يقسّم النظام السوري المواطنين الموالين له إلى شرائح متعددة، لناحية التعاطي معهم في الحقوق والواجبات. وتحكم درجات المواطنة لدى موالي النظام، مجموعة عوامل، منها ما هو مناطقي، ومنها ما هو طائفي، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بزمن وظرف إعلان الانضمام للجمهور الموالي لحكم بشار الأسد. فموالو الدرجة الأولى هم شريحة معظمها ينتمي مناطقياً وطائفياً إلى محافظات الساحل السوري، وعملياً يجب أن يكونوا ممن يساهمون بشكل مباشر في قمع الثورة السورية. وهذه الشريحة من الموالين تتمتع بكل حقوق المواطنة. كما تتمتع بحق القفز على كل القوانين، وممارسة كل أشكال التعسف بحق الشرائح الأخرى. أما الشريحة الثانية، فهي التي تساهم في قمع الثورة، وتنتمي مناطقياً وطائفياً إلى المكونات السورية من غير الموالين من الطائفة العلوية. هؤلاء يتمتعون بنفس حقوق الدرجة الأولى، ولكن بزخم أقل.
وتأتي الشريحة الثالثة، وهي شريحة الموالين ضمن مناطق سيطرة النظام من المواطنين العاديين. وهذه الشريحة تتمتع بالحد الأدنى من حقوق المواطنة، ولكنها تدفع ثمن موالاتها في عدة مجالات: شبابها معرّضون في أية لحظة للسوْق إلى الجبهات، سواء كانوا مؤجلين دراسياً أو موظفين، ومختلف شرائحها معرّضة للاعتقال والتحقيق لأتفه الأسباب.
أما الشريحة الرابعة، فهي تتألف من النازحين من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام بحثاً عن مناطق أكثر أمناً. وهذه الشريحة تعيش في مناطق النظام، ولكنها لا تتمتع بأي من حقوق المواطنة. فحتى المنزل الذي يستأجره أي فرد من هذه الشريحة يحتاج إلى موافقات أمنية. وأبناء هذه الشريحة، في الغالب، هم على الجبهات مع النظام، ويتم التعامل معهم من قبل أجهزة النظام الأمنية على أنهم مندسون محتملون في مناطق النظام، وهم موضوعون بشكل دائم ضمن دائرة الشك لدى تلك الأجهزة. وحتى المؤسسات الخدمية تتعامل معهم كعبء على المناطق التي يسكنونها.
إلا أن الشريحة الأكثر تعاسة ضمن شرائح الموالاة، فهم المواطنون المهجّرون من المدن المحاصرة، والذين اختاروا الذهاب إلى مناطق النظام بسبب الحصار. فهذه الشريحة يتعامل معها النظام كأسرى حرب، ويضع أفرادها ضمن مراكز إيواء أشبه بسجون غير مسموح لهم بمغادرتها، ويُعاملون أسوأ أنواع المعاملة، كما تتم إعادة تأهيل أبنائهم عقائدياً ضمن "مدارس حب القائد".