وقال سعداني، وهو أحد أبرز المقربين من بوتفليقة، في حوار نشره الموقع الإخباري المحلي "كل شيء عن الجزائر"، من "مجموعة مندسّة تتبع الدولة العميقة، تريد أن تضرب المؤسسات الجمهورية لإعادة هيكلة نفسها"، مشيراً إلى أن هذه المجموعة التي تحسب على المدير العام السابق لجهاز الاستخبارات، تعمل أيضاً بالتنسيق مع "قوة خارجية تريد ضرب مركز الحراك ومركز المؤسسة العسكرية وقيادة أركان الجيش، والعودة إلى قيادة الأركان للقيام بما قاموا به منذ 1992"، دون أن يكشف عما يقصده بالقوة الخارجية.
ولفت سعداني إلى أنه في حال نجاح هذه المجموعة، فـ"لن تكون ديمقراطية، ولا قضاء حر، ولا دولة مدنية، وسنرجع إلى 1992، ما لا يصبّ في صالح لا الإسلاميين ولا الديمقراطيين ولا الاشتراكيين ولا الرأسماليين".
واتهم سعداني، الذي قاد عام 2014 حملة عنيفة ضد القائد السابق لجهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين، قبل إقالته من قبل بوتفليقة في سبتمبر/ أيلول 2015، ما وصفها بـ"الدولة العميقة"، بالتخطيط لترشيح الرئيس الجزائري الحالي لولاية رئاسة خامسة بشكل مقصود، لتفجير الأوضاع. وقال إن "الرسالة الوحيدة التي لا أشك في أنه كتبها، هي رسالة 18 مارس (التي أكد فيها بوتفليقة أنه لم يكن ينوي الترشح)، لأن الترشيح جاء من الدولة العميقة، حتى تبقى هي من يسيّر الدولة من ورائه".
واتهم سعداني الدولة العميقة وجهاز الاستخبارات السابق، بتدبير قضية تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين، التي تفجرت في مايو 2018. وقال إنها "قضية مفبركة، الهدف منها ضرب المؤسسة العسكرية والزجّ بإطارات (كوادر) المؤسسة العسكرية، ومعنى ذلك اتهام مباشر للمؤسسة ككل".
وفي مايو/ أيار الماضي، تم العثور على شحنة تحوي 701 كيلوغرام من الكوكايين، ضمن شحنة لحوم على باخرة كانت قادمة من البرازيل وتوقفت في إسبانيا، أفادت التحقيقات بتورط مورد لحوم مع أطراف في السلطة بتوريدها، دون أن يتم الكشف بشكل كامل عن التفاصيل النهائية للقضية.
وانتقد سعداني تخلي مجموعة الأحزاب والمنظمات عن بوتفليقة في الفترة الأخيرة بعد الحراك الشعبي. وقال: "آسف جداً حينما أرى أن هناك إجحافاً كبيراً بحق الرئيس، ليس من قبل طرف مجموعة كبيرة من الشعب، ولكن من قبل المحيطين به، هؤلاء الذين كانوا سبباً في ما وصلت إليه الوضعية العامة في البلاد، الذين انفضّوا من حول الرئيس بعدما كانوا يلبسون برنوسه منذ 20 سنة".
وتساءل: "أين هي الزوايا (الطرق الصوفية) التي كانت في عهد الرئيس، يدعون له بالشفاء والنجاح وأخذوا مكاسب، ألم يستطيعوا الكلام على شخص طاعن في السنّ عمره 82 سنة، مريض على كرسيّ، أين المسؤولون الكبار الذين كانوا يسيرون شؤون البلد، هم من كانوا يصرفون الميزانية ويوزعون الأموال؟". وأضاف: "أين هم الوزراء والمديرون والسفراء وكل من كان مغطىً ببرنوس الرئيس، كلهم انفضوا من حوله، وأصبحوا يتبرؤون من أشياء هم من فعلوها لا الرئيس. أنا شاهد على فترة طويلة، وأستغرب عندما أرى مجموعة كبيرة كانت تشكل الحكومة، تقول اليوم يجب أن يسقط النظام".
ودعا سعداني الجزائريين الى الإشفاق على بوتفليقة، معتبراً أن "هذا الرئيس كان يجب أن يُنصف، لا فقط من أجل عمله، بل أيضاً بسبب عمره، ما أطلبه أن يعذر الناس هذا الرئيس، اتركوه يكمل شهره وهذا أمر ديني، اتركوه يدشن مسجداً كان يحلم بتدشينه يقف فيه ولو لحظة على كرسيّ، وهو مجاهد وشيخ كبير ومريض".
واتهم الأمين العام السابق لـ"جبهة التحرير الوطني"، القيادة الحالية للحزب باختطاف الجبهة، في إشارة الى رئيس البرلمان معاذ بوشارب.
ومضى قائلاً: "هم جماعة خارجة عن القانون، وتمّ تعيينهم من الدولة العميقة، ومن رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى، ومن المفروض ألا تقبل وزارة الداخلية بمجموعة خارجة عن القانون، لأنهم ليسوا أعضاء في اللجنة المركزية، ولا يمكن تعيينهم لقيادة الحزب".