أفادت مصادر ميدانية سورية بسقوط عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام، اليوم الإثنين، جراء تفجير ضخم هز منطقة وادي الضيف في ريف إدلب، شمال البلاد، في وقت نفت فيه "الجبهة الإسلامية" سيطرة قوات النظام على بلدة المليحة بريف دمشق، بموازاة إعلان المعارضة عن بدء معركة "الله أكبر"، بهدف السيطرة على مناطق في ريف درعا الشمالي.
وقالت المصادر إن نحو أربعين عنصراً من قوات النظام قتلوا، وجرح العشرات بعد تفجير "الجبهة الإسلامية" وهيئة "دروع الثورة" ولواء "درع التوحيد"، حاجز الصحابة في منطقة وادي الضيف، مشيرة إلى تدمير ثلاثة أبنية، وسيطرة الكتائب على دبابات وأسلحة وذخائر.
وأوضحت أن العملية تمت من خلال تفخيخ المباني بنحو أربعين طناً من المتفجرات، وذلك بعد أن قام عشرات من المقاتلين بحفر نفق بطول 300 متر، على مدار خمسين يوماً.
وتأتي أهمية الحاجز من كونه يعتبر البوابة الغربية الشمالية لمعسكر وادي الضيف، الذي تحاصره الكتائب الإسلامية والجيش الحر منذ أكثر من عام ونصف.
وبث ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي" يوتيوب" مقطعاً مصوراً يظهر لحظة التفجير الضخم الذي هز المنطقة.
المليحة تحت سيطرة المعارضة
في غضون ذلك، نفت"الجبهة الإسلامية"، اليوم الإثنين، سيطرة قوات النظام على بلدة المليحة في ريف دمشق، بموازاة إعلان المعارضة عن بدء معركة "الله أكبر"، بهدف السيطرة على مناطق في ريف درعا الشمالي.
وحول ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، "فرانس برس"، حول سيطرة النظام على المليحة، قال المتحدث العسكري باسم "الجبهة الإسلامية"، النقيب إسلام علوش، لـ "العربي الجديد"، إنه "لا صحة للأنباء التي تواردت عن سيطرة قوات النظام على بلدة المليحة". وأشار إلى أن تسريب النظام لهذه الأنباء هو "إحدى وسائل الدعاية السوداء التي يمارسها".
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن"، المكنى بأبي عدي، أن المعارك "لا تزال متواصلة بين المعارضة وقوات النظام، وأن الأمور تحت السيطرة والوضع بخير" دون أن ينفي أو يؤكد خبر سيطرة النظام على البلدة.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات النظام، مدعومة بمقاتلي حزب الله، فشلت في اقتحام المدينة بطريقة القتال المباشر، ولذلك حاولت الالتفاف والتقدم من جهة المحور الشرقي الجنوبي للسيطرة على طريق المليحة الرئيسي، من جهة مدينة زبدين. وأشارت المصادر إلى أن قوات المعارضة أحبطت هذه العملية، وأجبرتها على التراجع إلى منطقة البساتين.
في المقابل، تحدثت أنباء عن تراجع كتائب المعارضة على جبهة محور المعامل، مشيرة في الوقت نفسه إلى تكبيد قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد بعيد انسحابها.
وكانت "فرانس برس"، قد ذكرت، أمس الأحد، أن الجزء الأكبر من بلدة المليحة أصبح في عهدة الجيش السوري، وأكدت، نقلاً عن المرصد السوري، أن "القوات النظامية، المدعومة من حزب الله اللبناني، وصلت إلى مركز المدينة".
وتعد المليحة، الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية، والتي يفرض عليها النظام حصاراً خانقاً منذ أكثر من خمسة أشهر، من أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق.
وفي دوما، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" أن مجهولين اغتالوا عدنان خبية المكنى "أبو عمار"، وهو قائد إحدى كتائب الجيش الحر في المدينة.
أما في دمشق، فقد تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في حي جوبر جهة المتحلق الجنوبي، في وقت شن فيه الطيران الحربي غارات بالصواريخ على الحي، ما أدى إلى تهدم عدد من المنازل.
