وحمل المشاركون صور القيق ولافتات تبيّن تقصير الفصائل الفلسطينية، في فعالية صامتة استمرت نحو ساعة ونصف، تخللها إيقاف حركة المركبات المارة، وأدى عدد من المشاركين صلاة المغرب بجانب ميدان المنارة، مع إيقاف حركة السيارات من قبل ناشطين آخرين، والذين أغلقوا الشارع في وجه تلك المركبات، للفت الانتباه إلى قضية القيق.
وقالت الناشطة الشبابية صمود سعادات، لـ"العربي الجديد"، على هامش فعالية السلسلة، إن "هذه المبادرة جاءت للفت نظر المارة نحو قضية أسير مضرب عن الطعام، وصل مرحلة خطيرة، وأنها تأتي ضمن سلسلة فعاليات نفذها الناشطون، منها إغلاق مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة، ومحاولة إغلاق مقر الأمم المتحدة في رام الله، الأسبوع الماضي، كوسائل ضغط من أجل التحرك لإنقاذ حياة القيق المعتقل إداريًا بلا تهمة".
وأكدت الناشطة سعادات على وجود تقصير واضح من قبل فصائل العمل الوطني وخاصة الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية، فتح وحماس، إذ باستطاعتهما الضغط على الاحتلال من خلال السفارات الأوروبية وكذلك من خلال المقاومة.
من جانبه، اعتبر عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه الفعالية العفوية من قبل الشبان والصحافيين جاءت بالتزامن مع طلب المحكمة العليا الإسرائيلية من نيابة الاحتلال الرد بقضية نقل الأسير القيق من مستشفى العفولة إلى مستشفى فلسطيني، ومن أجل مناشدة السلطة الفلسطينية والجهات الرسمية لممارسة ضغوطات جدية في قضية القيق.
اقرأ أيضاً: المحكمة العليا للاحتلال تعقد جلسة للنظر في قضية القيق
وبعد السلسلة البشرية مباشرة، نظمت القوى والفعاليات الوطنية في رام الله، مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، شارك فيها المئات من الفلسطينيين الذين رددوا هتافات تشيد بصمود القيق وتدعو للضغط على الاحتلال للإفراج عنه، ورفعوا صوره ولافتات تشير لوضعه الصحي.
من جانبه، اعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة، رد نيابة الاحتلال لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية برفض نقل القيق لمستشفى فلسطيني لتلقي العلاج بأنه قرار قتل وتصفية للأسير القيق، لافتًا إلى أنه برغم كل الجهود المبذولة دوليًا في قضية القيق، إلا أن إسرائيل لا تبدي تجاوبًا مع قضيته.
وخلال كلمة له في المسيرة، قال قراقع إن "رد نيابة الاحتلال بالرفض هذا المساء، هو قرار من حكومة الاحتلال بتصفية القيق، لأنها تعلم أن القيق بوضع صحي خطير ومعرّض لموت فجائي في أي لحظة، وهو تشريع جديد بالقتل للأسير علناً أمام العالم ومع سبق الإصرار".
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أنه في حال حصل أي مكروه للقيق، فإن من يتحمّل أي تبعات عن ذلك، هي حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، فيما أكد قراقع على أن الفلسطينيين مستمرون بالفعاليات حتى يخرج القيق حياً.
وردد المشاركون خلال المسيرة هتافات منها "لمحمد التحية من رام الله الأبية، وياللي واقف ع الشباك محمد كسر الشاباك، والشعب يريد تحرير الأسرى، ومن مستشفى العفولة القيق رمز البطولة".
وفي السياق ذاته، كانت مؤسسة إنعاش الطفولة في مدينة البيرة قد نظمت والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين في رام الله، وقفة ومسيرة تضامنية مع القيق، ظهر اليوم، وسط مدينة رام الله، دعا المشاركون فيها للإفراج عن القيق في ظل خطورة حالته الصحية.
إلى ذلك، نظمت كتلة الوحدة الطلابية في جامعه فلسطين التقنية (خضوري) في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، والكتل الطلابية في الجامعة، اليوم الأحد، وقفه تضامنية مع الأسير القيق، حيث طالب المشاركون السلطة الفلسطينية بالضغط على حكومة الاحتلال وعلى المؤسسات الدولية للتدخل الفوري من أجل الإفراج عن الأسير القيق.
في حين نظمت اللجنة العليا لدعم الأسرى في نابلس وقفة ومسيرة تضامنية أخرى مع الأسير القيق، في ميدان الشهداء، وسط المدينة. وجاب المشاركون، الذين يقدّر عددهم بنحو 100 مشارك، شوارع مدينة نابلس وهم يرفعون صور القيق ولافتات تشير لحالته الصحية، وهتفوا بهتافات تشيد بصمود القيق وتبيّن حالته الصحية الخطيرة.