25 مارس 2016
سمير القنطار.. عذراً
كرم محمد السكافي (لبنان)
مقتل شخص في معركة بثياب مرقطة عسكرية، وبيده بندقية على أرض غير أرضه، أمر جلل يستدعي رداً عظيماً! أما إرسال عشرات من الأبرياء يومياً إلى الموت في وطنهم، فتلك مسألة رياضية بحتة، تخضع لفرع الإحصاء ولفلسفة الأعداد والأرقام الحسابية.
وكأنهم بقولهم هذا، يريدون أن يُمحى آخر ما علق في الأذهان عن المقاومة. أمسى هؤلاء ذئاباً منجرفة إلى حيث دم الناس على الناس مباح، تراهم وقد حرّفوا القبلة الجهادية، وشرعوا الحرب في سبيل صراعٍ لا ينتمي إلى العهد، ولا يرتقي بالشرع إلى فرض العين، وخاضوها بالمؤلفة قلوبهم. انتهكوا الحرمات حداً بات معه التمييز بينهم (أي بين المتناحرين) بالدرجة لا بالنوع، فجميعهم ينشدون الحزن فرحاً على قتلى يحسبونهم عند الله شهداء.
الكل ينحني أمام عظيم الموت ورهبته، والعاقل بطبعه يحترم حرية المعتقد، وهو يدرك أن لكل إنسان الحق في اختيار طريقه، أو لربما يختار نهايته. لكن، وفي المقابل للعقول أيضاً ما تراكمه، فهي لا تقبل أن تجتاز بفوقية حدودها، وأن يتم تجاوز حقوقها، أو أن تفرض عليها خيارات هي ليست بوارد اعتناقها، لأنها بالأصل ليست من طباعها.
يمكن قراءة عملية اغتيال سمير القنطار علامة من علامات اقتراب ساعة التسوية التي لا بد لقيادة حزب الله أن تقرأها جيداً، ذلك أن وجوده في الداخل السوري بالنسبة لكثيرين، وباللغات العربية والإنكليزية والتركية والعبرية، وإلى حد ما بالروسية، غير مرحب فيه، وعليه البحث مع القادة الإيرانيين عن مخرج، يحول دون خروجهما خالي الوفاض، ذلك أنه ترسخ لدى الجميع أن إيران تريد أن تتسيد على جغرافيا متنازع عليها، حيث يسعى كل منهم للتخلص من الآخر.
سمير القنطار: عذراً منك ومعذرة، فصورتك وأنت تولد حراً بعد خمس مؤبدات إسرائيلية ستبقى أحب إلى كثيرين من لحظة مفارقتك الحياة الدنيا في جرمانا السورية، ومن أيام التهنئة الأربعة (بالعز الأبدي)، لأنها ستنتهي بالفطرة عند أغلبهم بعد ذكرى أسبوعك لترسو دون حراك مع قائمة الأسماء المحفورة على مسلّة الحزب.
سيبقى نضالك العربي موحداً راسخاً في عقول الأجيال، وسيبقى صبرك وراء القضبان مدرسة للأحرار، وتعلمك في الأسر عبرة للأخيار، ستبقى عند كثيرين ثائراً ضد الظلم، وليس كما يحلو لبعضهم تصويرك مكللاً بعلم جمهورية تسقط سلطة لتقوم محلها وتتسيد.
وكأنهم بقولهم هذا، يريدون أن يُمحى آخر ما علق في الأذهان عن المقاومة. أمسى هؤلاء ذئاباً منجرفة إلى حيث دم الناس على الناس مباح، تراهم وقد حرّفوا القبلة الجهادية، وشرعوا الحرب في سبيل صراعٍ لا ينتمي إلى العهد، ولا يرتقي بالشرع إلى فرض العين، وخاضوها بالمؤلفة قلوبهم. انتهكوا الحرمات حداً بات معه التمييز بينهم (أي بين المتناحرين) بالدرجة لا بالنوع، فجميعهم ينشدون الحزن فرحاً على قتلى يحسبونهم عند الله شهداء.
الكل ينحني أمام عظيم الموت ورهبته، والعاقل بطبعه يحترم حرية المعتقد، وهو يدرك أن لكل إنسان الحق في اختيار طريقه، أو لربما يختار نهايته. لكن، وفي المقابل للعقول أيضاً ما تراكمه، فهي لا تقبل أن تجتاز بفوقية حدودها، وأن يتم تجاوز حقوقها، أو أن تفرض عليها خيارات هي ليست بوارد اعتناقها، لأنها بالأصل ليست من طباعها.
يمكن قراءة عملية اغتيال سمير القنطار علامة من علامات اقتراب ساعة التسوية التي لا بد لقيادة حزب الله أن تقرأها جيداً، ذلك أن وجوده في الداخل السوري بالنسبة لكثيرين، وباللغات العربية والإنكليزية والتركية والعبرية، وإلى حد ما بالروسية، غير مرحب فيه، وعليه البحث مع القادة الإيرانيين عن مخرج، يحول دون خروجهما خالي الوفاض، ذلك أنه ترسخ لدى الجميع أن إيران تريد أن تتسيد على جغرافيا متنازع عليها، حيث يسعى كل منهم للتخلص من الآخر.
سمير القنطار: عذراً منك ومعذرة، فصورتك وأنت تولد حراً بعد خمس مؤبدات إسرائيلية ستبقى أحب إلى كثيرين من لحظة مفارقتك الحياة الدنيا في جرمانا السورية، ومن أيام التهنئة الأربعة (بالعز الأبدي)، لأنها ستنتهي بالفطرة عند أغلبهم بعد ذكرى أسبوعك لترسو دون حراك مع قائمة الأسماء المحفورة على مسلّة الحزب.
سيبقى نضالك العربي موحداً راسخاً في عقول الأجيال، وسيبقى صبرك وراء القضبان مدرسة للأحرار، وتعلمك في الأسر عبرة للأخيار، ستبقى عند كثيرين ثائراً ضد الظلم، وليس كما يحلو لبعضهم تصويرك مكللاً بعلم جمهورية تسقط سلطة لتقوم محلها وتتسيد.
مقالات أخرى
16 مارس 2016
25 فبراير 2016
15 فبراير 2016