15 ديسمبر 2015
سيناريو الصحوات
سيف سعدي (العراق)
لا ترحم السياسة من لا يجيد إتقانها، لا سيما إذا كانت هناك فرصة مواتية، ولم يتم استغلالها والتعامل معها بحرفية وذكاء، خصوصاً إذا كان البلد يعاني من أزمات سياسية قاتلة.
تطرح السياسة الأميركية وتسعى فرض موضوع الصحوات من جديد، لا سيما بعد تشكيل فصائل خارج إطار الدولة، مثل هـيئة الحشد الشعبي، على غرار الصحوات التي أسستها القوات الأميركية للقضاء على تنظيم القاعدة، بعد أن عجزت القوات الأمنية عن مجابهتها، خصوصاً أن الأنبار كانت ساقطة عسكرياً حينها، إلى أن تم تشكيل الصحوات من أبناء العشائر، لتكون الرادع الأول لتنظيم القاعدة.
مر زمن على تشكيل الصحوات، إلى أن تخلت الحكومة عن دعمها اللوجستي، وعملت على تصفية أغلب قادتها على يد الجماعات الخارجة عن القانون.
اليوم تدفع الإدارة الأميركية إلى تكرار تجربة الصحوات، بتشكيل أقوى، وبتدريب أكثر كفؤاً، وبتسليح حديث، على يد المستشارين الموجودين في القواعد العسكرية، هادفة إلى تنظيم قوة مسلحة منظمة تحت إطار القانون، من أجل إحداث توازن في القوى، لا سيما في ظل وجود الحشد الشعبي.
لم يكن السفير الأميركي، جون ستيوارد، بعيداً عن المشهد، فقد حضر أكثر من مرة إلى قاعدة التقدم الجوية، حيث يتم تدريب القوات العراقية من أبناء العشائر السنية، وعقد جلسة مغلقة مع محافظ الأنبار ومع قائد الحشد وقائد الشرطة، للوقوف على كامل الاستعدادات لتحرير مركز مدينة الرمادي، والمتطلبات الضرورية لما بعد التحرير.
تتضح ملامح إقليم الأنبار كثيراً، خصوصاً بعد طلب الكونغرس الأميركي لقاء ما يسمى أمير دليم، علي الحاتم السليمان، مع اقتراب تحرير مركز المدينة من دنس الجماعات الإرهابية، لأن السياسة الأميركية تعول كثيراً على شيوخ العشائر في بناء قوات أمنية تكون أكثر استجابة للأوامر الأميركية.
ويطرح بعض أصحاب الشأن سؤالاً: لماذا هذا الاهتمام الأميركي بملف الأنبار دون غيرها؟ والجواب يتجسد في أن هناك دوافع جيوسياسية وراء هذا الاندفاع القوي، والتي تتمثل بالسيطرة على حقل نفط عكاز غرب المحافظة، وكذلك الضغط على الدول المتاخمة للمحافظة، مثل الأردن والسعودية، لتكون المحافظة قاعدة انطلاق لمخططات السياسة الأميركية مستقبلاً.
الظرف الآن يختلف عن السابق، لأن القاعدة الجماهيرية مهيأة للترحيب بالقرارات الأميركية، لا سيما بعد المعاناة الصعبة التي واجهت أبناء المحافظة، من تشريد، وتدمير للبنى التحتية، إذ على أبناء المحافظة الحذر من الوقوع بالأخطاء نفسها التي أدت إلى تهجيرهم وقتل أبنائهم، ومتاجرة المسؤولين المحليين بدمائهم، لمصالح شخصية، تحت مسميات دينية أو حزبية أو طائفية، وأن يتعلموا مما مضى، والعمل على بناء المحافظة ثقافياً واجتماعياً وعمرانياً.
تطرح السياسة الأميركية وتسعى فرض موضوع الصحوات من جديد، لا سيما بعد تشكيل فصائل خارج إطار الدولة، مثل هـيئة الحشد الشعبي، على غرار الصحوات التي أسستها القوات الأميركية للقضاء على تنظيم القاعدة، بعد أن عجزت القوات الأمنية عن مجابهتها، خصوصاً أن الأنبار كانت ساقطة عسكرياً حينها، إلى أن تم تشكيل الصحوات من أبناء العشائر، لتكون الرادع الأول لتنظيم القاعدة.
مر زمن على تشكيل الصحوات، إلى أن تخلت الحكومة عن دعمها اللوجستي، وعملت على تصفية أغلب قادتها على يد الجماعات الخارجة عن القانون.
اليوم تدفع الإدارة الأميركية إلى تكرار تجربة الصحوات، بتشكيل أقوى، وبتدريب أكثر كفؤاً، وبتسليح حديث، على يد المستشارين الموجودين في القواعد العسكرية، هادفة إلى تنظيم قوة مسلحة منظمة تحت إطار القانون، من أجل إحداث توازن في القوى، لا سيما في ظل وجود الحشد الشعبي.
لم يكن السفير الأميركي، جون ستيوارد، بعيداً عن المشهد، فقد حضر أكثر من مرة إلى قاعدة التقدم الجوية، حيث يتم تدريب القوات العراقية من أبناء العشائر السنية، وعقد جلسة مغلقة مع محافظ الأنبار ومع قائد الحشد وقائد الشرطة، للوقوف على كامل الاستعدادات لتحرير مركز مدينة الرمادي، والمتطلبات الضرورية لما بعد التحرير.
تتضح ملامح إقليم الأنبار كثيراً، خصوصاً بعد طلب الكونغرس الأميركي لقاء ما يسمى أمير دليم، علي الحاتم السليمان، مع اقتراب تحرير مركز المدينة من دنس الجماعات الإرهابية، لأن السياسة الأميركية تعول كثيراً على شيوخ العشائر في بناء قوات أمنية تكون أكثر استجابة للأوامر الأميركية.
ويطرح بعض أصحاب الشأن سؤالاً: لماذا هذا الاهتمام الأميركي بملف الأنبار دون غيرها؟ والجواب يتجسد في أن هناك دوافع جيوسياسية وراء هذا الاندفاع القوي، والتي تتمثل بالسيطرة على حقل نفط عكاز غرب المحافظة، وكذلك الضغط على الدول المتاخمة للمحافظة، مثل الأردن والسعودية، لتكون المحافظة قاعدة انطلاق لمخططات السياسة الأميركية مستقبلاً.
الظرف الآن يختلف عن السابق، لأن القاعدة الجماهيرية مهيأة للترحيب بالقرارات الأميركية، لا سيما بعد المعاناة الصعبة التي واجهت أبناء المحافظة، من تشريد، وتدمير للبنى التحتية، إذ على أبناء المحافظة الحذر من الوقوع بالأخطاء نفسها التي أدت إلى تهجيرهم وقتل أبنائهم، ومتاجرة المسؤولين المحليين بدمائهم، لمصالح شخصية، تحت مسميات دينية أو حزبية أو طائفية، وأن يتعلموا مما مضى، والعمل على بناء المحافظة ثقافياً واجتماعياً وعمرانياً.
مقالات أخرى
05 ديسمبر 2015
03 ديسمبر 2015
07 نوفمبر 2015