ما رأيك بالبرامج الكوميديّة في لبنان؟
انتهى وقتها. البرامج الكوميديّة هي نفسها في لبنان منذ حوالى 9 سنوات. هذه البرامج لا تُجدّد لا بالنوعيّة ولا بأي شيء آخر. هم يستخفّون بعقل المشاهد، وهم شبه نسخة عن بعضهم. هذا بالإضافة إلى أنّ جمهور هذه البرامج يُعتبر كبيراً بالسنّ بينما برنامجنا يحظى بمشاهدات شبابيّة أكبر، خصوصاً على "يوتيوب".
ماذا عمّا يُقال من أنّ برنامجك هو "تقليد" لبرنامج "البرنامج؟" للإعلامي المصري باسم يوسف؟
عندما بدأنا البثّ على التلفزيون كان باسم يوسف لا يزال على "يوتيوب". نحن لا نُشبه باسم، بل برنامجنا ينتمي إلى "الهجاء الساخر". كُنّا الأوائل من نوعنا.
الناس لا تعرف الفرق بين الكوميديا والهجاء الساخر، ولكنّ الهجاء الساخر أرقى وتطوّر بشكل أكبر.
هل برأيك البرامج الساخرة في العالم العربي إلى ارتفاع أم أنّها انخفضت بعد التضييق على يوسف في مصر؟
عندما بدأ باسم يوسف عمله الذي حظي بشهرة واسعة، تشجّع كثيرون ليبدأوا هذا النوع من البرامج. في مصر هناك تضييق، لكنّ برنامجنا لديه أعلى سقف في العالم العربي، أي أنّه كسر كلّ الحواجز الدينيّة والجنسيّة والاجتماعيّة.
أنتم تستعملون "شتائم" كثيرة في برنامجكم. ماذا عن ذلك؟
في البداية، اعتقد الناس أنّنا نُريد أن نشتم فقط... لكن هناك ما يُمكن أن نُسمّيه "ثقافة الشتائم" في المجتمعات. ما نقوله هو تماماً ما يقوله المواطنون في بيوتهم وحيواتهم اليوميّة.
كما أنّنا حذّرنا من مشاهدة الأطفال للبرنامج، لكنّ الشتائم في بعض المرات تُساعد النصّ. كلّ الناس تقول هذه الكلمات يومياً، حتّى لم تَعُدْ تُعدُّ شتائم أصلاً.
هل تسبّب لكم "السقف العالي" بمشاكل مع قناة "الجديد"؟
في البداية كان هناك اصطدام مع القناة حول هامش الحُريّة. لكنّنا منعنا التدخّل في نصوصنا. إن كان هُناك رقابة على برنامجنا، فسنكون نفعل ما ننتقده في برنامجنا عن المجتمع. لكنّ هذا لا يمنع أنّنا نستشير الإدارة إذا كان هناك أمور حساسة قد نتطرّق إليها.
مع كلّ هذه الحريّة، ما هي "الخطوط الحمر"؟
بالطبع ليس هناك حريّة مُطلقة. نحن نعرف الخطوط الحمر لنا. على سبيل المثال، نحن لا نسخر من رجال الدين بشكل عام أبداً. وهذا بالطبع ينطبق على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
لدينا جمهور شيعي كبير ووفي للبرنامج. وكلّ مرة كُنّا نمسّ طائفةً ما، كانت هناك من يعتب. وفي بعض المرات، هناك مصالح شخصيّة تُعيق العمل وتجعله صعباً.
هل هناك منافس لـ"شي إن إن" في لبنان؟
كان بودّنا أن يكون هناك منافس حقيقي في لبنان. لكن في الحقيقة ليس هناك أي منافسين. وليس من الخطأ أن يكون لكلّ قناة لبنانيّة برنامج ساخر تبثّه.
ماذا عن جديد "شي إن إن"؟
في الحقيقة هذا الموسم قد يكون الأخير لنا، وهذا هو قرارنا حتى الآن. في كُلّ مرةٍ كُنا نقول ذلك للمشاهدين وكُنّا نعود إلى الشاشة، فباتت القصة تُشبه قصة "الراعي والذئب".
لماذا؟
هذا البرنامج كان يستهدف الانتخابات. هدفه الاجتماعي كان التأثير من أجل التغيير وكسر الحواجز. وصلنا إلى مكان لم نعُد فيه قادرين على التطور بالإمكانات التي لدينا. نحن نفعل كلّ شيء بأيدينا كفريق عمل، لكنّ البرنامج أصبح بحاجة إلى أموال أكثر.
هل هناك فرصةٌ للانضمام إلى قناة أخرى؟
في السابق، عرضت علينا قناة "أو تي في" (التابعة للتيار الوطني الحر) الإنضمام لها. لكنْ هناك هامش حريّة أقل على هذه القناة، لأنّه لن يعود بإمكاننا السخرية من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.
كذلك، لمّحت قناة "إم تي في" بأنّ لديها مساحةً لنا... لكنّنا رأينا ما حصل مع الإعلامي اللبناني جو معلوف، وهذا لم يُشجّعنا. في الحقيقة، وحدها "الجديد" خاطرت بهامش الحُريّة الأكبر الممنوح لنا.