رأى قائد فيلق القدس الإيراني، اللواء قاسم سليماني، أن الولايات المتحدة الأميركية تريد "استدراج إيران إلى طاولة التفاوض من خلال الضغوط الاقتصادية"، قائلا إن "هذا التفاوض في الظروف الراهنة، يعني الاستسلام الكامل ولن نقبل هذه المذلة"، فيما وصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، مجرد التفكير في التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الخطأ الاستراتيجي".
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن سليماني، قوله اليوم الإثنين في اليوم الثاني لمؤتمر قادة ورؤساء قوات الأمن الداخلي (الشرطة) الإيرانية، إن "الأعداء يستهدفوننا من خلال ورقتي ضغط، هما العقوبات الاقتصادية وضرب أمن البلاد، ويوظفون كافة قدراتهم في هذا الصدد".
وأضاف سليماني أن "أميركا لم تعد تمتلك قوة تعتمد عليها في غرب وشرق آسيا، لذلك تعتمد على الدول اللاشرعية"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن بلاده "أصبحت دولة قوية اليوم بعد بلوغها تقدما عاليا، عسكريا وأمنيا".
واعتبر قائد فيلق القدس الإيراني أن "الاقتصاد المقاوم هو الحل للخروج من الظروف الراهنة".
ويمثل "الاقتصاد المقاوم" نظرية طرحها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مواجهة الضغوط الخارجية، تعتمد على المقومات الداخلية للاقتصاد وتعزيزها وتقليل الاعتماد على الخارج.
من جانبه، وصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، مجرد التفكير في التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الخطأ الاستراتيجي"، لافتاً إلى أنه انسحب من الاتفاق النووي بعد عشرة أعوام من التفاوض بهذا الشأن.
وأضاف لاريجاني، وفقاً لما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم الإثنين، أنه "لا معنى للتفاوض مع من لا يفهم ويطرح 12 مطلباً غير منطقي مثل منع تخصيب اليورانيوم"، وذلك في إشارة إلى الشروط الـ12 التي طرحها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في أيار/ مايو عام 2018، وجددها أخيراً بعد إعلان إنهاء إعفاءات شراء النفط الإيراني.
وترتبط هذه الشروط أو المطالب الـ12 بالملفات المرتبطة بإيران، وفي مقدمتها البرامج النووية والصاروخية والسياسات الإقليمية.
وشدد لاريجاني على أن "من يفكر في أنه من الممكن التفاوض مع هذا الكائن الخطير فهو قد ارتكب خطأً استراتيجياً، لذلك يجب الانتظار إلى أن يفشل ترامب ثم التفكير في مواضيع أخرى".
وأوضح رئيس البرلمان الإيراني أن "خطاب ترامب مبني على الإخضاع والاستهزاء".
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية السبت الماضي، صحة تقارير صحافية عن طلب طهران أخيراً إجراء مفاوضات مع كل من واشنطن والرياض.
ووصف المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي، هذه التقارير بـ"مزاعم لا أساس لها من الصحة"، مؤكداً أن بلاده "لم تقدم أي طلب لإجراء مفاوضات مع الإدارة الأميركية والحكومة السعودية".
والأربعاء الماضي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، استعداد بلاده لإجراء "مفاوضات مشروطة" مع الإدارة الأميركية، بقوله: "إننا دوماً كنا رجال التفاوض والدبلوماسية كما نحن رجال الحرب والدفاع، لكن لا يمكن التفاوض إلا إذا رفعت الضغوط كافة، ويتم تقديم الاعتذار عن التصرفات غير الشرعية وأن يكون هناك احترام متبادل".
كما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء الماضي من نيويورك، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة "خطيرة جداً" تجاه إيران، ولفت إلى أن أميركا لا تحتاج إلى طاولة تفاوض جديدة والاتفاق النووي أفضل اتفاق يمكن تحقيقه.
وفي أغسطس/ آب عام 2018، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، حظر إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية على غرار حظر مماثل لمؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني.
وسبق أن كسرت طهران حاجز المفاوضات مع واشنطن لأول مرة في تاريخ الثورة الإيرانية، أثناء إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وتوّجت المفاوضات حينذاك بالاتفاق النووي مع المجموعة السداسية الدولية عام 2015، قبل أن يقرر الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الانسحاب من هذا الاتفاق.
وخلال تلك المفاوضات، أُجري اتصال هاتفي هو الأول من نوعه بين روحاني وأوباما. كما التقى وزيرا خارجية البلدين مرات متعددة قبل الاتفاق وبعده.