سورية: من المستفيد من بقاء "جيش خالد" في درعا؟

03 يوليو 2017
من معارك درعا الأخيرة (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من الضربات المتتالية التي يتلقاها "جيش خالد بن الوليد" المتمركز في منطقة حوض اليرموك جنوبي سورية، والمتهم بمبايعة تنظيم "داعش"، إلا أنه لا يزال يشن هجمات على مواقع المعارضة التي تحاصر منطقته منذ أكثر من عامين، محاولاً كسر هذا الحصار، وتوسيع مناطق وجوده.  
في موازاة ذلك يلقي الاستهداف المتكرر لقادة تنظيم "جيش خالد بن الوليد"، والمتمركز في منطقة حوض اليرموك في الجنوب السوري، الضوء مجدداً على واقع هذا التنظيم، والقوى المختلفة المتضررة أو المستفيدة من وجوده، وسبب استعصاء الحسم حياله، رغم محدودية عدد أفراده، ومحاصرتهم في منطقة جغرافية ضيقة نسبياً، منذ فترة طويلة.

وأعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية أنها تمكنت من صد هجوم كبير للتنظيم، وقتلت خلال الاشتباكات التي جرت يومي الجمعة والسبت الماضيين 35 عنصراً من عناصره في بلدة حيط بريف درعا الغربي.

وأوضحت الحركة، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه تم أيضاً تدمير مضاد 23 مليمتراً وآخر 14.5 مليمتراً، و3 دبابات، وعربة (بي إم بي)، وجرافة، فيما استولت الحركة على عربة (بي إم بي)، وكميات من الأسلحة والذخائر خلفها جيش خالد وراءه، بعد فشل هجومه على بلدة حيط.

ويأتي هذا الهجوم بعد يومين فقط من مقتل عدد من قادة "جيش خالد" في تفجير مجهول، تضاربت المعلومات حول طبيعته، بينهم قائد التنظيم أبو هاشم الرفاعي وعدد من قادة الصف الأول. وكان "جيش خالد" قد سارع إلى تعيين أمير جديد له بعد الإعلان عن مقتل قائده السابق.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأنه "جرى مبايعة الأمير الجديد، ويدعى وائل فاعور العيد، المُكنى أبو تيم إنخل، في حوض اليرموك كأمير عام، بعد أن كان الأمير العسكري للتنظيم في المنطقة. ويبلغ العيد 40 عاماً، وعمل سابقاً في ما يسمى بـ(جيش الجهاد)، وكان مختصاً بالعمليات الأمنية والاغتيالات، خصوصاً في مدينة إنخل".

وأوضحت المصادر أنه "جرى أيضاً تعيين قائد جديد للشرطة، هو سيف الديري، من بلدة الشيخ مسكين، خلفاً للقائد السابق الذي قُتل أيضاً في الانفجار". وكانت معلومات ذكرت أن طائرات حربية استهدفت بلدة جلين الخاضعة لسيطرة "الجيش" يوم الأربعاء الماضي، بعدد من الغارات، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر وقادة التنظيم بينهم قائده أبو هاشم الرفاعي (محمد رفعات الرفاعي)، وذلك بعد نحو أسبوع من إصابته خلال مشاركته بالمعارك ضد فصائل الجيش السوري الحر.

ومع حظر التنظيم لأي نشاط إعلامي بمناطق سيطرته، تبقى المعلومات المتاحة ضئيلة حول طبيعة الحادثة التي أدت لمقتل قائد "جيش خالد ابن الوليد" مع حديث مصادر أخرى أن قادة التنظيم قتلوا نتيجة انفجار مفخخة، كانوا يجهزونها لإرسالها إلى بلدة حيط، نافية حدوث أي قصف خارجي للمنطقة. كما تحدثت مصادر أخرى عن مقتل الرفاعي ورفاقه جراء إصابته بانفجار لغم، منذ نحو أسبوع، في حوض وادي اليرموك بعد أن تم بتر قدميه، وقد توفي الأربعاء بعد التكتم عن خبر إصابته.


