ينتظر السجناء في سجن حماة المركزي، اليوم الخميس، إطلاق دفعة كبيرة منهم اليوم بعد الوعود التي تلقوها أمس من إدارة السجن وقائد شرطة حماة، بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإنهاء ملف السجن نهائياً قريباً، مقابل إنهاء استعصائهم الجديد.
وكان المعتقلون سيطروا، أمس الأربعاء، على مبنى السجن، ونتيجة وعود أطلقها قائد الشرطة، وافقوا على تعليق الاستعصاء حتى اليوم الخميس، فيما قامت إدراة السجن بقطع المياه والكهرباء لعدة ساعات، للضغط على السجناء لإيقاف الاستعصاء وإطلاق سراح ضابط، وثمانية عناصر تم احتجازهم.
وفي هذا السياق، أوضح المحامي فهد الموسى، رئيس الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين، لـ"العربي الجديد" أن عدم إطلاق سراح أي معتقلين خلال الأيام الماضية، أثار استياء المعتقلين، مما دفعهم عصر أمس إلى احتجاز ضابط برتبة مقدم، وثمانية عناصر من السجن، إضافة الى السيطرة على كامل السجن، قبل أن يحضر قائد الشرطة ويستدعي ثلاثة من ممثلي المعتقلين، ويتصل أمامهم مع وزير الداخلية الذي أخبرهم بأن ملف السجن سيبحث أمس مع الأمن القومي، ومع رئيس محكمة الإرهاب، القاضي رضا موسى، وسيتم تسوية ملفات جميع المعتقلين.
ثم اجتمع قائد الشرطة مع ممثلين عن المعتقلين، وتوصل معهم الى اتفاق جديد، يقضي بتعليق الاستعصاء، على أن تصدر اليوم الخميس دفعة أسماء كبيرة، بعد اجتماع الأمن القومي بدمشق مع محكمة الإرهاب، لزيادة أعداد المخلى سبيلهم، ووعدهم قائد الشرطة أن يتم تسريع الإجراءات، خاصة بالنسبة للحالات الخاصة التي فيها أكثر من معتقل من عائلة واحدة، إضافة إلى موضوع المعتقلين الموجودين لصالح المحكمة الميدانية.
وبحسب الموسى أيضاً فإن الجانبين اتفقا بعد ذلك على تعليق الاستعصاء، وإطلاق سراح الضابط وعناصر الشرطة المحتجزين، كبادرة حسن نية من قبل المعتقلين، مع بقاء جميع أفراد الشرطة والضباط خارج الباب الرئيسي الداخلي، وبقاء الباحات والغرف مفتوحة ودون إجراء أي تأمين أو تفقد أو تدخل لإدارة السجن داخل جناح المعتقلين.
من جهةٍ أخرى، قال الموسى إن المعتقلين من أبناء حماة الذين نقلوا من السجن إلى سجني عدرا وصيدنايا في دمشق، وسجني اللاذقية والسويداء، يتم التضييق عليهم، إذ يرسلون إليهم سجناء جنائيين للتحرش بهم، ثم يقوموا بزجهم في المنفردات انتقاما من سجناء حماه وعودتهم للاستعصاء.
كما لفت إلى أن هؤلاء المعتقلين، حين يطلق سراحهم يتعرضون لخطر الاعتقال مجدداً، في ظل منع السلطات تدخل الهلال الأحمر لتأمين وصولهم الى محافظة حماة، كحال المعتقل عبد الكافي قاشوش، الذي أطلق سراحه من سجن السويداء بتاريخ 19/ 5/ 2016، ولم يصل إلى حماة إلا يوم أمس الاربعاء برفقة والدته، فيما وصل امس أيضا من سجن السويداء المعتقل محمد الحسين إلى منزل أهله في حماة، ليجد أنه تم اعتقال والده واثنين من أخوته من قبل المخابرات السياسية، وهناك معلومات عن وفاة أحد أخوته في صيدنايا تحت التعذيب.