذي صدر بداية الشهر، فيما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن دخول الاحتلال الإسرائيلي عامه الخمسين، وحذر من تلاشي حل الدولتين.
وخلال جلسة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة فلسطين، أوضح منصور أن "إسرائيل ترفض المبادرات الدولية للتفاوض، كما رفضت الجهود المهمة التي اتخذت دولياً من خلال المبادرة الفرنسية".
وأشار إلى أن "استمرار الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي هو العائق الأساسي والرئيسي للتحديات التي تواجهها المنطقة والقضية الفلسطينية".
وفي هذا السياق قال إن "تقرر الرباعية لا يرقى للمستوى المطلوب، بل إنه يضع اللوم على المحتل ولا يقترح أي خطوات عملية من أجل الخروج من الوضع الراهن والتوصل إلى حل الدولتين".
وأكد منصور أن "الاستيطان والاحتلال هما العقبة الرئيسية لعدم تحقيق السلام وليست أي مسائل أخرى كالانقسام الداخلي".
ووصف سفير فلسطين للأمم المتحدة تقرير الرباعية بأنه "منحاز ولا يتطرق للكثير من الأمور الجوهرية بما فيها مسؤولية الاحتلال تجاه الشعب المحتل، بل إنه وصف الممارسات الإسرائيلية كردة فعل وأنها ليست سببا رئيسيا لما يحدث".
كما أشار منصور إلى أن "التقرير يتحدث عن حاجة الإسرائيليين للأمن دون أن يتحدث عن حاجة الفلسطينيين، والذين يعيشون تحت الاحتلال للأمن، في ظل ممارسات الاحتلال التعسفية من عنف ومصادرة أراضٍ ودعم للمستوطنين الذين وصل عددهم إلى نصف مليون".
وانتقد كذلك أخذ "التقرير مسألة الانقسام الفلسطيني كذريعة لاستمرار حصار غزة وتخلف عمليات الإعمار".
ومن جهته، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن دخول الاحتلال الإسرائيلي عامه الخمسين، وحذر من تلاشي حل الدولتين.
وقال إن "هناك ثمناً فادحاً للشلل الذي تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأثنى بان على الجهود الفرنسية والمصرية في هذا السياق، موضحاً أن "فشل كل من الإسرائيليين والفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق أدى إلى استغلال جماعات متطرفة للفراغ".
وعن تقرير الرباعية قال بان إن "التوصيات العشر الواردة في التقرير تقدم نهجاً عملياً لإنهاء حالة الجمود السياسي والانتقال إلى سلطة فلسطينية أوسع في الضفة الغربية، كما رسم مسار مفاوضات من أجل حل جميع قضايا الوضع النهائي".
ووجه انتقادات إلى استمرار وتوسع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي بعد أيام من خروج تقرير الرباعية ودعوته الجانب الإسرائيلي بوقف الاسيتطان، ووصف ذلك بـ"التجاهل الصارخ للقانون الدولي".
وتساءل "كيف يمكن أن يكون التوسع المستمر والمنتظم للاستيطان والاستحواذ على الأراضي الفلسطينية والحرمان من التنمية للفلسطينيين، معالجة للعنف؟ إن هذه السياسات تجعل حل الدولتين بعيداً عن الواقع كما أنها لا توفر الأمن للإسرائيليين".
وعمد بان إلى المساواة بين الجلاد والضحية، موجهاً "الانتقادات للفلسطينيين الذين يشجعون الهجمات ضد الأبرياء".
كما أشار إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة وتحدث عن زيارته الأخيرة إلى هناك قبل نحو أسبوعين.
ومن جهته، وصف سفير دولة الاحتلال للأمم المتحدة، داني دانون، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"الكاذب".
وقال إن عباس "كذب عندما تحدث عن تهديدات ودعوات حاخامات بتسميم مصادر المياه الفلسطينية".
وزعم أن "عدم إحراز أي تقدم في مباحثات السلام نابع من تعنت الموقف الفلسطيني وعدم رغبته في الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".
كما أدعى أن السلطة الفلسطينية تحرّض على "الإرهاب".