جلال ليس حالة معزولة. هو ليس الوحيد الذي عانى من الإهمال بعدما أصيب بحادث مفاجئ تسبب له في إعاقه. لكن ابن السنوات الست عشرة بحاجة إلى عون خاص. فهو ابن عائلة فقيرة، كان يعمل ليساعد والده في الإنفاق على إخوته الستة ووالدته.
وجلال لم يكن يشكو من أي إعاقة في الأساس. لكنه تعرّض إلى حادث، بُتِرَت على أثره يده ورجله. يقول: "كنتُ أعمل في فرن لأساعد أبي على نفقات العائلة. لكنني اليوم وبعدما فقدت عملي ذاك، أجرّ عربة وأجمع المهملات المصنوعة من البلاستيك والأوعية الفارغة من حاويات النفايات. ومن ثم أبيعها". يضيف: "فالمؤسسات الاجتماعيّة والإنسانيّة لا تقدّم لي المساعدة. كل ما أطلبه منهم هو تأمين عمل شريف لي. لا أريد حسنة منهم ولا تخصيص مبلغ معيّن. فقط عملاً شريفاً".
ويروي جلال كيف صار معوّقاً. يقول: "كنت أساعد إحدى العائلات على نقل أثاث بيتها. وبينما كنت أمسك قضيباً بيدي، التصق بشبكة التوتّر التي كانت قريبة من المنزل الذي يقع في الطبقة الثالثة. والتصق بيدي. لم أفلت إلا بعدما قام شباب بضربي على رأسي. وعلى الأثر، نُقِلت إلى المستشفى". أصيب الفتى بحروق بالغة جداً، ما أدّى إلى بتر إحدى يدَيه وإحدى أصابع يده الثانية وكذلك إحدى رجلَيه.
تلقّى جلال العلاج على نفقة جهات عدّة. وعاد إلى بيته لا حول له ولا قوّة له. وفي ما بعد، تخلّت المؤسسات الإنسانيّة والاجتماعيّة في المخيّم عن جلال. وبتخلي المؤسسات عنه، اضطرّ إلى التفتيش في حاويات النفايات بحثاً عن لقمة عيشه وعائلته. فتراه اليوم يتجوّل في مدينة صيدا المجاورة للمخيّم، تحت أشعّة الشمس الحارقة صيفاً وفي البرد وتحت الأمطار شتاءً.
وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين "أونروا" تساهم في علاج جلال. والضمان الصحي للفلسطينيّين، يساهم بجزء من تلك التكاليف. لكن من يتكفّل بجلال وغيره من الذين يتعرّضون إلى حوادث تسبّب لهم إعاقات جسديّة، فيصبحون عاجزين؟
ثمّة أشخاص أصيبوا بجلطات دماغيّة تجعلهم بحاجة إلى علاج فيزيائي ورعاية طبيّة خاصة. من يتكفّل بتأمين كل ذلك، بخاصة للمعوَزين؟
رشيد الباطي واحد من هؤلاء. هو يبلغ من العمر 48 عاماً، وقد أصيب بجلطة دماغيّة وصار طريح الفراش. وهو صاحب أسرة لا معيل لها سواه. ولأن أهله غير قادرين على تأمين العلاج له، تحوّل بيته إلى مستشفى من دون تكلفة.
ففي ما مضى، كان كلما احتاج إلى دخول المستشفى، تناشد عائلته أصحاب الأيادي البيضاء لتقديم المساعدة له. لكنها عجزت أخيراً عن تأمين تكاليف العلاج، وتأمين حتى ثمن الدواء واحتياجات مريضها الخاصة.
وجلال لم يكن يشكو من أي إعاقة في الأساس. لكنه تعرّض إلى حادث، بُتِرَت على أثره يده ورجله. يقول: "كنتُ أعمل في فرن لأساعد أبي على نفقات العائلة. لكنني اليوم وبعدما فقدت عملي ذاك، أجرّ عربة وأجمع المهملات المصنوعة من البلاستيك والأوعية الفارغة من حاويات النفايات. ومن ثم أبيعها". يضيف: "فالمؤسسات الاجتماعيّة والإنسانيّة لا تقدّم لي المساعدة. كل ما أطلبه منهم هو تأمين عمل شريف لي. لا أريد حسنة منهم ولا تخصيص مبلغ معيّن. فقط عملاً شريفاً".
ويروي جلال كيف صار معوّقاً. يقول: "كنت أساعد إحدى العائلات على نقل أثاث بيتها. وبينما كنت أمسك قضيباً بيدي، التصق بشبكة التوتّر التي كانت قريبة من المنزل الذي يقع في الطبقة الثالثة. والتصق بيدي. لم أفلت إلا بعدما قام شباب بضربي على رأسي. وعلى الأثر، نُقِلت إلى المستشفى". أصيب الفتى بحروق بالغة جداً، ما أدّى إلى بتر إحدى يدَيه وإحدى أصابع يده الثانية وكذلك إحدى رجلَيه.
تلقّى جلال العلاج على نفقة جهات عدّة. وعاد إلى بيته لا حول له ولا قوّة له. وفي ما بعد، تخلّت المؤسسات الإنسانيّة والاجتماعيّة في المخيّم عن جلال. وبتخلي المؤسسات عنه، اضطرّ إلى التفتيش في حاويات النفايات بحثاً عن لقمة عيشه وعائلته. فتراه اليوم يتجوّل في مدينة صيدا المجاورة للمخيّم، تحت أشعّة الشمس الحارقة صيفاً وفي البرد وتحت الأمطار شتاءً.
وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين "أونروا" تساهم في علاج جلال. والضمان الصحي للفلسطينيّين، يساهم بجزء من تلك التكاليف. لكن من يتكفّل بجلال وغيره من الذين يتعرّضون إلى حوادث تسبّب لهم إعاقات جسديّة، فيصبحون عاجزين؟
ثمّة أشخاص أصيبوا بجلطات دماغيّة تجعلهم بحاجة إلى علاج فيزيائي ورعاية طبيّة خاصة. من يتكفّل بتأمين كل ذلك، بخاصة للمعوَزين؟
رشيد الباطي واحد من هؤلاء. هو يبلغ من العمر 48 عاماً، وقد أصيب بجلطة دماغيّة وصار طريح الفراش. وهو صاحب أسرة لا معيل لها سواه. ولأن أهله غير قادرين على تأمين العلاج له، تحوّل بيته إلى مستشفى من دون تكلفة.
ففي ما مضى، كان كلما احتاج إلى دخول المستشفى، تناشد عائلته أصحاب الأيادي البيضاء لتقديم المساعدة له. لكنها عجزت أخيراً عن تأمين تكاليف العلاج، وتأمين حتى ثمن الدواء واحتياجات مريضها الخاصة.