ينصت الفنان التشكيلي العُماني سليم سخي (1968)، للصحراء كلحن موسيقي مختلط بالألوان من خلال معرضه الشخصي "لحن الصحراء"، الذي افتتح في العاشر من الشهر الجاري، ويستمر حتى 24 منه، وذلك في "غاليري سارة" في بيت الزبير في مسقط، ويضم المعرض 35 عملاً فنياً، تنوّعت بين البورتريه والكولاج والفيديو آرت والكاريكاتير.
عنوان المعرض جاء معبّراً عن نفسه، حيث وجوه نساء بدويات يكاد يصدق عليهن نسيب المتنبي في الأعرابيات، وبين رمال متماوجة ضاجة بالألوان الكثيفة، مما أعطاها بعداً جمالياً لا تراها إلا عين الفنان في صحراء عادة ما تكون أحادية اللون وهو اللون البني، فبرزت في معظم الأعمال التي كرّسها الفنان للرمال ألواناً غير معتادة وبشفرة حادة من قبيل الأصفر والأحمر والأخضر الداكن التي تكاد تشبه تدرّجاتها ألوان غروب الشمس على شجيرات طلحية متكاثفة وكأنها معزوفة للصحراء.
يقول سخي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المعرض "يأتي امتداداً لمعرض سابق عن الحياة البرية النادرة في عُمان كان بعنوان (عودة المها)، وهو ضمن اشتغالي بالطبيعة، حيث يحتفي بالبيئة الصحراوية التي تمثل لي هاجساً ومصدراً للإلهام بجمالها وقسوتها، وربما تكون تجربة فنية جديدة من حيث الرؤية والتقنية والنضج الفني عبر الأعمال التي نفذتها بألوان الأكرليك، وتراوحت مقاساتها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وتمحورت حول ثيمة الصحراء من خلال ألوان جديدة أخاطب بها الذائقة الفنية، ليكون الإحساس البصري بالعمل مواز لحاسة السمع".
وحول حضور الرمال والمرأة كثيمات معبّرة عن الصحراء، يرى سخي أن "الرمال الناعمة في الصحراء تجمع بين القسوة والجمال وبين الظل والنور، ومن خلال هذه التناقضات يستمر نبض الصحراء كأمواج واسعة من النغم البصري لهذه الطبيعة القاسية والجميلة في آن، في حين يفرض حضور المرأة بقيمتها الإنسانية في المعرض بعدا آخر للجمال، فتجعل اللحن أكثر جمالاً والرمال أكثر نعومةً، فالصحراء بإنسانها وطبيعتها مصدر لا ينضب للإلهام وأفق واسع للبصر".
يعدّ سليم سخي من أبرز الوجوه الفنية في عُمان، وإلى جانب اللوحة له اشتغالات في النحت والبورتريه، وكرّس جانباً من تجربته في تقديم ورش فنية للشباب، تتميز أعماله خصوصاً في الفن التشكيلي، ومنها المعرض الحالي، بثقافة بصرية وبصياغة فنية لمفردات البيئة الغنية، وبأسلوب تجريدي يتداخل فيه الحسي بالعاطفي ناتج عن تماسه المستمر مع البيئة. وقد شارك سخي في ثمانية معارض شخصية داخل عُمان، أما خارجها، فشارك في معارض شخصية وجماعية في عدة بلدان، منها الأردن وسورية ومصر ولبنان والسودان والجزائر وقطر وإيران وإندونيسيا وتونس وإيطاليا وفرنسا وهولندا وسويسرا والنمسا وإسبانيا.