تتدافع شركات صناعة السيارات العالمية إلى تلبية طلب الجيل الجديد في الصين، من الموظفين الشبان الراغبين في اقتناء سيارات تجعلهم يشعرون بالتميز، لكنهم لا يمتلكون المال الكافي لشراء أحدث الطرز.
فبعد نحو عقدين من النمو المحموم في سوق السيارات الذي تحقق أساسا بفضل الأغنياء، بلغت سوق السيارات في الصين مرحلة النضج، لكنها لا تزال ساحة للمنافسة الشرسة بين مصنعي السيارات الذين يتعين عليهم الاستجابة سريعا لتغير اتجاهات المستهلكين.
ويبزغ اليوم مشترون لديهم إمكانات مالية متواضعة، لكنهم يتطلعون لاقتناء سيارة "مختلفة".
فأشخاص مثل تشو وينشي (32 عاما) وهي صاحبة مدرسة وقو يتاو (23 عاما) الذي يعمل مندوب مبيعات للبرمجيات في هانغتشو، وراء تنامي اتجاهين، يتمثل الأول في طلب محموم على السيارات الرياضية الأصغر مثل سيارة فورد إف.إن ايكوسبورت، والثاني هو الاهتمام المتزايد بالسيارات الفاخرة في أولى درجاتها والتي يمكنهم تحمل سعرها مثل سيارة أودي إيه 3.
وقال ييل تشانغ رئيس أوتوموتيف فورسايت الاستشارية ومقرها شنغهاي، إن هناك إمكانية لحدوث "تحول هائل" في تأثير هذه التركيبة الشابة على سوق السيارات في الصين.
وحصل قو يتاو مندوب المبيعات على قرض لشراء سيارة فورد إيكوسبورت مقابل 115800 يوان (18700 دولار) بينما اقترض ليو ياو (22 عاما) ويعمل في مكتب في هوايبي بمقاطعة انهوي من والديه ليشتري سيارة هافال إم4 ميني من جريت وول موتور مقابل 60 ألف يوان.
وبلغت مبيعات فورد من السيارة إيكوسبورت التي أطلقتها في بداية العام الماضي وسعرها 94800 يوان للأقل ثراء في المدن 59680 سيارة العام الماضي، وبلغت 17392 سيارة في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار هذا العام.
وفي معرض بكين للسيارات هذا الأسبوع، ستكشف شركات سيارات من بينها بيجو ستروين وهيونداي موتورز وهيما أوتوموتيف جروب الصينية عن طرز رياضية ميني جديدة. وأطلقت شيفروليه سيارتها الصغيرة تراكس في الصين، في وقت سابق هذا الشهر.
وكانت هناك خمسة طرز فقط من السيارات الرياضية المعروضة للبيع في الصين في 2010.
وبحلول 2020 سيكون هناك نحو 24 طرازا، وهو ما سيدفع مبيعات تلك الفئة إلى ما يزيد عن 880 ألف سيارة من 345 ألفا و650 سيارة العام الماضي، بحسب مؤسسة آي.إتش.إس.
وهناك موظفون شبان آخرون من أصحاب الأعمال الصغيرة أو ممن يتقاضون مرتبات مرتفعة يتطلعون لاقتناء الأفضل.
فقد دفعت تشو صاحبة المدرسة نحو 280 ألف يوان (45 ألف دولار) في شراء سيارة أودي إيه3 حمراء اللون. وقالت "السيارة إيه3 تمثل بداية مستويات أودي، لذا فإن السعر ليس غاليا جدا."
وسيعرض منتجو السيارات في معرض بكين المستويات الأولى من عدة سيارات فاخرة.
ويتمثل التحول الحاسم لهؤلاء المصنعين في إنتاج المزيد من تلك الطرز في الصين وهو ما سيخفض الأسعار، نظرا لأنهم لن يدفعوا رسوما جمركية باهظة ورسوما أخرى.
وأظهرت بيانات آي.إتش.إس إن حجم مبيعات قطاع السيارات الفاخرة المدمجة زاد ثلاثة أمثاله إلى أكثر من 52 ألف سيارة في السنوات الأربع السابقة، لذا فإنه لا يزال يشكل نسبة ضئيلة في سوق سيارات الركوب في الصين الذي يقترب من 16.8 مليون سيارة.
وتأخرت بعض طرز السيارات الفاخرة مثل انفينيتي لنيسان موتورز وأكورا لهوندا موتور وكاديلاك لجنرال موتورز في دخول سوق الصين وترى تلك الشركات الآن في السوق الصينية فرصة واعدة للسيارات الفاخرة.
وتتطلع انفينيتي لتحسين قدراتها التنافسية في الأسعار وفقا لاستراتيجية تصنيع محلية في الصين، وصفها رئيس الأنشطة الدولية يوهان دو نيشن بأنها جريئة للغاية، حيث تهدف لتصنيع ما يصل إلى 80 في المئة محليا من 100 ألف سيارة إنفينيتي يستهدف بيعها في الصين على المدى المتوسط. وتهدف انفينيتي أيضا لاجتذاب المشترين الشبان بسيارات فاخرة في بداية مستوياتها يستطيع هؤلاء الشبان تدبير ثمنها.
ولا يوجد لدى نيسان سيارات مدمجة في خطوط إنتاجها حاليا، لكن إنفينيتي تخطط لطرح السيارة المدمجة كيو-30 في الصين، بعد انطلاق مبيعات هذا الطراز في أوروبا، العام المقبل.