ويُعدّ هذا الاستهداف، الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، بعد أن أدى قصف جوي، مطلع الشهر الماضي، لبلدة الشجرة في حوض اليرموك إلى مقتل قائد "الجيش" أبو محمد المقدسي وخمسة من قادة الصف الأول في التنظيم. كما قُتل الأمير الأسبق للتنظيم أبو هاشم الإدلبي في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق عابدين جملة.

وتخوض فصائل المعارضة في الجنوب السوري معركتين منفصلتين، واحدة ضد قوات النظام في مدينة درعا ومحيطها، وأخرى في حوض اليرموك في الريف الغربي على الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة، وكثيراً ما تساند قوات النظام والطائرات الروسية مقاتلي "الجيش" في قتالهم لقوات المعارضة، بعد إلقاء مروحيات النظام السوري 14 برميلاً متفجراً، مطلع الأسبوع، على مواقع فصائل المعارضة التي تحاصر عناصر "جيش خالد ابن الوليد" في حوض اليرموك.

في هذا السياق، ذكر قائد فصيل "تجمّع توحيد الأمة"، خالد الفراج، الملقّب بأبو عدي، أن "الجيش الحر يحاصر حوض اليرموك، منذ أكثر من سنتين، وخلال هذه الفترة لم يحدث ولا مرة واحدة أن استهدفت قوات النظام مواقع داعش في حوض اليرموك، بل على العكس قامت أكثر من مرة بقصف مواقع الجيش الحر التي تحاصر الحوض بالمدفعية والطيران".



وأضاف الفراج الذي يشارك فصيله في حصار حوض اليرموك، أنه "منذ حوالى شهرين ألقت طائرات تابعة للنظام حاويات في منطقة اليرموك، يُعتقد أنها تحمل أسلحة وأموالاً لعناصر جيش خالد المحاصرين من كل الجهات منذ أكثر من عامين. ولكنهم مع ذلك يواصلون القتال، والقيام بعمليات هجومية ضد فصائل المعارضة، ما يؤكد أنهم يتلقون دعماً من النظام، باعتبار الأخير هو الجهة الوحيدة التي لها مصلحة في تقويتهم، كي يواصلوا وظيفتهم في إشغال فصائل الجيش الحر ومنعها من تكريس كل طاقتها لمحاربة قوات النظام".

وأوضح أنه "في كل معركة تخوضها قوات المعارضة ضد النظام، يسارع داعش في حوض اليرموك إلى فتح معركة ضد فصائل المعارضة التي تحاصره، أو القيام بعمليات تسلّل إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة. ما يجبر الفصائل على إرسال تعزيزات إلى محيط الحوض بدل إرسالها إلى الجبهات مع النظام. وهو ما حصل مراراً خلال معركة المنشية في درعا البلد ومعركة القنيطرة الحالية". ولفت إلى أن "العكس صحيح أيضاً، إذ تسارع قوات النظام إلى قصف مقاتلي الفصائل أو محاولة التقدّم إلى مواقعهم، حالما يفتحون معركة مع داعش في حوض اليرموك".

وشنّ "جيش خالد ابن الوليد" في مطلع شهر فبراير/شباط الماضي، هجوماً مباغتاً على مواقع الجيش الحر في المناطق المحيطة، مستغلاً انشغال الفصائل في معاركها مع قوات النظام والمليشيات الأجنبية في حي المنشية. وسيطر على مناطق أبرزها بلدة تسيل وتل الجموع وبلدة جلين والشركة الليبية وسحم الجولان، مع تواصل الاشتباكات في كل من بلدات حيط وعدوان والشيخ سعد، وسط فرض حظر تجوال على المدنيين من قبل التنظيم.
وكان "لواء شهداء اليرموك" وحركة "المثنى الإسلامية"، و"جيش الجهاد" المتهمون بمبايعة تنظيم "داعش"، اندمجوا العام الماضي تحت مسمى جيش "خالد ابن الوليد" الذي يضم اليوم نحو ألف مقاتل. وذكر بيان مشترك وقتها أن "الاندماج يأتي بهدف التصدي لمحاولات الغدر والخيانة من أيادي المرتدين الغادرة وسيكون منطلق عمل الأمن الداخلي من المحكمة الإسلامية"، من دون الإشارة إلى نيتهم قتال قوات النظام، مع وصف فصائل الجيش الحر بـ"المرتدين".