الملازم أول عبد الرحمن الهادي، المنشق عن قوات النظام السوري، والمبايع لتنظيم "الدولة" مع كتيبته المرابطة على أسوار مطار دير الزور العسكري، يتحدث لـ"العربي الجديد" عن طريقة حصار المطار المفروضة حالياً، ويقول: "قبل سيطرة تنظيم الدولة على ريف دير الزور، كنّا نقسم مناطق الحصار إلى قطاعات بحسب حدود المطار؛ فمن جهة الشمال الشرقي، حيث قرية المريعية، تنقسم سيطرتنا إلى قطاع حويجة المريعية، وقطاع الملازم عبد المعطي، وقطاع الملازم بديع، ونقطة المزارع، إضافة إلى كتيبة البناء الأبيض، وكل تلك النقاط لا تغطي مساحة واسعة من المطار".
يضيف الملازم عبد الرحمن أنه "مع سيطرة تنظيم الدولة، بقينا في مواقعنا بدعم من التنظيم، كما انتشر في مواقع جديدة، إذ تمركز في الجهة الجنوبية ـ طريق الشام، الجولة، حقل التيم، وهي نقطة قريبة جداً من المطار، حيث يسيطر التنظيم على امتدادها بالكامل، باستثناء نقطتين قريبتين جداً من المطار يتمترس فيهما النظام. أما من الغرب، فقد أحكمت الدولة الإسلامية سيطرتها على منطقة الخريطة وامتدادها".
في المقابل، تتوزع مناطق سيطرة النظام، ابتداءً من داخل المطار، الذي يحتوي على 2000 عنصر، بحسب تقديرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعلى سرب طائرات ميغ 21، وميغ 23 ومدرجين بطول 3.1 كيلومترات، وأكثر من ست مروحيات، ويؤكد ضباط من المرابطين على المطار أن نصف هذه الطائرات جرى إعطابها في مرابضها.
لكن مطار دير الزور العسكري ليس معزولاً بذاته كمطار الطبقة، وإنما هناك مجموعة من الألوية والقطع العسكرية التابعة للنظام، ممتدة مع المطار باتجاه الغرب، وهي "لواء التأمين" وهو لواء للجاهزية والإمداد، و"الفوج 119" دفاع جوي، إضافة إلى "اللواء 137" مشاة. كما يؤمن النظام المطار من الجهة الشمالية الشرقية، من خلال "الجفرة"، وهي قرية مؤيدة للنظام يتمترس فيها بقوة.
الرائد مصطفى الحمد، المرابط على قطاعات قرية "المريعية" بالتنسيق مع تنظيم "الدولة"، يعتبر هذه القطع العسكرية الممتدة مع المطار، أصعب من المطار نفسه، ولن تسهّل عملية اقتحامه. ويشرح الأسباب التي من الممكن أن تعوق اقتحام المطار، قائلاً إن "مطار دير الزور العسكري يختلف عن مطار الطبقة، من حيث المساحة، فمطار الطبقة أكبر، لكن مطار دير الزور أضخم لنواحي امتداد قطعه العسكرية وتداخله معها ومع جزء من المدينة التي يسيطر عليها النظام، إضافة إلى العتاد الضخم ضمن تلك القطع، حيث هناك مدفعيات بعيدة المدى تؤمن المطار بشكل محكم وتصل إلى أطراف المدينة".
في المقابل، يرى الرائد مصطفى الحمد، أن المطار يمكن اقتحامه لمجموعة أسباب أخرى، يوضحها لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "تنظيم الدولة قام بحشد أعداد ضخمة لاقتحام المطار، وهم ليسوا أعداداً فقط وإنما نخبة، إذ أتت الكتائب والألوية نفسها التي اقتحمت مطار الطبقة العسكري، وهناك معلومات مؤكدة أن عمر الشيشاني، المكنى أبي بكر، سيقود العملية بنفسه، وهو القائد العسكري الأعلى للتنظيم في سورية". كما يصف الرائد مصطفى الظرف الحالي بـ"المناسب" لاقتحام المطار، على قاعدة أن "معنويات الجنود منهارة بشكل كامل، بعد الأخبار والصور الواردة من مطار الطبقة العسكري".
ويؤكد الرائد مصطفى أن عملية اقتحام المطار لم تنطلق بعد، وأن ما تناقلته وسائل الإعلام منذ يومين عن فتح المعركة، واستهداف المطار وإعطاب 5 طائرات، ليس صحيحاً، فقد "كانت عبارة عن عملية من مزارع المريعية لمنع طائرة من طراز يوشن من الإقلاع، فاستهدفناها بقذائف الهاون والشيلكا، ما أدى إلى إعطابها".