يصل الممثّل السوري سلّوم حداد مطار دمشق الدولي بعد سنتين ونصف سنة من الغياب، وما إن تقع عيناه في عين جندي من الجيش السوري واقف على أحد الحواجز، حتى تلتهب أحاسيسه الوطنية ويثق بأن "النصر" آت لا محالة.
المشهد ليس من فيلم أو مسلسل سوري جديد، بل إنه جزء من المقابلة التي أجراها سلوم حداد مع قناة "سما" الفضائية التابعة للنظام السوري. بكى سلوم حداد متذكراً عيون الجندي ذاته، التي وجدها "ممتلئة بالحب والتضحية والوفاء". يقاطعه المذيع: "دموعك غالية علينا يا أستاذ سلوم"، ليردف الأخير مسترسلاً في وصف الجندي "يا لطيييف ما أحلاه... مليان وطنية.. مليان عزة.. مليان كرامة".
لم يظهر سلّوم سابقاً موقفاً واضحاً من الثورة السورية، إلّا أنّ سفره قبل أكثر من عامين إلى إحدى دول الخليج بحجّة تأمين مستقبل أطفاله وإبعادهم عن منطقته الملتهبة، كان كفيلاً بإشعال حقد الموالين ضدّه، واعتباره محسوباً على المعارضة التي ظنّته بدورها واقفاً على الحياد.
تداول عدد كبير من السوريين، موالين ومعارضين، فيدو سلّوم البكائي على مواقع التواصل الاجتماعي، واتفقوا للمرة الأولى على أنّه مشهد تمثيليّ رديء للغاية، فالموالون لم يقتنعوا به على اعتبار أنّ "سلوم حداد خان الوطن مرة... وسيخونه مرات". وأما في نظر المعارضين فبدا سلّوم ممثلاً مبتذلاً، شبيحاً، و"رجل مخابرات".
تعليق غرّد خارج السرب، ألقت به مؤيدة للنظام: "كتير منيح عودة الابن الضال".
سلوم حدّاد المتحدّر من مدينة حلب، المدمّرة بفعل البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام، وأحرقت مسجدها الأموي قنّاصته، افتخر في مقابلته التلفزيونية بحضارة سورية الممتدة لآلاف السنين، وتمنّى لو أنّه لا يزال شاباً حتى يتطوع في جيش بلاده التي تتعرّض لـ"مؤامرة".
في نهاية المقابلة، طلبت المذيعة من سلّوم حدّاد ـ الزير سالم توجيه كلمة "للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد"، فيجيب قائلاً: "السيد الرئيس هو خيار سوري بامتياز، وشهادتي مجروحة به، فلا يمثّلني فقط وإنما يمثّل سورية"!