سورية: مجازر النظام رداً على فشل مفاوضات الزبداني

17 اغسطس 2015
مجزرة دوما دليل على ذلك(فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ فشل المفاوضات بين الجانب الإيراني وفصائل المعارضة السورية حول تسوية ما، في الزبداني في ريف دمشق الغربي مقابل قريتيْ الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي، قد أشعل معظم الجبهات في سورية. جاء الردّ على شكل انتقام من المدنيين عبر استهدافهم بشكل مركّز واستهداف تجمّعاتهم في الأسواق الشعبية والمناطق الأكثر اكتظاظاً. 


ويشير مراقبون إلى أنّ الأسد يسعى من خلال ذلك، إلى أن يثبت للمجتمع الدولي، بأنّه لا يزال قادراً على التأثير وقلب المعادلة، وإنْ من خلال المجازر التي يرتكبها كلّما أحسّ بالحرج، والقائمة على شعار "الأسد أو نحرق البلد". وقد شهد يوم الأحد الماضي، استمراراً في تصعيد القصف الجوي لطيران النظام على كل من الزبداني ودرعا وريف إدلب ليمتد إلى محافظة حلب، بالتزامن مع اشتعال المزيد من الجبهات.

في المقابل، يتوقّع مراقبون أن ترد فصائل المعارضة على تصعيد النظام بفتح المزيد من الجبهات لتخفيف الضغط عن الجبهات التي يعاني فيها مقاتلو المعارضة من حصار لقوات النظام، إذ من المرجح أن تستأنف فصائل المعارضة معركة سهل الغاب في ريف حماة، وأن تشهد جبهة الفوعة وكفريا المزيد من الضغط على مقاتلي النظام وحزب الله. كما يتوقع المراقبون أن تشهد الجبهة الجنوبية المزيد من التسخين، رابطين مصير هذه الجبهة بقرارات "غرفة الموك" التي تدعم المعارضة هناك.

في ريف دمشق الغربي، تعرّضت مدينة الزبداني قبل ظهر أمس الاثنين، إلى قصف جويّ ومدفعي ترافق مع اشتباكات على أطراف المدينة بين المقاتلين المحليين، وقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، فيما سقط عدد من القتلى بقصف جوي، طال بلدة نصيب أقصى جنوب سورية قرب الحدود الأردنية. ويقول ناشطون محليون في بلدة الزبداني لـ"العربي الجديد"، إنّ "المروحيات ألقت أكثر من ستة براميل متفجرة على وسط المدينة حتى قبل ظهر أمس الاثنين"، مضيفاً أن ذلك تزامن مع "قصف المدفعية الثقيلة المتمركزة في الحواجز المحيطة، فيما تدور اشتباكات على محاور عدة، إذ تحاول المعارضة صدّ المليشيات اللبنانية ومنعها من التقدم".

تزامن ذلك أيضاً، بحسب الناشطين، مع استمرار الاشتباكات على محاور الكبرة وشارع بردى والحارة الغربية، من خلال محاولات تسلل جديدة لقوات النظام وحزب الله اللبناني، اللذين يحاولان منذ نحو شهر ونصف التقدم إلى داخل الزبداني، وسط تصدي المقاتلين المحليين هناك لجميع المحاولات، على الرغم من الغطاء الجوي الذي توفّره طائرات النظام الحربية والمروحية للقوات البرية المهاجمة.

وفي غوطة دمشق الشرقية، أعلنت "القيادة الموحّدة للغوطة الشرقية"، التي تضم أهم الفصائل العسكرية، أمس الاثنين، حظراً للتجوّل في كافة مدن وبلدات الغوطة من دون تحديد زمن انتهائه، وذلك بعد يومٍ دامٍ في دوما في ريف دمشق، ذهب ضحيته أكثر من مائة مدني، بعدما قصفت طائرات النظام الحربية بالصواريخ الفراغية، ظهر الأحد الماضي، سوقاً شعبياً وسط المدينة، ما أدى إلى سقوط ستة وتسعين مدنيّاً موثقين بالأسماء، وتسعة آخرين لا يزالون مجهولي الهوية، فضلاً عن عشرات الجرحى.

اقرأ أيضاً: الزبداني ترفض شروط إيران... والنظام غاب عن المفاوضات

وجاء في بيان وزّعته "القيادة الموحدة للغوطة الشرقية ــ قيادة الشرطة"، وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أنّه "نظراً للظروف التي تمرّ بها الغوطة الشرقية، من عمليات عسكرية وقيام الاحتلال الإيراني الأسدي بالاعتداء على المدنيين، من خلال استهداف الأسواق الشعبية والمدارس والأماكن العامة، وحرصاً منّا على الحفاظ على أرواح المدنيين، نعلن حظر التجوّل في مدن الغوطة الشرقية حتى إشعار آخر".

في سهل الغاب، لا تزال جبهة جورين تعيش حالة من الهدوء الحذر وسط تحشيد عسكري كبير من قبل قوات النظام التي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، فيما لا تزال فصائل المعارضة التابعة لـ"جيش الفتح" تعيد ترتيب صفوفها استعداداً للمعركة المقبلة، بحسب مصدر عسكري من "الجيش"، الذي توقّع "استئناف المعارك خلال اليومين المقبلين".

في حلب، نفّذ طيران النظام الحربي عدداً من الغارات الجوية على كل من صلاح الدين وحي الأنصاري وسيف الدولة وجب القبة والميسر، أدّت إلى سقوط سبعة مدنيين في حي الأنصاري، نتيجة سقوط صاروخ على مبنى سكني. وفي ريف حمص الشمالي، أطلقت مجموعة من فصائل المعارضة معركة "الاعتصام بالله" نصرة للزبداني والحولة، ومن أجل فك الحصار عنهما. واستطاعت فصائل المعارضة السيطرة على قرية وعدد من حواجز النظام في المنطقة.

وأكد الناشط الإعلامي، أحمد مسالمة لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، الأخبار التي تحدثت، يوم الأحد الماضي، عن "سقوط قتيلين بينهما امرأة وثمانية جرحى في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، بعد قصف المروحيات للبلدة بالبراميل المتفجرة". كما يشير المسالمة، إلى أنّ قصفاً مماثلاً "طاول بلدات الصورة، النعيمة، كحيل، اليادودة ومناطق أخرى"، مبيّناً أنّه تزامن مع "اشتباكات عنيفة في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة درعا وتبادل لإطلاق النار من أسلحة متوسطة ورشاشات وقذائف صاروخية استمر حتى ساعات الفجر الأولى". كما شهدت محافظة درعا، أمس الاثنين، قصفاً جوياً عنيفاً طاول بلدات عدة.

وكان ستة قتلى سقطوا ظهر الأحد الماضي، بعد استهداف السوق الشعبي في درعا البلد بالبراميل المتفجرة، وأدّى القصف إلى إصابات خطيرة بين المدنيين، ما قد يرفع حصيلة الضحايا، بحسب ناشطين.

وفي شمال سورية، عاودت القوات التركية قصف مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في منطقة قرى مزرعة شمال مدينة أعزاز، أقصى الشمال السوري، التي يسيطر عليها التنظيم، بعد سقوط قذائف على الأراضي التركية نتيجة استهداف "داعش" لمعمل للغاز بالقرب من مدينة أعزاز، كانت فصائل المعارضة قد استولت عليه من التنظيم في الأيام القليلة الماضية.

اقرأ أيضاً: يوم مذابح الأسد في دوما ودرعا وإدلب: 120 قتيلاً