بدء معركة "الله أكبر" في ريف درعا
في غضون ذلك، أعلنت كتائب المعارضة المسلحة عن بدء معركة أطلقت عليها شعار "الله أكبر"، بهدف السيطرة على تلتي المطوق الكبير والصغير وخربة فادي، قرب مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي.
وتهدف الكتائب المقاتلة إلى طرد قوات النظام من المناطق المذكورة، للوصول إلى طريق دمشق – درعا. ويأتي هذا بعد أسبوع على خسارة قوات النظام تل عشترة، خط الدفاع الأول لقوات النظام في القرية.
"الحر" يمهل "النصرة" للإفراج عن النعمة
وفي السياق نفسه، نفت مصادر في الجيش الحر الأنباء التي تحدثت عن الإفراج عن قائد المجلس العسكري في المنطقة الجنوبية، أحمد النعمة، الذي اعتقلته جبهة النصرة أمس الأحد.
وقال قيادي في الجيش الحر، اشترط عدم الكشف عن اسمه، إن المفاوضات لا تزال جارية مع جبهة النصرة للافراج عن النعمة وبقية القياديين المعتقلين معه.
وأمهل الجيش الحر، في درعا، حتى بعد ظهر يوم الاثنين، للافراج عن النعمة، وبعدها سيتعبر ذلك مقدمة لفتنة قد تؤدي الى اقتتال بين الفصائل المعارضة في درعا للمرة الأولى على عكس ما حصل سابقاً في الكثير من مناطق سورية، لاسيما في الشمال.
وشكل قادة الجيش الحر في محافظة درعا، أمس الأحد، لجنة مكونة من أربعة قادة عسكريين للتفاوض مع جبهة النصرة للإفراج عن النعمة وبقية المعتقلين، وأداً للفتنة التي قد تحصل إذا لم يُفرَج عنهم، بحسب المصدر.
وبدأ منذ قليل اجتماع بين اللجنة وجبهة النصرة لبحث الموضوع. وفي حين رفضت الجبهة الحديث عن موضوع اعتقال النعمة، حذر القيادي في الجيش الحر من أن عدم تسليم النعمة إلى الجيش الحر قد تترتب عليه نتائج وخيمة، يمكن أن تتطور إلى اقتتال بين الجيش الحر وجبهة النصرة في عموم محافظة درعا، وتحويل البندقية من المواجهة مع النظام إلى اقتتال داخلي.
ورأى القيادي أن الجبهة لم تتوقع أن تعترض كل فصائل الجيش الحر في درعا على اعتقال النعمة، نظراً لعدم وجود حاضنة مؤيدة له سواء بين المدنيين أم بين عناصر الجيش الحر.
لكنه أوضح أنه ليس من صلاحيات الجبهة اعتقال النعمة، واذا كانت لديها أدلة ضده فلتقدمها للجيش الحر، وهو سيحاكمه بمشاركة قضاة من الجبهة. وكثيراً ما ظهرت مقاطع مصورة لعناصر في الجيش الحر تتهم النعمة والمجلس العسكري بالخيانة والعمالة لأطراف خارجية.
وخلص إلى القول إن الجيش الحر يعتبر اعتقال النعمة ورفاقه استهدافاً للمؤسسة العسكرية في درعا، وهو مقدمة على ما يبدو لتقويض هذه المؤسسة وسيطرة الجبهة على الأوضاع في درعا.
معارك "داعش" و"وحدات حماية الشعب"
في هذه الأثناء، استعادت "وحدات حماية الشعب" الكردية السيطرة على منطقة تل كيك داده جنوب مدينة عين العرب في ريف حلب، بعد يوم واحد من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عليها. وقالت مصادر ميدانية إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الجانبين، خلال المواجهات التي وقعت اليوم والأمس.
وفي السياق نفسه، وقعت اشتباكات بين عناصر "داعش" وبين الجيش الحر وكتائب إسلامية في قرية جديد عكيدات في ريف دير الزور، سقط إثرها قتلى وجرحى من الجانبين.