بدأت السلطات الإيطالية التحقيق في الوفاة الغامضة لمهاجرة تونسية في أعقاب وضع مولودتها، لتأذن بتشريح جثتها، والتحقيق مع العاملين في مستشفى "كاستلفيترانو" بمدينة تراباني التابعة لمحافظة صقلية، بعد اتهامهم بالتقصير والإهمال من قبل عائلة الضحية.
وتوفيت الشابة نجوى صالحي (29 سنة) بعد وضع مولودتها خلال عملية قيصرية أجريت لها، وأذنت المدعية العامة المساعدة في المقاطعة، بالتحقيق مع الأطباء والممرضين والعاملين خلال المناوبة التي شهدت عملية توليد الصالحي، وتطرح النيابة فرضية القتل غير العمد.
واتهم زوج الضحية، محمد موسى (29 سنة)، العاملين بقسم أمراض النساء والتوليد في المستشفى بالإهمال، مطالباً بمحاسبة المتورطين في وفاة أم أبنائه الأربعة، حسب ما نقلت تقارير إعلامية إيطالية.
وتقطن الضحية مع زوجها وأبنائها الذكور الثلاثة في بلدة سانتا نينفا بمقاطعة تراباني منذ سنوات، وتركت الصالحي أربعة أيتام، أكبرهم يبلغ من العمر ثلاث سنوات وتوأماً يبلغ عمرهما سنة تقريباً، ومولودتها الجديدة التي أطلق عليها اسم "سرور" .
وأكد النائب عن التونسيين المهاجرين في إيطاليا، أسامة الصغير، لـ"العربي الجديد"، أنه يتابع مع سفير تونس بإيطاليا الملف للوصول إلى معطيات رسمية دقيقة حول المسؤولية عن الوفاة، داعياً الدبلوماسية التونسية للتحرك بجدية.
وأضاف أنه "من المؤسف أن تتكرر وضعيات مماثلة، مما يستوجب تحركاً جدياً. تم التعبير عن قلقنا للدولة الإيطالية، وقوبل ذلك بتطمينات، ولكن يجب أن ينعكس هذا في عمل حقيقي، وتقديم توضيحات حول كل الملابسات".
ونقلت صحف إيطالية عن المستشفى أنّ عملية توليد الشابة التونسية تمت وفق البروتوكول الصحي، وتمت مراقبة الأم لمدة ساعتين بعد الولادة، ويبدو أنّ الضحية تحدثت إلى زوجها ليلاً وطمأنته على صحتها عبر الهاتف، لكن صحتها تدهورت فجراً، ولاحظ العاملون في المداومة الليلية أنها لم تعد تتنفس، فاتصلوا بفريق الإسعاف الذي لم يتسنّ له إنقاذها.