في الشأن السوري، ذكر دبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس" أن "لا إجماع بشأن عقوبات مرتبطة بسورية، لا سيما مع استحالة تبيّن نوايا الإدارة الأميركية المقبلة" حيال موسكو، ومع دعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تقارب في العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حليف النظام السوري.
وبحسب مسودة خلاصات للقمة، اطلعت عليها الوكالة، سيندد المشاركون بشدة بالهجوم الذي شنه "النظام السوري وحلفاؤه لا سيما روسيا على حلب"، منتقدين "استهداف المدنيين والمستشفيات بصورة متعمدة".
ويشير النص المؤقت إلى أن الاتحاد الأوروبي "يدرس كل الخيارات المتاحة"، من غير أن يذكر إمكانية فرض عقوبات على روسيا. لكنه يضيف أن "الأمور يمكن أن تتطور" على ضوء الوضع الميداني.
وفي ما يخص قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد، من المرتقب أن تُطلع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، نظراءها، على خططها لبدء محادثات خروج بلادها في مارس/آذار المقبل، بحسب ما ذكر رئيس القمة، دونالد تاسك، في تغريده على "تويتر".
كما ستغيب ماي عن مأدبة العشاء، لتسمح لنظرائها ببحث تفاصيل النهج الذي سيتبعونه في المفاوضات مع بريطانيا بعد تفعيلها آلية الانفصال.
وأكّد أحد مساعدي رئيسة الوزراء البريطانية قبل الاجتماع، أنها عاقدة العزم على أن تفتح خلال ثلاثة أشهر النافذة التي تستمر عامين، لمحادثات الانفصال، رغم الشكوك التي أثارتها دعوى قضائية تسعى لزيادة تحكم البرلمان في عملية الخروج.
وقال المساعد للصحافيين: "إنهم يواجهون حقيقة أن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي، ذلك يعني أنهم سيكونون في حاجة لمعرفة كيف سيتعاملون مع الأمر".
وينهي زعماء الاتحاد الأوروبي نقاشهم، بإصدار بيان، يعبرون فيه عن استعدادهم لبدء المحادثات مع لندن والالتزام بتعهدهم بسرعة التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد وذلك بعد الاستفتاء الذى أجرته بريطانيا في هذا الصدد.
وتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي، أيضاً، بعد الاستفتاء بالحفاظ على الاتحاد وضمان ألا تحتفظ بريطانيا بمزايا الاتحاد، إذا تنصلت من التزاماتها بقبول حرية تنقل مواطني الاتحاد الى أراضيها دون قيود.
بدوره، قال الوزير البريطاني المكلّف بملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيس، أنه لا يستبعد اتفاقاً انتقالياً بين المملكة المتحدة والاتحاد، وذلك حتى التوصل إلى تحديد علاقات جديدة بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقال ديفيس في جلسة استماع، أمس الأربعاء، للجنة البرلمانية المكلّفة بملف الخروج من الاتحاد الاوروبي "من الممكن التفاوض على خروج المملكة من الاتحاد في 18 شهراً كما تريد بروكسل. نريد خروجاً سلساً ومنظّماً مع أوسع وصول ممكن إلى السوق الأوروبية المشتركة وأقلّ اضطرابات ممكنة".
من جهةٍ أخرى، من المتوقع أن يتوصل القادة الـ28 إلى توافق على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو منذ 2014، إثر إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش 17" فوق المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، مما أسفر عن سقوط 298 قتيلا، وهو ما طالبت به المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الثلاثاء.
ويقوم الاتحاد الأوروبي، الذي يدين ضم روسيا القرم والانتهاكات الروسية لوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، بتمديد هذه العقوبات بانتظام منذ سنتين.
وإن كانت بعض الدول مثل إيطاليا تبدي تحفظات على مواصلة فرض هذه العقوبات إلى ما بعد يناير/كانون الثاني، إلا أن مسؤولاً ألمانيا توقع الأربعاء "أن يتم توافق" بين الدول الـ28.