بلغ فريق أتلتيك بيلباو الإسباني دور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى منذ 16 عاماً، وذلك بعد أن فاز على فريق نابولي الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب "سان ماميس" ضمن مباريات إياب الدور التمهيدي الأخير من دوري أبطال أوروبا، ليتفوق عليه بالتالي بنتيجة (4-2) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
واقتنص الفريق الباسكي تذكرة العبور إلى دوري المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 16 عاماً، حيث كانت آخر مشاركة له في هذا الدور من البطولة الأغلى أوروبياً خلال موسم 1998\1999، وذلك عندما ودّع "آنذاك" البطولة من الدور الأول بعد احتلاله المركز الأخير في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط.
ولم يكن طريق "بيلباو"، أحد الأندية الثلاثة التي لم تغب شمسها أبداً عن منافسات الدوري الإسباني – مع ريال مدريد وبرشلونة – مفروشة بالورود، فقد احتاج للفوز في 20 مباراة في الموسم الماضي من "الليجا" ليضمن تذكرة الصعود إلى "التشامبيونزليج" كان أبرزها إلحاقه الهزيمة الأولى بنظيره برشلونة بعد مرور 15 جولة على مرور "الليجا".
ولعل اللافت في الإنجاز الكبير الذي حقّقه فريق الأسود، هو وصوله إلى هذا الدور، رغم أنّه قد بقي محافظاً على سياسته التاريخية، المتعلقة بالاعتماد على سياسة ضم اللاعبين الذين ينتمون لإقليم الباسك أو الذين تلقوا تدريباتهم الأولى في المدرسة الباسكية وحدهم دون غيرهم.
وتعود هذه السياسة إلى النزعة القومية لسكان الباسك الذين يرفضون اعتبار إقليمهم إقليماً منتمياً لإسبانيا، ويعتبر سكان الإقليم فريق بيلباو بمثابة منتخب إقليم الباسك الذي يقف الجميع خلفه، ففريق بيلباو هو الأكثر تعصبًا لإقليمه، فلا مكان بالفريق للاعب لا يحمل الهوية الباسكية.
هذه السياسة كانت قد أثارت عاصفة من الانتقادات في الشارع الرياضي الإسباني في عام 2007 حينما كان الفريق الباسكي على مشارف الهبوط للمرة الأولى في تاريخه، الأمر الذي أجبر صحيفة "الموندو" الإسبانية على عقد استطلاع رأي عبر موقعها الالكتروني على شبكة الإنترنت حول إمكانية جلب لاعبين محترفين من خارج الباسك، وترك سياسة الاعتماد على اللاعبين الذين ينتمون لإقليم الباسك.
لكن جماهير "بيلباو" استشاطت غضباً "آنذاك" وأعلنت عن تمسكها الشديد بسياسة الاعتماد على اللاعبين الذين ينتمون لإقليم الباسك، وحدهم دون غيرهم، وبالفعل نجحت هذه السياسة في انتشال الفريق من حالة الضياع، وأوصلته بعد ذلك على مدار المواسم القليلة الماضية إلى العديد من النهائيات الكبيرة مثل نهائي كأس الملك في 2009 و2012 بالإضافة إلى نهائي الدوري الأوروبي 2012، قبل أن تصل به أخيراً إلى دوري أبطال أوروبا.