جددت القوات النظامية السورية، يوم أمس الأربعاء، محاولتها اقتحام بلدة مورك الإستراتيجية في ريف حماة الشمالي، وتمكنت من السيطرة على كتيبة الدبابات والنقطة السادسة، قبل أن تتمكن كتائب المعارضة خلال هجوم مضاد من استعادة الكتيبة، والتقدم في النقطة الثامنة، خلال معارك أسفرت عن مقتل 30 عنصراً للنظام، وأسر عدد من النساء اللواتي يطلق عليهم لقب "فدائيات الأسد"
وأفاد مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ "العربي الجديد"، أن جيش النظام سيطر في الصباح على كتيبة الدبابات والنقطة السادسة في البلدة لست ساعات، قبل أن يتمكن الثوار من استعادة السيطرة على الأولى ويقتلوا ثلاثين عنصراً ويدمروا عدداً من عربات البي إم بي، ويغتنموا أخرى"، في حين قتل 4 عناصر من كتائب المعارضة، وتواصلت الاشتباكات على النقطة السادسة.
وأضاف شهداوي، أن "مقاتلي المعارضة سيطروا على النقطة الثامنة، إثر معارك عنيفة مع قوات النظام وميلشياته، بمساندة مقاتلين من حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، ومقاتلات يدعين فدائيات الأسد"، مشيراً إلى أنه "تم أسر عدد منهن خلال عملية السيطرة، كما تم قتل ضابط برتبة عقيد، وأسر عنصر من الفرقة الرابعة في مورك".
وأشار المسؤول الإعلامي إلى أن قوات النظام ألقت حاويات انفجارية ضخمة للمرة الأولى على أحياء مدينة مورك، محدثة انفجارات كبيرة.
من جهته، قال قائد المجلس العسكري في حماة، العميد أحمد بري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "وضع المعارضة بخير"، مؤكداً على استعادة كتيبة الدبابات، واغتنام أسلحة متنوعة.
وكانت معلومات مسربة من داخل النظام، وصلت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، تفيد بخطة للنظام يهدف من خلالها إلى فرض سيطرته على مورك عبر ثلاثة محاور من الشرق والغرب والجنوب، فيما سيحاول قائد الحملة العسكرية للنظام في حماة، سهيل الحسن، شراء ذمم بعض ضعاف النفوس من الثوار المرابطين على جبهة مورك ليضمنَ أقل مواجهة لقواته البريّة، عند تقدمه براً بعد مسح تلك المناطق وتدميرها.
ويركز جيش النظام جهوده لاستعادة مدينة مورك، نظراً لأهميتها الاستراتيجية كونها تعد طريق إمداد رئيسية لمعسكر وادي الضيف، الذي تتمركز فيه قوات النظام، غربي معرة النعمان، ويساعد اقتحامها كذلك ببدء المعارك في خان شيخون، وصولاً إلى ريف إدلب الجنوبي بأكمله.
وتكمن أهمية مورك بالنسبة للمعارضة المسلحة في كونها تقع على أحد أكبر طرق إمداد النظام وأهمها بين حماة وحلب مروراً بإدلب، وتعد بوابة ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، والسيطرة عليها تقطع طريق حماة حلب الدولي.
وكانت فصائل "الجيش الحر" وكتائب إسلامية قد سيطرت على مورك مطلع العام 2014، بعد سيطرتها على حواجز عسكرية مهمة، كالجسر والحوش ومفرق عطشان.