توسعت المواجهات الدائرة بين "هيئة تحرير الشام" وحركة "نور الدين الزنكي" في ريف حلب الغربي لتمتد إلى ريف إدلب، بعدما انضمت إليها "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، والتي أعلنت النفير العام لمساندة "الزنكي" ضد الهيئة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المعارك توسعت على أكثر من محور في محافظتي حلب وإدلب، حيث تدور اشتباكات بين مقاتلي "الجبهة الوطنية" و"تحرير الشام" على الطريق الدولي، في محيط معرة النعمان في منطقتي حيش وبابيلا، وتمكنت "الجبهة الوطنية" من السيطرة على بلدتي معصران وبابيلا في ريف إدلب الجنوبي.
يأتي ذلك بعدما أعلنت "الجبهة الوطنية" النفير العام لمواجهة "هيئة تحرير الشام" في محافظتي إدلب وحلب، شمالي سورية.
وذكرت "الجبهة الوطنية" في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أنه "بعد سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي قامت بها هيئة تحرير الشام، والتي تدل على استخفافها بدماء الثوار واستنكافها عن الاحتكام للشرع، تعلن الجبهة النفير العام للتصدي لتلك الاعتداءات واستعادة السيطرة على كافة المناطق التي اغتصبتها".
وجاء إعلان "الجبهة الوطنية" هذا النفير بعدما سيطرت "تحرير الشام" على مناطق واسعة في غربي حلب، أبرزها مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات الاستراتيجي، على حساب "الزنكي" المنضوية في "الجبهة الوطنية".
وأوضحت المصادر أن الفصيل الرئيسي المشارك في المعارك من ضمن فصائل "الجبهة" هو حركة "أحرار الشام الإسلامية" التي قال قائدها في حسابه على "تلغرام" إن "الجبهة الوطنية للتحرير هي المكون الأبرز في الثورة اجتمعت تحت رايتها جل الفصائل العاملة في إدلب، لذلك كان قرارنا جميعا هو الدفاع عن أنفسنا وحماية مناطقنا".
كما تشارك في المعارك بقية الفصائل، مثل "فيلق الشام"، و"تجمع ألوية صقور الشام"، و"جيش الأحرار".
ومن جهته، أعلن "الجيش الوطني" العامل في ريف حلب الشمالي، عن إرسال مجموعات مقاتلة لصد هجوم "تحرير الشام" في ريف حلب الغربي.
وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور أيضا قرب بلدة خان السبل، جنوب شرق إدلب، وسط أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين. كما امتدت الاشتباكات إلى الطريق الواصل بين مدينة معرة النعمان ومدينة خان شيخون، وطريق سراقب، وسط عمليات قصف متبادل.
وتقول المصادر العسكرية إن "هيئة تحرير الشام" تحاول السيطرة على محيط دارة عزة في ريف حلب الغربي، بغية إحكام السيطرة على "الفتحة" الواصلة بين عفرين ومحافظة إدلب، وبالتالي التحكم بخروج الفصائل من إدلب إلى مناطق "درع الفرات".
وكانت الخلافات قد تجددت بين الطرفين أخيرا، على خلفية مقتل أربعة عناصر من "تحرير الشام" برصاص عناصر "الزنكي" في قرية تلعادة بمحافظة إدلب المجاورة، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق ينهي الخلاف، إلا أن "الهيئة" هاجمت مواقع "الزنكي" في غرب حلب، متهمة إياها بخرق الاتفاق.
إلى ذلك، اتهم ناشطون "هيئة تحرير الشام" بإعدام ثمانية مقاتلين من "الجبهة الوطنية للتحرير" في جمعية السعدية المجاورة لبلدة أورم الكبرى، غرب مدينة حلب، وذلك بإطلاق النار عليهم بعد إخراجهم من المنازل التي يقطنونها في الجمعية حيث توجد حواجز لها في المنطقة.
وقد نفت "تحرير الشام" الاتهامات في بيان لها، وقالت إنها لم تعتقل أحدا من الأهالي في مدينة دارة عزة.