توفِيت أمس الخميس، في بلدة مضايا المحاصرة غرب العاصمة السورية دمشق، الطفلة علا مراد(12 سنة) بعد معاناة طويلة مع المرض، ومنع قوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني خروجها لتلقي العلاج في مستشفيات دمشق.
وقال مسؤول المستشفى الميداني في مدينة الزبداني، أبو نضال السوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطفلة عانت من سوء تغذية حادّ منذ ستة أشهر، وبدأت حالتها تسوء، فقمنا بالتواصل مع منظمة الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية، من أجل إخراجها لتلقي العلاج في دمشق، لكننّا لم نتمكن من ذلك، لعدم سماح قوات النظام ومليشيا حزب الله، وعدم تفهمهم للحالة الحرجة التي تعاني منها الطفلة".
وبيّن أن "فرق الهلال والصليب الأحمر عبّرت عن عجزها عن إقناع النظام لإخراج الطفلة"، مشيرا إلى أن "خروج المرضى مرهون بتطبيق بنود هدنة الزبداني- الفوعة، والتي تم التوقيع عليها في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، بين جيش "الفتح" ووفد إيراني ممثل للنظام السوري، إذ تقضي البنود أنه لا يتم إخراج مرضى من مضايا أو الزبداني، إلا في حال خروج مثلهم من الفوعة وكفريا بريف إدلب".
وأشار الطبيب السوري إلى أن "المساعدات التي دخلت البلدة سابقاً، لم تكن تحتوي على المواد الضرورية لعلاج مثل هذه الحالات"، لافتاً إلى أن "سوء التغذية الحادّ يحتاج إلى مستشفى مجهز بكافة الأدوية والمعدات، إلى جانب مراقبة تامّة للمريض، والأدوية فقط لا تجدي نفعاً عندما تتطور الحالة المرضية".
وأضاف أن "الطفلة عانت من هزال شديد في أنحاء جسمها، ومن ثم بدأ بطنها بالانتفاخ قبل أن تفارق الحياة"، وحمّل "المنظمات الأممية والإنسانية، مسؤولية الحصار الخانق الذي تشهده مدينة الزبداني وبلدة مضايا"، مطالباً بـ"التدخل السريع لإنقاذ مئات الحالات المرضية المشابهة لحالة الطفلة علا، والتي من الممكن أن تلقى نفس المصير إن لم يتم إخراجها للعلاج".